قصة قصيدة يا صاحب السر إن السر قد ظهرا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا صاحب السر إن السر قد ظهرا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا صاحب السر إن السر قد ظهرا ” فيروى بأنه في يوم دخل مالك بن دينار إلى البصرة، وتوجه إلى المسجد الكبير، ودخله وكان ذلك في وقت الظهيرة، فوجد الناس قد اجتمعوا هنالك، وكانوا يدعون الله حتى وقت صلاة العشاء، وكانت السماء وقتها قد أمسكت وشحت المياه عندهم، ولكنّها لم تمطر، فبقي يدعوا الله معهم، وبعد أن صلوا العشاء توجهوا إلى بيوتهم، وبقي مالك في المسجد؛ حيث لم يكن لديه مكان يقيم فيه، وبينما هو جالس في المسجد دخل رجل سمين أسود صغير الأنف، يرتدي خرقتان، فصلى ركعتين، وبعد أن انتهى نظر في المسجد يبحث إن كان أحد فيه، ولم ينتبه إلى مالك بن دينار.

وعندما تيقن من عدم وجود أحد في المسجد سواه، رفع يداه وبدأ يدعو ربه قائلًا: إلهي لقد منعت عنا المطر لتؤدبنا، فأسألك يا رب أن تسقينا في هذه اللحظة، فلم يكد أن ينزل يداه، حتى بدأت تمطر، ومن ثم خرج من المسجد، فلحق مالك بن دينار به، وبقي في أثره وهو يتنقل من زقاق إلى آخر، حتى وصل إلى بيته ودخل، فاقترب مالك بن دينار من البيت، وتناول طينًا من الأرض وصنع به علامة على الباب، وتوجه عائدًا إلى المسجد.

وفي اليوم التالي خرج من المسجد وسار في نفس الطريق التي سلكها الرجل في الليلة السابقة، حتى وصل إلى المنزل، وكان منزل نخاس يبيع العبيد، فدخل إليه وأخبره بأنه يريد أن يشتري منه عبدًا، فأراه بعضًا من عبيده، ولكن مالك بن دينار لم يقبل بهم، وأخبره بأنه لا يريدهم، وسأله إن كان يملك غيرهم، فقال له الرجل: لا والله، لا يوجد عندي غيرهم، فهمّ مالك بالخروج، وبينما هو خارج رأى كوخًا صغيرًا، فسأل النخاس قائلًا: من يوجد في هذا الكوخ؟، فقال له: هو عبد ولكن لن يفيدك في شيء، فقال له مالك: أريد أن أراه، فأخرجه له، وكان هو من دخل إلى المسجد، فسأل النخاس أن يشتريه، واشتراه منه بثمن زهيد، وأخذه وتوجه إلى بيته.

وعندما وصل  إلى البيت، رفع العبد رأسه، وقال له: لم قمت بشرائي؟، فأخبره مالك بخبره وهو في المسجد، فقال له العبد: لعله أحد غيري، فقال له مالك: لا بل أنت، فقال له العبد: هل عرفتني؟، فقال له مالك: نعم، فقال له العبد: وهل أنت متيقن من ذلك؟، فقال له مالك: نعم، فخر العبد ساجدًا على الأرض، وقال:

يا صاحب السر إن السر قد ظهرا
فلا أطيق حياة بعدما اشتهرا

ومات من فوره.

حالة الشاعر:

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذا البيت الخوف من أنّ سره قد ظهر، والرجاء من الله أن يموت.


شارك المقالة: