قصة قصيدة يا رب قد أشرفت نفسي وقد علمت

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر ذو الرمة:

هو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي الربابي التميمي، ولد في عام سبعة وسبعون للهجرة في نجد، وهو من تميم، وأحد شعراء العصر الأموي، كان قصيرًا ويميل لونه إلى السواد، وهو أحد شعراء العرب المشهورين بكونهم عاشقين، فقد كان يحب فتاة تدعى  مية بنت مقاتل، وهي التي اشتهرت بكونها شديدة الجمال، وقد كان معظم شعره غزلًا فيها، توفي في عام مائة وسبعة عشر للهجرة في أصفهان.

قصة قصيدة يا رب قد أشرفت نفسي وقد علمت:

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا رب قد أشرفت نفسي وقد علمت” فيروى بأن الشاعر الأموي ذو الرمة وبينما هو في منطقة يقال لها صحراء الدهناء وهي في الجزيرة العربية مرض مرضًا شديدًا، وكان يغمى عليه، وعندما يصحو من إغمائه يسأل من هم معه عن مكانه، فيخبروه بأنهم في صحراء الدهناء، وعندما أحس بأنه ميت لا محالة طلب منهم أن يقوموا بدفنه في رمال حزوى، فقد كان ذو الرمة شديد الحب لهذه المنطقة، وقد قال فيها:

إِذا ما بَدَت حُزوى وَأَعرَضَ حارِكٌ
مِنَ الرَملِ تَمشي حولَهُ العِينُ أَعفَرُ

وَجَدتُ فُؤادِي كَادَ أَن يَستَفِزَّهُ
رَجيعُ الهَوى مِن بَعدِ ما يَتَذَكَّرُ

عَدَتني العَوادي عَنكِ يا مَيُّ بُرهَةً
وَقَد يُلتَوى دونَ الحَبيبِ فَيُهجَرُ

عَلى أَننَّي في كُلِّ سَيرٍ أَسيرُهُ
وَفي نَظَري مِن نَحوِ دارِكِ أَصوَرُ

ولكنّهم رفضوا ذلك وأخبروه بأنه إن دفن في الصحراء فإن الهواء سوف يقوم بكشف قبره، ولكنه أصر عليهم أن يفعلوا ذلك وقال لهم بأنّه ليس من الرجال الذين يدفنوا في الغموض، وأخبرهم بأن يضعوا على قبره أغصان الشجر والطين لكي لا تقوم الرياح بكشفه، فوعدوه بأنّهم سوف يفعلوا.

وعندما أتته الوفاة قال لمن معه: أني ابن نصف الهرم، ثم أنشد قائلًا:

يا رَبُّ قَد أَشرَفَت نَفسي وَقَد عَلِمَت
عِلماً يَقيناً لَقَد أَحصَيتُ آثاري

يا مُخرِجَ الروحِ مِن جِسمي إِذا اِحتَضَرَت
وَفارِجَ الكَربِ زَحزِحني عِنِ النارِ

وعندما توفي أخذوه وغسلوه، ثم صلوا عليه، ثم قاموا بحمله إلى المكان الذي وعدوه بأنهم سوف يدفنوه به وهو رمال حزوى، وحملوا معهم الشجر والمدر على ظهر الأكباش، وعندما وصلوا قاموا بدفنه.


شارك المقالة: