اعتاد الناس أن يدخلوا على المشهورين بكرمهم، فيطلبون منهم مالًا، فإن أعطوهم مدحوهم، وإن لم يعطوهم سخطوا عليهم، وذموهم، ومن ذلك ما حصل مع إبراهيم بن المهدي المشهور بكرمه، حين أتاه جماعة من العراب يطلبونه مالًا، وعندما لم يعطهم سخطوا عليه، واليوم نقص عليكم قصته معهم.
من هو دعبل الخزاعي؟
هو دعبل بن عليّ بن رزين بن سليمان بن تميم بن نهشل الخزاعي، شاعر من أشهر شعراء العصر العباسي، اتصل بخلفاء بني العباس ومنهم المأمون والمعتصم، ولد في مدينة الكوفة في العراق، ونشأ فيها، وتوفي في خراسان.
قصة قصيدة يا معشر الأعراب لا تغلطوا
أما عن مناسبة قصيدة “يا معشر الأعراب لا تغلطوا” فيروى بأن إبراهيم بن المهدي كان معروفًا بكرمه وسخاءه، واشتهر بذلك بين أهل العراق، فكان يأتيه أهل العراق يطلبون المال، وكان لا يرد أحدًا منهم، ولكنه عندما أصبح خليفة في مدينة بغداد قل ماله.
وفي يوم من الأيام أتاه جماعة من الأعراب وطلبوا منه المال، ولكن لم يكن يملك شيئًا منه، فوعدهم بأنه سوف يعطيهم ما يحتاجون، وأبقاهم على باب قصره ينتظرون، ولكن بعد طول انتظار منهم، خرج إليهم حاجبه، وقال لهم بأنه لا مال عنده اليوم، فقالوا له: إذن فادخل إلى الخليفة، واطلب منه أن يخرج إلينا، وأن يغني لأهل هذه الناحية ثلاثة أصوات، وأن يغني لأهل تلك الناحية ثلاثة أصوات، فأنشد في خبر ذلك دعبل الخزاعي شاعر المأمون يذم الخليفة إبراهيم بن المهدي قصيدة قال فيها:
يا معشر الأعراب لا تغلطوا
خذوا عطاياكم ولا تسخطوا
يعاتب دعبل الخزاعي الأعراب الواقفون أمام باب الخليفة إبراهيم بن المهدي، ويقول لهم بأن يأخذوا عطاياهم، من دون أن يسخطوا على الخليفة.
فسوف يعطيكم حنينية
لا تدخل الكيس ولا تربط
والمعبديات لقوادكم
وما بهذا أحد يغبط
فهكذا يرزق أصحابه
خليفة مصحفه البربط
الخلاصة من قصة القصيدة: أتى جماعة من الأعراب إلى قصر إبراهيم بن المهدي، ووقفوا على باب مجلسه، يطلبون منه المال، ولكنه لم يكن يملك شيئًا منه، فأمهلهم، وبعد طول انتظار، خرج حاجبه، وأخبرهم بأنه لا يملك المال، فسخطوا عليه.