نروي لكم اليوم ما كان من خبر جمع من الصحابة بعثهم الرسول صل الله عليه وسلم إلى مكة ليتبينوا خبر قريش.
قصة قصيدة يا عين جودي بدمع منك منسكب
أما عن مناسبة قصيدة “يا عين جودي بدمع منك منسكب” فيروى بأن رسول الله صل الله عليه وسلم بعث كلًا من عاصم بن أبي الأفلح ومرثد بن أبي مرثد وخبيب بن عدي وعبد الله بن طارق إلى مكة المكرمة لكي يتبينوا له خبر قريش، وبينما هم في طريقهم إلى مكة وصلوا إلى منطقة يقال لها الرجيع، فاعترضهم بنو لحيان، فأخذ عاصم يقاتلهم، وقال: اللهم إني أحمي دينك، فاحم جسدي بعد موتي، وعندما مات أرادوا أن يقطعوا له رأسه، فاجتمع عليه النحل، ومنعهم عنه.
وصعد كل من خبيب وزيد إلى جبل، فأعطاهما القوم الأمان من القتل، فنزلا، فأسروهم، وأخذوهما معهما صوب مكة، وباعوهما، فقام بنو الحارث بشراء خبيب، حيث كان قد قتل الحارث يوم بدر، وعندما انتهت الأشهر الحرم أخرجوه لكي يقتلوه، فأنشد قائلًا:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً
على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أعضاء شلو ممزع
ومن ثم ركع ركعتين، وقال لهم: والله لولا أنكم تضنون أني أخاف من القتل لزدت، فقتله عقبة بن الحارق، وقام رجل يقال له بسطاس بقتل زيد، فأنشد حسان بن ثابت قائلًا:
يا عَينُ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مُنسَكِبِ
وَاِبكي خُبَيباً مَعَ الغادينَ لَم يَؤُبِ
يرثى الشاعر خبيب بن عدي ويقول يا عين جودي بدموعك واسكبيها بكاءً على خبيب.
صَقراً تَوَسَّطَ في الأَنصارِ مَنصِبُهُ
حُلوَ السَجِيَّةِ مَحضاً غَيرَ مُؤتَشَبِ
قَد هاجَ عَيني عَلى عِلّاتِ عَبرَتِها
إِذ قيلَ نُصَّ إِلى جَذعٍ مِنَ الخَشَبِ
يا أَيُّها الراكِبُ الغادي لِطِيَّتِهِ
أَبلِغ لَدَيكَ وَعيداً لَيسَ بِالكَذِبِ
يا اِبنَي فُكَيهَةَ إِنَّ الحَربَ قَد لَقِحَت
مَحلوبُها الصابُ إِذ تُمرى لِمُحتَلِبِ