قصة قصيدة يا سائس الخيل قم للخيل أطلقها
أمّا عن مناسبة قصيدة “يا سائس الخيل قم للخيل أطلقها” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان هنالك فارسًا يقطع الصحراء على حصان له، وبينما هو في وسط الصحراء، لمح رجلًا تائهًا، فتوجه إليه، ووقف عنده، فوجده يعاني من العطش، فنزل عن حصانه، وأمسك بقارورة الماء، وناوله إياه، لكي يشرب ويروي عطشه، وعندما شرب الرجل، شكره، وصمت، فشعر الفارس بأن الرجل يريد أن يركب معه، ولكنه خجل من أن يطلب، فقال له: ما رأيك أن تركب معي حتى أوصلك إلى مكان فيه مسكن ومأوى؟ فقال له الرجل: أشكرك يا أخي، والله إني كنت أريد أن أطلب منك أن تأخذني معك، ولكني خجلت من أطلب منك ذلك، فابتسم الفارس، وقال للرجل: اصعد، فحاول الرجل أن يصعد إلى ظهر الحصان، ولكنه لم يستطع، وقال للفارس: يا أخي أنا لست بفارس، ولم أركب الخيل من قبل قط.
وعندها نزل الفارس عن حصانه، وساعد الرجل على ركوب الحصان، وعندما ركب الرجل على الحصان، ضربه ضربة بقدمه كما يفعل الفرسان، فانطلق الحصان مسرعًا، وفي تلك اللحظة تيقن الفارس من أنه تعرض للسرقة، وعندها أخذ يصيح على السارق، ويطلب منه أن يتوقف للحظة، وعندما سمع السارق نداء الفارس له، أحس بأنه لا يريد أن يستجدي عطفه، كما يفعل الآخرون الذين سرق منهم من قبل، وبأن لديه شيئًا يقوله له، فتوقف، وقال له: ماذا تريد؟ فقال له الفارس: أرجوك أن لا تخبر أحدًا بما حصل هنا، فتعجب السارق منه، وقال له: أتركك هنا لكي تموت، وأنت تخاف أن يتكلم الناس عنك؟ فقال له الفارس: لا والله، ولكني أخاف إن شاع خبر ما فعلت أن ينقطع المعروف بين الناس، ومن ثم أنشد قائلًا:
يا سائس الخيل قم للخيل أطلقها
لا تعقل الخيل و الفرسان قد قاموا
نحن الفوارس نحن الخيل تعرفنا
نحن الأشاوس و الأعداء أوهام
لا تستفزوا، حروف الشعر أنفاسي
و كل حرف له نبض و أحلام
أنا الذي نسج الأبيات مرتجلا
كالموريات لها ضبح و إقدام
من ينحر الخيل ماتت فيه نخوته
هل تُنحر الخيل لو فرسانها ناموا
حالة الشاعر قصيدة يا سائس الخيل قم للخيل أطلقها
كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة الفخر بفروسيته، وابداء حبه لخيله، وفخره بأن خيله تعرفه.