قصة قصيدة يا ربع رامة بالعلياء من ريم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا ربع رامة بالعلياء من ريم:

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا ربع رامة بالعلياء من ريم” فيروى بأنه في يوم من الأيام دخل إسماعيل بن يسار إلى قصر الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان، وكان وقتها في الرصافة، فتوجه إليه وهو جالس بجانب بركة في وسط القصر، وجلس معه، فأمره هشام بن عبد الملك بأن يقول فيه قصيدة يمدحه فيها، فأنشد إسماعيل بن ياسر قصيدة يمدح نفسه والعجم بها، وقال:

يـا رَبـع رامَـة بِـالعَـليـاءِ مِن ريمِ
هَــل تَــرجِـعَـنَّ إِذا حَـيَّيـت تَـسـليـمـي

مـا بـالُ حَـيٍّ غَـدَت بُـزلُ المَـطِيِّ بِهِم
تَـخـدي لِغُـربَـتِهِـم سَـيـراً بِـتَـقـحـيـمِ

كَــأَنَّنــي يَــومَ سـاروا شـارِبٌ سَـلَبَـت
فُـــؤادَهُ قَهـــوَةٌ مِـــن خَـــمــرِ دارومِ

إِنّــي وَجــدّك مــا عــودي بِــذي خَــوَرٍ
عِـنـد الحِـفـاظِ وَلا حَـوضـي بِـمَهـدومِ

أَصــلي كَـريـمٌ وَمَـجـدي لا يُـقـاسُ بِهِ
وَلي لِســانٌ كَــحَــدِّ السَّيــفِ مَــسـمـومِ

أَحــمــي بِهِ مَــجـدَ أَقـوامٍ ذَوي حَـسَـبٍ
مِـن كُـلِّ قـرمٍ بِـتـاجِ المُـلكِ مَـعـمومِ

جَـــحـــاجِـــح ســـادَةٍ بُــلجٍ مَــرازِبَــةٍ
جُــردٍ عِــتــاقٍ مَــســامـيـخٍ مَـطـاعـيـمِ

مَـن مِـثلُ كِسرى وَسابور الجُنودِ مَعاً
وَالهُــرمُــزانِ لفَــخــرٍ أَو لتَـعـظـيـمِ

أُسدِ الكَتائِبِ يَومَ الرَّوعِ إِن زَحَفوا
وَهُـــم أذلّوا مُـــلوكَ التُّركِ وَالرّومِ

يَــمـشـونَ فـي حَـلَقِ المـاذِيِّ سـابِـغَـةً
مَـشـيَ الضَّراغِـمَـةِ الأُسـدِ اللَّهـاميمِ

هُـنـاكَ إِن تَـسـأَلي تُـنـبـي بِـأَنَّ لَنا
جُــرثــومَــةً قَهَــرَت عــزَّ الجَــراثـيـمِ

فغضب منه هشام بن عبد الملك غضبًا شديدًا، وقال له: ويحك، أتقوم بالفخر بنفسك، وتنشد علي قصيدة تعظم فيها قومك، ونادى على حاجبه، وأمره بأن ينادي على أحد الجنود، وعندما أتاه أمره بأن يضعه تحت الماء في البركة، فوضعه حتى كاد أن يختنق، فأمره أن يخرجه، ثم أمره بأن يخرجه من القصر، وأن ينفى إلى خارج الرصافة، فنفي إلى الحجاز، وبقي فيها محرومًا مطرودًا.

نبذة عن الشاعر إسماعيل بن يسار:

هو إسماعيل بن يسار النسائي، أحد شعراء العصر الأموي، اشتهر بكونه متعصبًا للفرس، وهنالك الكثير من القصائد التي قالها مدحًا وفخرًا بهم، نشأ في أسرة من الشعراء، فقد كان أباه شاعرًا، وأخواه أيضًا كانا شعراء.

كان إسماعيل حسن العشرة، حديثه عذب، كثير المزاح والهزل، كلامه وفعله مليء بالطرائف.


شارك المقالة: