قصة قصيدة يا من على الجود صاغ الله راحته

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا من على الجود صاغ الله راحته

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا من على الجود صاغ الله راحته” فيروى بأن رجلًا من أهل المدينة المنورة يدعى أبو وجزة السعدي قد ركبه دين أثقل كاهله، وبدأ أصحاب الدين بمطالبته به، وألحوا عليه، فاشتدت حاجته، وضاقت به الأرض، ولم يعرف ماذا يفعل، فشاور أحد أصدقائه المقربون، وكان يثق في هذا الصديق، فأشار عليه بأن يذهب إلى المهلب بن أبي صفرة، وقد كان المهلب يقطن في العراق، فقال لصديقه: إن في السفر إلى العراق مشقة، ولا أعرف إن كان سيقضي لي حاجتي، وتوجه إلى صديق آخر له، واستشاره، فأشار عليه كما أشار عليه صديقه الأول، فقبل مشورتهما، وتوجه إلى بيته، وجهز نفسه للسفر، وركب على ناقته، وخرج من المدينة، وتوجه إلى العراق.

وعندما وصل أبو وجزة إلى العراق، توجه إلى مجلس المهلب، ودخل عليه، وسلم عليه، وقال له: أصلح الله أمير المؤمنين، إني قطعت الصحراء، وركبت من يثرب حتى وصلت إليك، فإن بعضًا من أصدقائي قد أشاروا عليه بأن آتيك كي تقضي لي حاجتي، فقال له المهلب: وهل بيننا وبينك قرابة، فقال له أبو وجزة: لا والله، ولكني رأيت بأنك أهل لقضاء حاجتي، فإن قضيتها لي فأنت أهل لذلك، وإن لم تفعل فلن أذمك، فقال المهلب لحاجبه: خذه معك إلى خزانة مالي، وأعطه كل ما فيها، فأخذه الحاجب معه، وتوجه إلى خزانة المال، ووجد فيها ثمانين ألف درهم، فأعطاها له، ففرح أبو وجزة بها فرحًا شديدًا.

وعاد أبو وجزة إلى المهلب وهو مسرور، فقال له المهلب: هل تقضي لك هذه حاجتك، فقال له أبو وجزة: نعم والله، بل وتزيد، فقال له المهلب: الحمد لله الذي لم يخيب سعيك إلي، وعندما سمع أبو وجزة كلامه، أنشده قائلًا:

يا مَن على الجودِ صاغَ اللهُ راحتَهُ
فليس يُحسِنُ غيرَ البذلِ والجودِ

عمّت عطاياكَ أهلَ الأرضِ قاطبةً
فأنتَ والجودُ منحوتان من عودِ

مَن استشار فبابُ النجحِ منفتحٌ
لديهِ فيما ابتغاه غيرَ مردودِ

ثم عاد إلى المدينة المنورة وقضى ما عليه من ديون، ووسع على أهله في ما بقي من المال، وجزى من أشاروا عليه بالذهاب إلى المهلب، وعاهد الله على عدم ترك المشورة في جميع أموره ما حيي.

نبذة عن أبو وجزة

هو يزيد بن أبي عبيد السلمي السعدي، شاعر مشهور من التابعين، من سكان المدينة المنورة.


شارك المقالة: