قصة قصيدة يا شمس خدر مالها مغرب

اقرأ في هذا المقال


كان أكثر الشعراء في العصور القديمة فقراء لا حول لهم ولا قوة، وليس لهم إلا شعرهم يسترزقون منه، ومنهم شاعرنا لهذا اليوم وهو ابن الزقاق الذي كان شديد الفقر، ولكن شعره كان له منفذًا مما هو فيه.

من هو ابن الزقاق؟

هو أبو الحسن علي بن عطية بن مطرف اللخمي، شاعر من شعراء الأندلس، عاش في العصر المملوكي.

قصة قصيدة يا شمس خدر مالها مغرب

أما عن مناسبة قصيدة “يا شمس خدر مالها مغرب” فيروى بأنه كان في العصر المملوكي شاعر يقال له ابن الدقاق البلنسي، وكان ابن الدقاق شاعرُا مشهورًا، وكان يمضي معظم لياليه يشتغل بالأدب والشعر، وكان والده فقيرًا يشتغل بالحدادة، فأتاه في يوم من الأيام وجلس معه، وأخذ يلومه على جلوسه واشتغاله بالشعر، وقال له: يا بني نحن لا نملك المال، ولا طاقة لنا بالزيت الذي تشعله لكي تسهر هذه الليالي، وفي اليوم التالي خرج ابن الدقاق من منزله، وتوجه إلى مجلس رجل من كبار بلنسية يقال له أبا بكر بن عبد العزيز، ودخل إلى مجلسه، وأنشد فيه قصيدة يمدحه فيها، وفيها قال:

يا شمسَ خِدْرٍ مالها مَغرِبُ
أَرامةٌ دارُكِ أمْ غُرَّبُ

يمدح الشاعر أبا بكر بن عبد العزيز، ويشبهه بالشمس التي لا تغرب، فهو في حسنه كالشمس.

ذهبتِ فاستعبرَ طرفي دماً
مفضَّضُ الدمعِ به مُذْهَبُ

اللهَ في مهجةِ ذي لوعةٍ
تَيَّمَهُ يومَ النَّقا الرَّبرب

شامَ بريقاً باللِّوى فامترى
أضوءُهُ أم ثغرُكِ الأشنب

أشبه غَمّاً يومُهُ ليلَهُ
حتى استوى الأدهمُ والأشهب

سُرورُهُ بعدَكُمُ تَرْحَةٌ
وصُبْحُهُ بعدكمُ غَيْهَبُ

ناشدتكَ اللهَ نسيمَ الصَّبا
أين استقرَّتْ بعدَنا زينبُ

لم تسْر إلا بشذا عَرْفِها
أو لا فماذا النَّفَسُ الطيبُ

و يا سحابَ المُزنِ ما بالُنا
يشوقُنا ذيلُكَ إذ يُسْحَبُ

هاتِ حديثاً عن مغاني اللِّوى
فعهدُكَ اليومَ بها أقرَبُ

فأمر له أبو بكر بثلاثمائة دينار، فشكره، وأخذ الدنانير، وعاد إلى بيته، وجلس مع أبيه، ووضع الثلاثمائة دينار في حجره، وقال له: خذ هذه الدنانير، واشتر بها زيتًا.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان ابن الزقاق شاعرًا ماهرًا، وكان والده فقيرًا فقيرًا، وكان ابن الزقاق يسهر ليله يشتغل بالشعر، فأتاه والده في يوم ولامه على ذلك، وفي اليوم التالي مدح ابن الزقاق رجلًا من كبار مدينة بلنسية، فأعطاه ثلاثمائة دينار، فعاد ابن الزقاق، وأعطاها لأبيه، وقال له أن يشتري بها زيتًا.


شارك المقالة: