قصة قصيدة يلومني فيك أقوام أجالسهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يلومني فيك أقوام أجالسهم

أمّا عن مناسبة قصيدة “يلومني فيك أقوام أجالسهم” فيروى بأن عبد الرحمن بن أبي عمار كان فقيه الحجاز، وكان عالمًا من علماء زمانه، وفي يوم من الأيام دخل عبد الرحمن إلى دكان نخاس، وكان هذا النخاس يعرض جواري، فوقعت عينه على إحدى هذه الجواري، وفتن بجمالها، ووقع في عشقها، فتوجه إلى النخاس، وسأله عن سعر هذه الجارية، فقال له: أربعون ألف درهم، ولكنه لم يكن يملك هذه الأربعين ألفًا، فعاد إلى بيته.

وأصبح يذهب كل يوم لكي يرى هذه الجارية، حتى اشتهر بحبها، وأصبح الناس يتكلمون عنه، فتوجه إليه جماعة من أصدقائه، ولاموه على ما يفعل، فأخذ ينشد بيتًا للأحوص الأنصاري متمثلًا:

يلومني فيك أقوام أجالسهم
فلا أبالي أطار اللوم أم وقعا

وبقي يفعل ذلك، حتى وصل خبره في يوم إلى عبد الله بن جعفر، وقد كان يحبه كثيرًا، ويحترمه ويقدره، فبعث إلى النخاس صاحب هذه الجارية بثمن هذه الجارية، واشتراها منه، وعندما أتته، أمر القائمة على جواريه أن تقوم بتنظيفها، وتطيبها، وتلبسها أفضل الملابس، ففعلت كما أمرها.

ودخل الناس إلى مجلسه، وكان يتوقع أن يكون معهم عبد الرحمن بن أبي عمار، ولكنه لم يكن معهم، فسألهم عنه، وقال لهم: لم لا أراه معكم، فأخبروه بأنه ملازم بيته، من الحال التي أصابته من حبه لتلك الجارية.

وفي المساء خرج ابن جعفر من بيته، وتوجه إلى بيت ابن أبي عمار، ودخل عليه، وعندما رآه عبد الرحمن بن أبي عمار أراد أن يقف احترامُا له، ولكنه أمسك به، وأجلسه، وقال له: ماذا فعل حب تلك الجارية بك؟، فقال له: والله إنه في لحمي ودمي عصبي وعظامي، فسأله إن كان سيعرفها إن رآها، فقال له: وهل أعرف سواها؟، فوالله لم أفكر في غيرها منذ رأيتها، وصورتها لا تفارق مخيلتي، فأمر عبد الله بن جعفر بإدخالها، فدخلت في الحال، وقال له: هل هي هذه؟، فقال له: نعم بأبي أنت وأمي، فقال له: أمسك بيدها، فقد وهبتها لك، هل رضيت؟، فقال له: نعم والله، وأكثر من الرضا، فقال له عبد الله بن جعفر: والله إني لا أقبل أن أعطيك إياها هكذا، ومن ثم أمر أحد غلمانه بأن يعطيه مائة ألف درهم.

نبذة عن الأحوص الأنصاري

عبدالله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري، شاعر من شعراء العصر الأموي، وهو شاعر هجاء، كان معاصراً لجرير والفرزدق، ولد في دمشق وتوفي فيها.


شارك المقالة: