قصة قصيدة يا عمرو قد حمي الوطيس وأضرمت

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا عمرو قد حمي الوطيس وأضرمت:

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا عمرو قد حمي الوطيس وأضرمت” فيروى بأنه عندما عاد الرسول صل الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة من تبوك، أتاه عمرو بن معد كرب، فدعاه الرسول إلى الإسلام، حتى يقي نفسه شر الفزع الأكبر، فسأل الرسول عن الفزع الأكبر، فأخذ الرسول يخبره عن الصيحة الأولى وعن النشر من الموت، وعن اصطفاف الناس، وانشقاق السماء، وهد الأرض، وانهداد الجبال، ثم قال له: فأين أنت يا عمرو من هذا؟، فآمن بالله ورسوله، هو وجماعة من قومه.

وبعد دخوله في الإسلام، أتى عمرو إلى الرسول، فوجد رجلًا يقال له أبي بن عثعث الخثعمي، وكان أبي قد قتل أباه، فطلب من رسول الله أن يسمح له بأن يقتله، ولكن الرسول أخبره بأن الإسلام يهدر ما كان في الجاهلية، وبسبب ذلك ارتد عن الإسلام، ومن بعد ذلك أغار على قوم من بني الحارث بن كعب، ومن ثم عاد إلى قومه، فأمر الرسول علي بن أبي طالب بأن يسير إلى بني زبيد ومعه جيش من المهاجرين، فسار ووضع على مقدمة الجيش خالد بن سعيد بن العاص.

وعندما وصل خبر مسيرهم إلى بني جعفي افترقوا إلى فرقتين، ذهبت إحداهما إلى اليمن، والأخرى انظمت إلى بني زبيد، فسار حتى أدرك بني زبيد في واد اسمه وادي كسير، وعندما رأوه قالوا لعمرو: ما هو حالك إن أتاك هذا الفتى وأخذ منك الإتاوة؟، فقال لهم: سوف يعلم، ووقف الجيشين أمام بعظهما، فأنشد عمرو بن معد:

الآن حـين تـقـلصـت منك الكلى
إذ حـر نـارك في الـوقـيـعة يسطع

والخيل لاحـقـة الأياطـل شــزب
قـب الـبـطـون ثـنـيـها  والأقـرع

يحملـن فرسـانـاً كـراماً في الـوغا
لا يـنـكـلـون إذا الـرجال تكعكع

إنـي امـرؤ أحـمـي حمـاي بـعـزة
وإذا تـكـون شـديـدة لا  أجـــزع

وأنـا المـظـفـر فـي المـواطن كلها
وأنـا شـهـاب في الحـوادث يلمـع

من يلقـنـي يـلـقى المـنية والردى
وحيـاض مـوت لـيـس عنه  مذيع

فاحذر مصاولتي وجانب موقفي
إنـي لـدى الهـيـجـا أضـر  وأنـفع

فرد عليه علي بن أبي طالب قائلًا:

يا عمرو قد حمي الوطيس وأضرمت
نـار عـلـيـك وهـاج أمـر مـفـظع

وتساقـت الأبـطـال  كأس منية
فـيـهـا ذراريــح وســـم مـنـقـع

فـإلـيـك عني لا ينـالك  مخلبي
فتـكـون كالأمـس الذي لا  يرجع

إنـي امـرؤ أحمـي حمـاي  بعـزة
والله يـخـفـض مـن يشـاء  ويرفع

إنـي إلى قصـد الهـدى  وسبيله
وإلـى شـرايـع ديـنـــه أتـســـرع

ورضـيـت بالقرآن وحياً منزلاً
وبـربـنـا ربـــا يــضـــر ويـنـفع

فـيـنـا رسـول الله أيد  بالهدى
فـلـواؤه حـتى الـقـيـامة يلـمـع

ثم صاح به صيحة فهرب، وفي تلك المعركة قتل علي بن أبي طالب أخا عمرو وابن أخاه، وأخذت زوجته من بين السبايا، ثم انصرف جيش المسلمين، وبقي خالد بن سعيد لكي يقبض صدقات المسلمين، فرآه عمرو، ودخل في الإسلام، واستأذنه بأن يأخذ زوجته فأعادها إليه.

نبذة عن علي بن أبي طالب:

أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي، ابن عم رسول الله صل الله عليه وسلم، وأول من آمن من الفتية.


شارك المقالة: