قصة قليل من الروبية للحصول على نصيحة

اقرأ في هذا المقال


قصة قليل من الروبية للحصول على نصيحة أو (A lac of rupees for a piece of advice) قصة خيالية من كتاب حكايات شرق الهندي حررها جوزيف جاكوبس نشرت عام 1910 نشرها: أبناء جي بي بوتنام، نيويورك.

الشخصيات:

  • البراهماني.
  • الزوجة.
  • الأمير.

قصة قليل من الروبية للحصول على نصيحة:

كان هناك براهمان أعمى فقير وزوجته يعتمدان على ابنهما في معيشتهما، وكان الشاب يخرج كل يوم ويحصل على ما يستطيع بالتسول، استمر هذا لبعض الوقت حتّى أنّه أخيرًا سئم تمامًا من هذه الحياة البائسة، وعزم على الذهاب وتجربة حظه في بلد آخر وأبلغ زوجته عن نيته للسفر، وطلب منها العناية بوالديه خلال الأشهر القليلة التي سيتغيب فيها.

توسل إليها أن تكون طيبة معهما لئلا يغضب والديه ويلعناه، وفي الصباح حزم الطعام في حقيبته، ومشى حتّى وصل إلى المدينة الرئيسية في الدولة المجاورة، وهناك ذهب وجلس عند متجر وسأل التاجر الصدقة، وعندما سأله التاجر من أين أتى، أجابه أنّه براهماني وكان يتجول هنا وهناك يطلب لقمة العيش لنفسه ولزوجته ولأبويه، فشعر بالشفقة عليه، ونصحه التاجر بزيارة ملك ذلك البلد الطيب والسخي، وعرض عليه مرافقته إلى البلاط الملكي.

وفي ذلك الوقت حدث أنّ الملك كان يبحث عن براهمان لرعاية المعبد الذهبي الذي بناه للتو، وكان جلالته سعيدًا جدًا عندما رأى البراهمان وسمع أنّه كان جيدًا وصادقًا، قام على الفور بتكليفه بالاهتمام بالمعبد، وأمر بدفع مئة روبية له كل عام كأجرة، وبعد شهرين من ذلك، غادرت زوجة براهمان المنزل عندما لم تسمع أي خبر عن زوجها، وذهبت للبحث عنه.

ووصلت إلى نفس المكان الذي وصل إليه حيث سمعت أنّه كل صباح في المعبد الذهبي تُعطى روبية ذهبية باسم الملك لأي متسول، لذلك ذهبت في صباح اليوم التالي إلى المكان والتقت بزوجها الذي سألها لماذا أتيت إلى هنا؟ ولماذا تركت والدي؟ وقال لها: عودي على الفور وانتظري عودتي، قالت المرأة: لا يمكنني العودة لأجوع وأرى والدك وأمك العجوز يموتان.

ولم يتبق من حبوب الأرز في المنزل، صاح البراهمان: خذي هذا وكتب بضعة أسطر على ورقة، ثمّ سلمها لها وقال: أعطها للملك، وسترين أنّه سيمنحك روبية مقابل ذلك، وهكذا صرفها وغادرت، وعلى هذه القصاصة من الورق كُتبت ثلاث نصائح: أولاً، إذا كان الشخص مسافرًا ووصل إلى أي مكان غريب في الليل فليكن حريصًا في مكانه، ولا يغلق عينيه في النوم، لئلا يغلقهما للموت.

ثانياً: إذا كان للرجل أخت متزوجة وقام بزيارة لها بهدايا عظيمة، ستستقبله من أجل ما تستطيع الحصول عليه منه، ولكن إذا جاءها بدون هدايا تستهين به وتتبرأ منه، ثالثًا إذا كان على الرجل أن يقوم بأي عمل فعليه أن يقوم به بنفسه، وأن يقوم به بقوة وبدون خوف، وعند وصولها إلى منزلها، أخبرت والدي زوجها عن لقائها بزوجها، وقد أعطاها قطعة ورق ثمينة .

لكنّها لم تكن تحب أن تذهب أمام الملك بنفسها فأرسلت أحد أقاربها، وعندما قرأ الملك الورقة، أمر بجلد الرجل حامل الورقة، وفي صباح اليوم التالي، أخذت الزوجة الورقة، وبينما كانت تسير على طول الطريق المؤدي إلى القصر لتقرأها، التقى بها ابن الملك وسألها عما كانت تقرأ، وعندها أجابت أنّها تحمل بين يديها ورقة تحتوي النصائح التي أرادت الحصول عليها مقابل الروبيات.

وطلب منها الأمير أن تظهرها له، وعندما قرأها أعطاها مبلغ من المال وغادر، كانت المرأة ممتنةً جدًا حيث في ذلك اليوم اشترت مخزونًا كبيرًا من المؤن يكفي لسد حاجتها لفترة طويلة، وفي المساء تحدث الأمير لوالده عن لقائه المرأة وشرائه قطعة الورق، وكان يعتقد أن والده سيصفق لفعله، لكنّه غضب أكثر من ذي قبل وطرد ابنه من البلاد.

فودع الأمير والدته وأقاربه وأصدقاءه، وركب حصانه حيث وصل في الليل إلى مكان ما والتقى به رجل، ودعاه إلى بيته، فقبل الأمير الدعوة وعومل معاملة جيدة من قبل الرجل، وقدّم له الطعام، وبينما كان مستلقيًا للراحة تذكر النصيحة الأولى التي قدمها له البراهماني وهي لن ينام في الليل، وكان من الجيد فعله لذلك، ففي منتصف الليل قام الرجل وأخذ سيفًا في يده واندفع إلى الأمير بنية قتله.

لكنّه قام وقال: لا تقتلني، ما الربح الذي ستجنيه من موتي؟ إذا قتلتني فسوف تشعر بالأسف بعد ذلك مثل ذلك الرجل الذي قتل كلبه، فسأل الرجل : أي رجل؟ أي كلب؟ قال الأمير: سأخبرك إذا أعطيتني هذا السيف فأعطاه السيف، وبدأ الأمير قصته وقال: كان يعيش تاجر ثري لديه كلب أليف، وفجأة أصبح فقيراً واضطر للتخلي عن كلبه، وحصل على قرض بقيمة خمس آلاف روبية من تاجر قريب.

وترك الكلب رهناً، وبعد فترة وجيزة تمّ اقتحام متجر التاجر الآخر من قبل اللصوص و سرقته بالكامل، ولم يتبق في المكان سوى عشر روبيات، وكان الكلب الأمين يعرف ما يجري وذهب وتبع اللصوص، ورأى أين وضعوا السرقات، ثمّ عاد، بينما كان التاجر نفسه أن يصاب بالجنون، وفي هذه الأثناء استمر الكلب في الجري إلى الباب، وسحب قميص سيده كما لو أنّه يطلب منه أن يخرج.

وأخيرًا اقترح أحد الأصدقاء أنّ الكلب ربما يعرف شيئًا عن مكان السرقات، ونصح التاجر باتباع الكلب، فوافق التاجر وتبع الكلب مباشرة إلى نفس المكان حيث قام اللصوص بإخفاء البضائع، وهناك قام الكلب بالنباح، لذلك حفر التاجر وأصدقاؤه في المكان وسرعان ما عثروا على جميع الممتلكات المسروقة، ولم يكن هناك شيء مفقود، كان التاجر سعيدًا جدًا، وعند عودته إلى منزله.

أرسل الكلب على الفور إلى سيده القديم بورقة ملفوفة تحت الياقة حول رقبته وكتب فيه عن ذكاء الكلب، وتوسل إلى صديقه أن ينسى أمر القرض وأن يقبل منه خمسة آلاف روبية أخرى كهدية، وعندما رأى التاجر كلبه يعود مرّة أخرى، قال لنفسه قبل قراءة الورقة: يا للأسف صديقي يريد المال، كيف يمكنني أن أدفع له؟ لم يكن لدي الوقت الكافي لاستعادة نفسي من خساراتي الأخيرة.

سأقتل الكلب قبل أن يصل إلى العتبة، وأقول أنّ شخص آخر لا بد أن يكون قد ذبحه، وبالتالي سيكون هناك نهاية لديوني، فركض وقتل الكلب المسكين فلمّا سقطة الورقة من طوقه، التقطها التاجر وقرأها، وما أعظم حزنه وخيبة أمله عندما علم بذلك، ثمّ قال الأمير:  احذر لئلا تفعل ما ستندم عليه فيما بعد، وبعدما انتهى الأمير من هذه القصة كان الوقت قد اقترب من الصباح، وتركه الرجل وذهب بعيدًا بعد أن كافأ الرجل.

ثم أثناء سفره قابل الأمير رجلاً في الطريق يعمل كمزارع، وكان الرجل يضحك مرة ويبكي مرة وعندما سأله عن سبب بكائه وضحكه، قال المزارع: لملك هذه البلاد ابنة يجب أن يزوجها كل يوم، لأنّ جميع أزواجها يموتون في الليلة الأولى من إقامتهم معها، وهكذا مات جميع شباب المملكة وسيتم استدعاء ابننا قريباً، ونحن نضحك على سخافة الشيء حيث ابن المزارع يتزوج أميرة، ونبكي على العواقب المروعة للزواج، ماذا يمكننا أن نفعل؟

قال الأمير: حقا مسألة تضحك وتبكي، لكن لا تبكي بعد الآن سأتبادل الأماكن مع ابنك، وسأتزوج من الأميرة بدلاً منه، وذهب الأمير إلى القصر، وفي الليل تمّ نقله إلى شقة الأميرة، فشد سيفه بقبضة قوية واستلقى على سريره عازمًا على البقاء مستيقظًا طوال الليل ليرى ما سيحدث، وفي منتصف الليل رأى اثنتين من الأفاعي تخرجان من خياشيم الأميرة.

ومشت تجاهه قاصدات قتله مثل الآخرين الذين كانوا من قبله، لكنّه أمسك سيفه، فلمّا وصلت الأفاعي إلى فراشه قتلها، وفي الصباح، جاء الملك كالمعتاد للاستفسار عن زوج ابنته، وتفاجأ بسماع ابنته والأمير يتحدثان معًا بمرح، قال: بالتأكيد، هذا الرجل وحده يمكنه العيش معها، فدخل وسأله الملك: من أي بلد أنت؟ فقال له: أيّها الملك! أنا ابن ملك يحكم دولة قريبة.

فلمّا سمع الملك فرح جداً وأمر الأمير بالبقاء في قصره وعينه خلفا له على العرش، وبقي الأمير في القصر لأكثر من عام، ثمّ طلب الإذن بزيارة بلده، وأعطاه الملك الفيلة والخيول والجواهر ووفرة من المال لنفقات الطريق وهدايا لأبيه، وعندما وصل مملكة والده، استقبله والداه بترحيب كبير، ثمّ أخبر الأمير والده بكل ما حدث له، وكيف تمّ إنقاذه عدة مرات من خلال الاهتمام بالنصيحة التي اشتراها من المرأة، وعندها أعرب الملك عن حزنه على طرده، وعاشوا جميعاً بسعادة كبيرة غمرتهم مدى الحياة .


شارك المقالة: