التفكير الإيجابي والكلام الجيّد يبثّ في نفوسنا الأمل والبهجة والتفاؤل مهما كانت الظروف، هذا ما فعله اللون الأصفر مع قلم الرصاص الذي كان حزيناً؛ وهذا لأنّ يتذكّر نهايته الحزينة، ولكن عندما أخبره اللون الأصفر كيف يستمتع بحياته ويتذكّر ماذا يستطيع أن يكتب، شعر وقتها بالراحة والتفاؤل.
قصة قلم الرصاص الأصفر
اقتربت المدرسة والفصل الدراسي الأوّل؛ لذك قام والد فراس بشراء علبة أقلام رصاص له، وكان لون هذه الأقلام هو الأصفر، كان فراس متحمّساً عندما قام والده بشراء هذه الأقلام له، ولشدّة حبّه لها قرّر أن يستخدمها قبل الدوام الدراسي، فبدأ يكتب ويرسم بها، ونسي أن يعيدها إلى العلبة المخصّصة لها ثم نام لشدّة تعبه.
وفي صباح اليوم التالي استيقظ فراس من نومه، وبحث عن أقلامه في كل مكان، ولكنّه لم يجدها، وقال في نفسه: أنا متأكّد بأنّني قد وضعت أقلامي على المكتب، وبدأ يبحث تحت خزانة الملابس، بين الكتب والرفوف، خلف الباب، ولكن دون جدوى؛ فلم يجد أي قلم منها، فكّر أخيراً أن يبحث عنها في سلة القمامة.
عندما نظر فراس إلى سلة القمامة وجد واحداً من هذه الأقلام في السلة، وكان فراس قد بصق لبانته في قاع السلة يوم أمس، لذلك عندما أراد أن يخرج القلم كان ملتصقاً بها، وكان والده يطلب منه الاستعجال؛ لأنّ حافلة المدرسة على وشك الوصول، ظلّ فراس يحاول أن يخرج قلمه من سلة القمامة؛ حتى استطاع أخيراً أن يخرجه.
أدخل فراس قلمه الرصاص الأصفر في مقلمته مع بقيّة الألوان وركب الحافلة، داخل المقلمة جرى حوار بين قلم الرصاص الأصفر ولون الأصفر، فقال اللون الأصفر للقلم: تبدو حزيناً في أوّل يوم دراسي، قال له قلم الرصاص الأصفر: نعم وهذا لأنّني أفكّر كم سيستخدمني فراس اليوم، وكما سأرتكب من الأخطاء، ولذلك سيستخدم فراس الممحاة الموجودة فوق رأسي، وستصبح مسطّحة ومن ثم سيقوم فراس بالتخلّص مني.
نظر اللون الأصفر لقلم الرصاص وقال له: لا يجب عليك أن تفكّر بهذه الطريقة، فأنا أستمتع بيومي، أحياناً أسم الخطوط بالأصفر الفاتح وأحياناً بالأصفر الداكن، ولا أكترث بما سيحدث بعدها، أنت أيضاً عليك أن تفكّر مثل الأصفر، تذكّر بأن صاحبك لديه ممحاة أخرى في مقلمته، وأنّك ستقوم بكتابة أشياء جميلة واستمتع بيومك.
فكّر قلم الرصاص الأصفر قليلاً بكلام اللون، وقال له: أنت محقّ فسأظلّ ألعب معكم أنتم أصدقائي، واستمتع بلوني الأصفر الذي يوحي للأمل والتفاؤل.
