قصة قصيدة يا سلم لا تسألي عنا فلا كشفت

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا سلم لا تسألي عنا فلا كشفت

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا سلم لا تسألي عنا فلا كشفت” فيروى بأن المكان الذي تعيش به قبيلة بكر بن وائل لم يعد مناسبًا للعيش، وأصبح قاحلًا، فاضطروا لمغادرته، وانتقلوا إلى مكان بين اليمامة وهجر، وكان بني تميم يعيشون هنالك، فتجاورت القبيلتان، وفي يوم حصل خلاف بين القبيلتين، فأصبح كل رجل من بني بكر إذا لقي رجلًا من بني تميم قام بقتله، وإذا لقي رجل من بني تميم رجلًا من بني بكر قام بقتله، حتى تفاقم الخصام، وأصبح لا مفر من القتال، فخرج جيش من تميم بقيادة أبو الرئيس الحنظلي، إلى قبيلة وائل بن بكر، وقبل أن يصلوا إليهم وصل الخبر إلى قبيلة بكر، فجهزوا جيشًا بقيادة عمرو بن قيس وحنظلة بن سيار.

وعندما وصل الجيشان إلى مكان القتال، قامت قبيلة تميم بوضع ناقتين في بالقرب من جيشهم، وقالوا لا نهرب إلا إذا هربت هاتين الناقتين، ولكن شيبان تمكنت من الوصول إلى هاتين الناقتين، وقاموا بقتلهما، وانهزمت تميم وقتل قائدهم، وتمنت قبيلة بكر من قتل الكثير منهم، وأسر العديد من الرجال والنساء، وأخذوا أموالهم التي كانت معهم، وأنشد الأعشى في خبر ذلك اليوم قائلًا:

يا سلم لا تسألي عنّا فلاً كشفت
عند اللقاء ولا سود مقاريف

نحن الذين هزمنا يوم صبّحنا
يوم الزّويرين في جمع الأحاليف

ظلّوا وظلّت تكرّ الخيل وسطهم
بالشيّب منّا والمرد الغطاريف

تستأنس الشرف الأعلى بأعينها
لمح الصقور علت فوق الأظاليف

انسلّ عنها بسيل الصّيل فانجردت
تحت اللّبود متونٌ كالزحاليف

وقد أكثر الشعراء من ذكر ما حصل في هذا اليوم، ومنهم الأغلب العجلي، الذي أنشد في أرجوزة له، قائلًا:

جاؤوا بزويريهم وجئنا بالأصمّ
شيخ لنا كالليث من باقي إرم

شيخٌ لنا معاودٌ ضرب البهم
يضرب بالسيف إذا الرمح انقصم

هل غير غارٍ
صكّ غاراً فانهزم

نبذة عن الأعشى

هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضُبيعة، وهو أحد شعراء الجاهلية، ويعتبر من شعراء الطبقة الأولى في ذلك العصر، وهو أحد أصحاب المعلقات، ولد في الجزيرة العربية، وتوفي فيها.


شارك المقالة: