قصة قصيدة يرى ابن حريث أن همي ماله
أمّا عن مناسبة قصيدة “يرى ابن حريث أن همي ماله” فيروى بأن عمرو بن حريث دخل في يوم من الأيام إلى بيت عدي بن حاتم الطائي، وجلس معه، وخطب منه ابنته، فقال له عدي بن حاتم: أطبها على ولكن على حكمي، فعاد إلى دياره وقال: مهر الفتاة من قريش أربعة آلاف درهم، فإني أتعجب من الفتاة من طيء تزوج على حكم أبيها، ولكن نفسه أبت إلا أن يعود، فعاد إلى بيت عدي الطائي، ودخل عليه، وطلبها مرة أخرى، فقال له عدي: على حكمي، فخرج عمرو إلى بيته، ولم ينم في تلك الليلة خوفًا من أن يحكم عليه عدي بما لا يطيقه، وفي الصباح توجه إلى عدي الطائي، وقال له: عرفني ما الذي حكمت علي به، فقال له: لقد حكمت عليك بأربع مائة درهم، بالإضافة إلى ثمانين درهمًا سنة رسول الله صل الله عليه وسلم، فعاد عمرو بن حريث إلى دياره، وفي اليوم التالي بعث إليه بعشرة آلاف درهم، بالإضافة إلى كسوة، وعندما وصلت كل هذه إلى عدي، قام برد المال إليه، وفرق الكسوة بين جلسائه، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:
يــرى ابـن حـريـثٍ أن هـمـيَ مـالُهُ
ومـا كـنـتُ مـوصوفاً بحبِّ الدراهِمِ
وقــالت قُــريـشٌ لا تـحـكـمـهُ إنـهُ
عـلى كُـلِّ مـا حـالٍ عَـدِيُّ بـن حاتِمِ
فــيـذهـب مـنـكَ المـالُ أولَ وهـلةٍ
وحـمـامُهـا والنـخلُ ذاتُ الكمائِمِ
فـقـلتُ مـعـاذ اللَهِ عـن تـركِ سنةٍ
جرت من رسولِ اللَهِ والله عاصمي
وقـلتُ مـعـاذ اللَهِ مـن سـوءِ سُـنَّةٍ
تـحـدثـهـا الركبانُ أهلُ المواسِمِ
نبذة عن عدي بن حاتم الطائي
هو عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي، وهو ابن حاتم الطائي الذي كان يضرب فيه المثل في الجود والكرم، وأصبح عدي بن حاتم رئيس قبيلة طيء بعد وفاة أبيه، ولد في حائل في شبه الجزيرة العربية.