قصة كهف الوحوش أو (The Cave of the Beasts) هي قصة خيالية من كتاب الجنيّات الصيني الذي يحتوي على 74 حكاية فولكلورية صينية مقسمة إلى عدة فئات، حررها، د. ر. فيلهلم، ونشرت عام 1921،للناشر، شركة فريدريك ستوكس.
الشخصيّات:
- الحطّاب.
- بنات الحطّاب.
- زوجة الحطّاب.
- الثعلب.
- الذئب.
قصة كهف الوحوش:
ذات مرة كانت هناك عائلة فيها سبع بنات، وفي أحد الأيام عندما خرج الأب لجمع الحطب، وجد سبع بيضات بطة بريّة فأحضرهم إلى المنزل، لكنّه لم يفكر في إعطاء أي منهم لأطفاله، لأنّه قصد أكلهم مع زوجته لوحدهما، وفي المساء استيقظت الابنة الكبرى وسألت والدتها ماذا تطبخ، قالت الأم: أنا أطهو بيض البط البري، سأعطيك واحدة، لكن يجب ألا تخبري أخواتك.
وهكذا أعطتها واحدة، ثمّ استيقظت الابنة الثانية وسألت والدتها ماذا تطبخ، قالتلها : بيض البط البري، وإذا لم تخبري أخواتك، فسأعطيك واحدة، وهكذا حدث أخيرًا أن أكلت البنات كل البيض، ولم يتبق منه شيء، وفي الصباح كان الأب غاضبًا جدًا على البنات، وقال: من يريد أن يذهب معي إلى الجدة؟ لكنّه كان ينوي أن يقود البنات إلى الجبال، ويترك الذئاب تلتهمهنّ هناك.
اشتبهت البنت الأكبر سنًا في ذلك، وقالت له: لن نذهب! لكن قالت اثنتين منهما: سوف نذهب معك، وهكذا انطلقن مع والدهن، وبعد أن سلكوا طرقًا جيدة، سألن والدهن: هل سنصل قريبًا إلى منزل الجدة؟ قال والدهن: على الفور سنكون هناك، وعندما وصلوا إلى الجبال قال لهن: انتظرن هنا، سوف أقود عربتي إلى القرية التي أمامكن، وأخبر جدتكنّ أنكنّ قادمات.
وبعد ذلك انطلق بعربة يجرها الحمار وذهب بعيداً، ثمّ انتظرت الفتيات وانتظرن لفترة طويلة، ولكنّ والدهن لم يأت، وأخيرًا تأكدنّ أنّ والدهن لن يعود لجلبهن، وأنّه تركهنّ وحدهنّ في الجبال، فذهبنّ إلى التلال أكثر فأكثر بحثًا عن ملجأ لليل، ثمّ جلسنّ على حجر كبير. واخترنه ليكون وسادة، وقامن بتدويره وجرّه إلى المكان الذي كن سيستلقين فيه للنوم.
ثمّ بعد تحريكه رأينّ أنّ الحجر هو باب كهف، وكان هناك ضوء في الكهف، ثمّ دخلن فيه، كان قد جاء الضوء الذي رأينه من العديد من الأحجار الكريمة والمجوهرات من كل نوع في الكهف والتي تخص ذئبًا وثعلبًا، وكان لديهم عدد من أواني الأحجار الكريمة واللآلئ التي كانت تتألق في الليل، قالت الفتيات: يا له من كهف جميل! سنستلقي فيه وسيكون مكاناً مناسباً للنوم.
كان هناك سريران من الذهب بأغطية مطرزة بالذهب، فاضطجعن ونمن هناك، وخلال الليل عاد الذئب والثعلب إلى المنزل، فقال الذئب: أشم رائحة اللحم البشري! لكن الثعلب رد: أوه، هذا هراء! لا يوجد بشر يستطيعون دخول كهفنا، نحن نغلقه جيدًا لذلك قال الذئب: حسنًا، فلنستلقي على أسرتنا وننام، لكنّ الثعلب أجاب: دعنا نلتف حول الغلايات على الموقد، لا تزال تتمتع ببعض الدفء من النار.
كان هناك إبريق واحد من ذهب والاخر من فضة وكانا ملتفين حولهما، وعندما نهضت الفتيات في الصباح الباكر، رأين الذئب والثعلب مستلقين هناك، وكانتا خائفتان للغاية، ووضعن فوق الغلايات أغطية وكومة عدد من الحجارة الكبيرة عليها حتى لا يتمكن الذئب والثعلب من الخروج مرة أخرى، ثمّ أشعلوا النار، فقال الذئب والثعلب: ما أجمل هذا الصباح ودفئه! كيف يحدث ذلك؟
لكن مطولاً أصبح الجوّ حاراً جداً بالنسبة لهما، ثمّ لاحظا أنّ الفتاتين أشعلتا النار فوقهما، فصرخا: دعنا نخرج! سنمنحكما الكثير من الأحجار الكريمة والكثير من الذهب ولن تؤذيكما! لكنّ الفتيات لم يستمعن لهما واستمرين في إشعال حريق أكبر، وهكذا كانت نهاية الذئب والثعلب في الغلايات، ثمّ عاشت الفتيات بسعادة لعدة أيام في الكهف.
وبعدما ندم والدهما ووقع في شوق لبناته ودخل الجبال ليبحث عنهن، وجلس مباشرة على الحجر أمام الكهف ليستريح، ونقر غليونه عليه لإفراغ الرماد منه، ثمّ صاحت الفتيات في الداخل: من يطرق بابنا؟ فقال الأب: أليست هذه أصوات بناتي؟ بينما قالت البنات: أليس هذا صوت أبينا؟ ثم أزلن الحجر ورأين أنّه والدهن، وكان والدهم سعيدًا برؤيتهم مرة أخرى.
لقد فوجئ كثيرًا بالاعتقاد أنّه كان ينبغي عليهنّ أن يصادفن هذا الكهف المليء بالأحجار الكريمة، وأخبراه القصة كاملة، ثمّ قام والدهما بإحضار أشخاص لمساعدته في حمل الجواهر إلى المنزل. وعندما عادوا إلى المنزل، تساءلت زوجته من أين حصل على كل هذه الكنوز، لذلك أخبرها الأب وبناتها بكل شيء، وأصبحوا عائلة ثرية للغاية، وعاشوا في سعادة حتى نهاية أيامهم.