قصة قصيدة يا ذا المخوفنا بقتل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا ذا المخوفنا بقتل

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا ذا المخوفنا بقتل” فيروى بأنه بعد أن قام رجل من بني أسد بقتل والد امرؤ القيس، قام امرؤ القيس بطلب ثأره، ولم يتوانى عن ذلك، وعندما رأى بنو أسد الإصرار الذي عنده، وجمعه للجيوش، وذهابه إلى كسرى، وكل ذلك لقتالهم، قدموا له دية، ولكنه لم يقبل بها، فعادوا وعرضوا عليه أن يقدوا له رجلًا من أشرافهم، على أن يحضر إليه وهو مقيد، لكي يقتل بدم أبيه، ولكنه رفض ذلك أيضًا، فقام عبيد بن الأبرص بكتابة قصيدة، وفي هذه القصيدة كان عبيد يفخر بقومه، ويهجو امرؤ القيس وقومه بسبب رفضه الصلح، وفي هذه القصيدة قال:

يا ذا المُخَوِّفَنا بِقَتلِ
أَبيهِ إِذلالاً وَحَينا

أَزَعَمتَ أَنَّكَ قَد قَتَلتَ
سَراتَنا كَذِباً وَمَينا

هَلّا عَلى حُجرِ بنِ أُمِّ
قَطامٍ تَبكي لا عَلَينا

إِنّا إِذا عَضَّ الثِقافُ
بِرَأسِ صَعدَتِنا لَوَينا

نَحمي حَقيقَتَنا وَبَعضُ
القَومِ يَسقُطُ بَينَ بَينا

هَلّا سَأَلتَ جُموعَ كِندَةَ
يَومَ وَلَّوا أَينَ أَينا

أَيّامَ نَضرِبُ هامَهُم
بِبَواتِرٍ حَتّى اِنحَنَينا

وَجُموعَ غَسّانَ المُلوكَ
أَتَينَهُم وَقَدِ اِنطَوَينا

لُحُقاً أَياطِلُهُنَّ قَد
عالَجنَ أَسفاراً وَأَينا

وَلَقَد صَلَقنا هَوازِناً
بِنَواهِلٍ حَتّى اِرتَوَينا

نُعليهِمُ تَحتَ الضَبابِ
المَشرَفِيَّ إِذا اِعتَزَينا

نَحنُ الأولى جَمِّع جُموعاً
ثُمَّ وَجِّهُّهُم إِلَينا

ولكن وبسبب الثأر الذي كان يطلبه امرؤ القيس، وبسبب انشغاله به، لم يعر عبيدة بن الأبرص أي اهتمام، ولم يرد على ما قال فيه.

ولكن نهاية عبيدة بن الأبرص كانت على يد الملك المنذر بن ماء السماء، الذي كان يقسم أيامه إلى يومان، أحدهما يوم بؤس، والآخر يوم نعمة، وفي يوم النعمة كان يأتي بأول رجل يراه، فيكسوه، ويعطيه مائة من الإبل، وجالسه طوال اليوم، ولكن في يوم البؤس كان يأتي بأول من يراه ويأمر بقتله.

وقد أتاه عبيد بن الأبرص في يوم من أيام بؤسه، وكان هو أول رجل يراه، فقال لغلامه: من هذا؟، فقال له: هو عبيد بن الأبرص، فأمر بقتله، ولكن الغلام أخبره بأنه شاعر، وبأن شعره حسن، وسماع شعره أفضل من قتله، فقبل الملك، وقال له أنشدني: أقفر من أهله ملحوب، ولكن نفسه عزت عليه، فأنشد قائلًا:

أَقْفـــَرَ مـــن أهلِهِ عبيدُ
فليس يُبـــدي ولا يُعيــدُ

عنـــتْ لـــه خُطَّةٌ نَكـــُودُ
وَحـــَانَ منهـــا لـــه وُرودُ

ورفض عبيد أن ينشد شيئاً مما أرادوا، فأمر الملك بأن يقتل، فقتلوه.

نبذة عن عبيد بن الأبرص

عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم الأسدي، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وأحد أصحاب المعلقات.


شارك المقالة: