قصة قصيدة يا لهف نفسي أن كانت أموركم

اقرأ في هذا المقال


من العرب رجال يغارون على عروبتهم، حتى ولو أنهم يعملون عند الأعاجم، ومن هؤلاء لقيط بن يعمر الإيادي الذي كان عاملًا عند كسرى ملك الفرس، وعندما علم بنيته على قتال العرب، بعث لهم بكتاب يحذرهم فيه.

من هو لقيط بن يعمر الإيادي؟

هو لقيط بن يعمر بن خارجة الإيادي، وهو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وهو من أهل الحيرة في شبه الجزيرة العربية، اتصل بملك الفرس.

قصة قصيدة يا لهف نفسي أن كانت أموركم

أما عن مناسبة قصيدة “يا لهف نفسي أن كانت أموركم” فيروى بأن لقيط بن يعمر الإيادي كان يعمل في ديوان ملك الفرس كسرى، وكان كسرى يريد أن يغزو العرب، ولكنه لم يردهم أن يعلموا بنيته لذلك لكي لا يعدوا له، فقام في يوم من الأيام بدعوة لقيط إلى مجلسه، وأمره بأن يبعث بكتاب إلى قومه يطمئنهم فيه إلى نوايا الملك تجاههم، ويخفف من حدة التوتر والعداء بينهم وبين الفرس، ولكن لقيط كان يعلم بنوايا كسرى الحقيقة، وكان يعلم بالمؤامرة التي كان يحيكها، فبعث إلى قومه بقصيدة يحرهم فيها، ويحضهم فيها على القتال، ويعيب عليهم إقبالهم على الرخاء واللامبالة، بينما ملك الفرس يجهز لقتالهم، وقال فيها:

يــا لَهــفَ نَــفــسِــيَ أَن كــانَــت أُمـورُكُـمُ
شَــتّــى وَأُحــكِـمَ أَمـرُ النـاسِ فَـاِجـتَـمَـعـا

يبدي الشاعر في هذا البيت أسفه على تفرق صفوف قومه، وهم أمام حرب مقبلة، ويقول لهم بأن قلبه يؤلمه بسبب تفرقهم وتشتتهم.

أَلا تَـــخـــافــونَ قَــومــاً لا أَبــا لَكُــمُ
أَمـسَـوا إِلَيـكُـم كَـأَمـثـالِ الدَبـا سُـرُعـا

أَبـــنـــاءُ قَـــومٍ تَـــأَوَّوكُــم عَــلى حَــنَــقٍ
لا يَـــشـــعُــرونَ أَضَــرَّ اللَهُ أَم نَــفَــعــا

أَحـــرارُ فـــارِسَ أَبــنــاءُ المُــلوكِ لَهُــم
مِــنَ الجُــمــوعِ جُــمــوعٌ تَـزدَهـي القَـلَعـا

فَهُـــم سِـــراعٌ إِلَيــكُــم بَــيــنَ مُــلتَــقِــطٍ
شَــوكــاً وَآخَــرَ يَـجـنـي الصـابَ وَالسَـلَعـا

يحذر الشاعر قومه في هذا البيت من جيوش الفرس المتجهة صوبهم مسرعين لكي يصلوا إليهم.

لَو أَنَّ جَـــــمـــــعَهُــــمُ رامــــوا بِهَــــدَّتِهِ
شُــمَّ الشَــمــاريـخِ مِـن ثَهـلانَ لَاِنـصَـدَعـا

فــي كُــلِّ يَــومٍ يَــسُــنّــونَ الحِــرابَ لَكُــم
لا يَهــجَــعــونَ إِذا مــا غــافِــلٌ هَــجَـعـا

لا الحَـرثُ يَـشـغَـلُهُـم بَـل لا يَـرَونَ لَهُـم
مِــن دونِ بَــيــضَــتِــكُــم رِيّـاً وَلا شِـبَـعـا

وَأَنـــتُـــمُ تَـــحـــرُثــونَ الأَرضَ عَــن سَــفَهٍ
فــي كُــلِّ مُــعــتَــمَــلٍ تَــبــغــونَ مُـزدَرَعـا

الخلاصة من قصة القصيدة: كان ملك الفرس يريد أن يقاتل العرب، ولكنه لم يردهم أن يعلموا بقدومه، فطلب عامله لقيط، وطلب منه أن يبعث لهم بكتاب يهدئهم فيه، ويحثهم على السلام مع الفرس، ولكنه علم مبتغاه، وبعث لهم بقصيدة يحذرهم فيها منه.

المصدر: كتاب "أمالي" تأليف المرزوقيكتاب "في تاريخ الأدب الجاهلي" تأليف علي الجنديكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: