نروي لكم اليوم ما كان من خبر مقتل الخليفة عبد الله بن المعتز الذي سمي بخليفة اليوم والليلة.
قصة قصيدة يا نفس صبرا لعل الخير عقباك
أما عن مناسبة قصيدة “يا نفس صبرا لعل الخير عقباك” فيروى بأن الأمراء والقضاة اجتمعوا وقرروا أن يقوموا بخلع المقتدر بالله بن المعتضد من الخلافة، وتولية عبد الله بن المعتز بدلًا منه، وبالفعل تمكنوا من عزله، ونصبوا ابن المعتز خليفة، ولكن ابن المعتز وبعد أن أمضى يومًا واحدًا كخليفة للمسلمين، قام المقتدر بالله بقتل عدد كبير ممن عزلوه عن الخلافة، وقام باعتقال ابن المعتز، ووضعه عنده في الدار، ووكل به مؤنس الخادم، وقتل بعد أقل من شهر، وكان قد أنشد في آخر يوم من أيام حياته أبياتًا من الشعر قال فيها:
يا نَفسِ صَبراً لَعَلَّ الخَيرَ عُقباكِ
خانَتكِ مِن بَعدِ طولِ الأَمنِ دُنياكِ
يواسي الشاعر نفسه، ويقول لها: اصبري، فمن الممكن أن تكون عاقبتك خيرًا، فليس لك سوى ذلك وقد خانتك الدنيا من بعد طول الأمن فيها، والظن بأنها في صفك.
مرت بنا سحرا طير فقلتُ لها
طوباكِ يا ليتني إياكِ طوباك
إن كانَ قصدك شرقا فالسلامُ على
شاطي الصراة أبلغي إن كان مسراك
من موثقٍ بالمنايا لا فكاكَ له
يبكي الدماءَ على إلفٍ له باكي
لَكِن هُوَ الدَهرُ لُقياهُ عَلى حَذَرٍ
فَرَبُّ حارِسِ نَفسي تَحتَ إِشراكِ
أظنه آخرَ الأيام من عمري
وأوشكَ اليومَ أن يبكيَ لي الباكي
وعندما قدموه لكي يقتل، أخذ ينشد قائلًا:
فَقُل لِلشامِتينَ بِهِ رُوَيداً
أَمامَكُمُ النَوائِبُ وَالخُطوبُ
هُوَ الدَهرُ الَّذي لا بُدَّ مِن أَن
يَكونَ إِلَيكُمُ مِنهُ ذُنوبُ
ولم يصل خبر قتله إلى عامة الشعب إلا بعد عدة أيام من وفاته.