قصة قصيدة يا يوم حطين والأبطال عابسة

اقرأ في هذا المقال


العماد الأصبهاني هو محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله، أبو عبد الله، عماد الدين الكاتب الأصبهاني، كان مؤرخًا وأديبًا، ولد في أصبهان، ومن ثم انتقل إلى بغداد، وعاش فيها.

قصة قصيدة يا يوم حطين والأبطال عابسة

أما عن مناسبة قصيدة “يا يوم حطين والأبطال عابسة” فيروى بأن صلاح الدين الأيوبي وقبل أيام من أن يخوض معركة حطين قام باستدعاء رئيس الشرطة في مدينة دمشق في سوريا، وأمره بأن يخبر جميع أهل المدينة بأن لا ينام أحد في بيته في تلك الليلة وباب بيته مغلق عليه، وبأن لا يقوم أحد من التجار بإغلاق باب متجره عندما يعود إلى بيته.

فاستغرب صاحب الشرطة من طلبه وحاول أن يثنيه عنه، ولكن صلاح الدين أصر على أمره، وأمره بأن ينفذه على الفور، فتوجه صاحب الشرطة إلى المدينة هو ورجاله، وبدأوا بتبليغ أهل المدينة بأمر السلطان، وبالفعل استجاب أهل المدينة لأمر سلطانهم، وفعلوا ما أمرهم به.

وفي صباح اليوم التالي قام صلاح الدين الأيوبي باستدعاء صاحب الشرطة، وأمره بأن يبلغ الناس بتكرير ما فعلوه في اليوم السابق، فنفذ صاحب الشرطة أمره، وبلغ الناس بذلك ففعلوا، وفي اليوم الثالث كرر صلاح الدين الأيوبي أمره كما فعل في اليومين السابقين.

وفي اليوم الرابع قام باستدعاء صاحب الشرطة وسأله إن حصلت أي سرقات في الثلاثة أيام السابقة، فأخبره صاحب الشرطة بأنه لم تحصل أي سرقة، وعندها قام صلاح الدين الأيوبي باستدعاء قائد جنده، وأمره بأن يجهز الجيش للمعركة، وقال لهم: والله لو أني سمعت بأنه قد حصلت سرقة واحدة لقمت بتأجيل هذه المعركة لعشرة أعوام.

وخرج صلاح الدين الأيوبي هو وجيشه، وقاتل الفرنجة، وانتصر عليهم، مما مكنه من فتح بيت المقدس فيما بعد، فكتب الشاعر محمد الأصفهاني يمدحه، ويصف انتصاره في هذه المعركة قائلًا:

يا يومَ حطينَ والأَبطالُ عابسةٌ
وبالعجاجةِ وجهُ الشمسِ قد عَبَسا

رأيتُ فيه عظيمَ الكفرِ محتقراً
مُعفراً خده والأَنفُ قد تَعَسا

يا طهرَ سيفٍ برى رأْسَ البرِنْسِ فقد
أَصابَ أَعظمَ من بالشركِ قد نجسا

وغاصَ إذْ طارَ ذاكَ الرأْسُ في دمهِ
كأنه ضفدعٌ في الماءِ قد عطسا

ما زالَ يعطسُ مزكوماً بغدرتهِ
والقتلُ تشميتُ من بالغدرِ قد عطسا

عرى ظُباهُ من الأَغمادِ مهرقةً
أَدماً من الشركِ رَداها بهِ وَكَسَا

مَنْ سيفُهُ في دماءِ القومِ منغمسٌ
من كل من لم يزلْ في الكُفرِ منغمسا

أَفناهُم قتلهمْ والأَسرُ فانتكوا
وبيتُ كفرهمُ من خُبثهم كُنسا

أَطيبُ بأَنفاسٍ تطيبُ لكم نَفْساً
وتعتاضُ منْ ذكراكمُ وحشتي أُنسا

وأسأل عنكم عافياتٍ دوارِسٍ
غَدَتْ بلسانِ الحالِ ناطقةً خَرْسا

المصدر: كتاب "تاريخ مدينة دمشق" تأليف أبو العساكركتاب" مختصر تاريخ دمشق" تأليف ابن منظور كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: