قصة قمر وأبيها

اقرأ في هذا المقال


من الأمور الرائعة أن نترك أثراً جميلاً عن العلاقة الجيدة بين الأب والأم للأطفال، فهي من أهم الأمور الأساسية التي يجب أن ينشأ الطفل عليها، وهي الترابط الأسري القوي، هذا ما فعلته قمر عندما عاتبت والدها على غضبه وقسوته مع والدتها، وطلبت منه أن يبقى مبتسماً وحنوناً كما عهدته دائماً.

قصة قمر وأبيها

في صباح أحد الأيام جاءت قمر إلى سرير والدها النائم، وبدأت توقظه وتربّت على ظهره ورأسه بيديها الناعمتين بكل هدوء، ظلّت قمر توقظ والدها حتى استيقظ في نهاية الأمر، وعندما استيقظ قالت له قمر: صباح الخير يا أبي، ردّ عليها والدها: صباح النور يا ابنتي، ما بكِ؟ قالت له قمر: أنا غاضبة منك يا والدي، قال لها والدها: ولماذا أنتِ غاضبة يا جميلتي؟ قالت له: لأنّك تشاجرت مع أمّي ليلة أمس.

تفاجأ الأب من كلام ابنته وقال لها: ولكن أنتِ كنتي نائمة يا ابنتي، كيف عرفت بذلك؟ قالت له قمر: لأنّ أصواتكما كانت مرتفعة جداً، قال لها والدها: لا عليكِ يا ابنتي؛ فهو مجرّد عتاب وليس شجار، فقالت له قمر: إن كان الأمر كذلك لما بكت أمّي في غرفتها، فكّر الأب قليلاً وبعد ذلك شعر بالخجل من نفسه، فقد كان في ليلة أمس يشعر بقليل من التعب والتوتّر بسبب العمل، ممّا جعله يقسو على زوجته قليلاً.

قال والد قمر لها: وماذا تريدين منّي الآن يا ابنتي؟ قالت له قمر: يجب عليك أن تذهب وتعتذر لأمّي فهي غاضبة منك، قال لها والدها: حسناً يا ابنتي كما تريدين، ذهب الأب واعتذر من زوجته، وعندما جلسا سويّةً على مائدة الإفطار، قالت قمر لوالدها: يجب عليك يا أبي أن تحذر في المرّات القادمة، وأن لا تشعر بالتعب كي لا تغضب من أمّي، ومن ثم نظرت لأمّها وقالت لها وأنتِ يا أمي يجب عليك الابتسام دائماً؛ فابتسامتك هي من تجعل الصباح مشرقاً.

قال الأب لابنته الجميلة قمر: وأنتِ ماذا يجب عليكِ أن تفعلي؟ قالت له قمر: أنا سوف أتفوّق في دراستي حتّى أصبح طبيبة عندما أكبر؛ كي أعالجكما عند الشيخوخة، احتضن الأب ابنته وكان هذا يوم من أجمل الأيام في حياة قمر وعائلتها.


شارك المقالة: