نروي لكم اليوم كيفية خلع الخليفة المعتز بن المتوكل على الله عن الخلافة.
قصة قصيدة يموت الفتى من عثرة بلسانه
أما عن مناسبة قصيدة “يموت الفتى من عثرة بلسانه” فيروى بأن الجند اجتمعوا في يوم من الأيام وطلبوا من الخليفة المعتز بن المتوكل أرزاقهم، ولكنه لم يكن يملك شيئًا يعطيهم إياه، فسأل أمه أن تعطيه المال، ولكنها لم تعطه، وأظهرت له بأنه لا شيء عندها، فأجمع الأتراك على أن يعزلوه عن الخلافة، وبعثوا إليه أن يخرج إليهم، ولكنه بعث لهم بأنه تناول الدواء، وبأنه يشعر بالضعف، وأن يدخل إليه بعضهم، فدخل إلى مجلسه بعضًا من أمرائهم، وأخذوا يضربونه، ويجرونه من رجله، وأخرجوه من المجلس ورداءه ملطخ بالدماء.
ووضعوه في منتصف قصر الخلافة، وكان الجو شديد الحرارة، وأخذ بعضهم يضربه، وأمروه أن يخلع الخلافة أمام الناس، ومن ثم أدخلوه إلى غرفة، وحبسوه فيها، واستمرا بتعذيبه حتى خلع نفسه من الخلافة، ومن ثم سلموه إلى من يعذبه بأشد أنواع التعذيب، ومنع من تناول الطعام والشراب لثلاثة أيام، حتى أنه طلب أن يسقوه من ماء البئر، ولكنهم لم يسقوه، ومن ثم أدخلوه في سرب في جص من الجير، ودسوه فيه، فأصبح في اليوم التالي ميتًا.
وبينما كان خليفة أتاه في يوم من الأيام رجل يقال له الزبير بن بكار، وعندما سمع بأنه آتٍ إليه خرج على وجه السرعة من مجلسه، وبينما هو خارج من المجلس تعثر ووقع على الأرض، فأخذ ينشد متمثلًا بأبيات من الشعر لعلي بن أبي طالب قائلًا:
يَموتُ الفَتى مِن عَثرَةٍ بِلسانِهِ
وَلَيسَ يَموتُ المَرءُ مِن عَثرَةِ الرِّجلِ
يقول علي بن أبي طالب في هذا البيت بأن الرجل لا يموت من تعثر الرجال، وإنما يموت من عثرة في لسانه.
فَعثرَتُهُ مَن فيهِ تَرمي بِرَأسِهِ
وَعَثرَتهِ بِالرِّجلِ تَبَرا عَل مَهلِ