للجواري في العصر العباسي العديد من القصص والحكايات، واليوم نقص عليكم خبر جارية منهن يقال لها ملك مع إبراهيم بن المهدي.
من هو إبراهيم بن المهدي؟
هو إبراهيم بن المهدي، ثامن الخلفاء العباسيين، وأخو الخليفة هارون الرشيد.
قصة قصيدة يا غزالا لي إليه
أما عن مناسبة قصيدة “يا غزالا لي إليه” فيروى بأن إبراهيم بن المهدي عندما هرب من الخليفة المأمون اختبأ عند امرأة يقال لها عصمة بنت أبي جعفر، وكانت عصمة تكرمه أفضل إكرام، وتجلس معه فتخبره بالطرائف، وتتفقده كل حين وحين، كما أنها قد وضعت له جارية يقال لها ملك، وكانت قد علمتها الشعر والغناء والأدب، وأنفقت عليها الأموال، فأصبحت مغنية بارعة، تروي الشعر، بالإضافة إلى أنها كانت شديدة الجمال، عاقلة رزينة، وكانوا قد عرضوا لها مائة وخمسين ألف درهم ثمنًا لها، ولكنها رفضت بيعها.
وأصبحت هذه الجارية تقوم على خدمة إبراهيم، وتتفقد أموره، فتعلق إبراهيم بها، ووقع في هواها، ولكنه لم يقوى على طلبها من عمته، لعلمه بأنها سوف تحزن بسبب ذلك، وعندما اشتد وجده بها، وغلب عليه حبها، جلس وأخذ يشرب الخمر حتى ذهب عقله، وكانت هي واقفة فوق رأسه، فأخذ ينشد شعرًا له فيها، قائلًا:
يا غزالا لي إليه
شافع من مقلتيه
والذي أجللت خديه
فقبلت يديه
بأبي وجهك ما أكثر
حسادي عليه
أنا ضيف، وجزاء الضيف
إحسان إليه
يتغزل إبراهيم بن المهدي بالجارية ملك، ويشبهها بالغزال، ويقول بأن الناس يحسدونه عليها، ويقول لها بأنه ضيف عندها، وواجبها أن تقوم بالإحسان إليه.
وسمعت الجارية ما قال من شعر، وفهمت معناه، وأنه يقصدها، وعندما خرجت من عنده، استدعتها مولاتها، لكي تسألها عن أخباره كما تفعل كل يوم، فأخبرتها الجارية بحاله، وبما قال من شعر فيها، وما قصد منه، وعندها قالت لها مولاتها: اذهبي إليه، فإني قد وهبتك له، فخرجت الجارية من عندها وهي في غاية السرور، وتوجهت إلى غرفته، ودخلت عليه، واقتربت منه، وقبلت له رأسه، فقال لها: لا يجوز هذا، فقالت له: لقد وهبتني مولاتي لك، وأخبرتني أن أخبرك بذلك، ففرح بذلك فرحًا شديدًا.
الخلاصة من قصة القصيدة: عندما هرب إبراهيم بن المهدي من الخليفة المأمون، اختبأ عند قريبة له، فجعلت له جارية تقوم على خدمته، فوقع في حب تلك الجارية، وأنشد في يوم شعرًا يقصدها به، فأخبرت مولاتها بشعره، فوهبتها له.