قصة كينكاتش مارتينكو أو (Kinkach Martinko) هي حكاية شعبية عن الشعب السلافي، نُشرت في الأصل باللغة الفرنسية ضمن كتاب دار الآلهة، للمؤلف الكسندر تشودسكو، ترجمتها إميلي جيه هاردينج، نُشرت عام 1896، للناشر (George Allen، London).
الشخصيات:
- الأم.
- هيلين.
- الرجل الصغير.
- الرجل العجوز.
- أمير القلعة الحمراء.
قصة كينكاتش مارتينكو:
ذات مرة كانت هناك امرأة فقيرة لديها ابنة وحيدة اسمها هيلين، وهي فتاة كسولة للغاية، وفي أحد الأيام عندما رفضت مساعدة والدتها في شيء كما رفضت القيام بأي عمل، أخذتها والدتها إلى ضفاف مجرى مائي وبدأت تضرب أصابعها بحجر مسطح، تمامًا كما تفعل في ضرب الكتان لغسله، بكت الفتاة بشدة من الألم، وحدث في تلك اللحظة مرور أمير، كان سيد القلعة الحمراء.
واستفسر عن سبب هذه المعاملة السيئة من الأم لابنتها، لأنّه أرعبه أن تقوم الأم بضرب ابنتها بتلك الطريقة الوحشية، فقالت الأم: لماذا لا أعاقبها؟ حيث لا يمكن لهذه الفتاة العاطلة أن تفعل شيئًا سوى غزل القنب في خيط ذهبي، فقال الأمير: هل حقا تستطيع فعل ذلك؟ هل تعرف حقًا كيف تغزل خيط الذهب من القنب؟ إذا كان الأمر كذلك، هل يمكنك بيعها لي.
فقالت الأم: عن طيب خاطر، كم ستعطيني مقابلها؟ فقال: سأعطيكي الكثير من الذهب، قالت الأم: خذها على الفور، وأعطته ابنتها بمجرد أن دفع المال، فوضع الأمير الفتاة خلفه على الحصان، وأخذها إلى المنزل، وعند الوصول إلى القلعة الحمراء، قاد الأمير هيلين إلى غرفة مليئة بالقنب من الأرض إلى السقف، وبعد أن زودها بعجلة غزل.
ثمّ قال: عندما تغزلين كل هذا القنب في خيط ذهبي سأجعلك زوجتي، ثمّ خرج وأغلق الباب وراءه، وعندما وجدت نفسها سجينة، بكت الفتاة المسكينة كما لو أن قلبها سينكسر، وفجأة رأت رجلاً صغيراً يبدو غريباً جداً جالساً على عتبة النافذة، كان يرتدي قبعة حمراء، وكان حذائه مصنوعًا من مادة غريبة، سألها الرجل: لماذا تبكين هكذا؟
فأجابت: لا أستطيع تحمل هذا، أنا مجرد فتاة بائسة، لقد أُمرت بتدوير كل هذا القنب في خيط ذهبي، لكنّ هذا مستحيل، لا يمكنني فعل ذلك أبدًا، ولا أعرف ما الذي سيحدث لي، فقال الرجل: سأفعل ذلك من أجلك في غضون ثلاثة أيام، بشرط أنّه في نهاية ذلك الوقت تخمني اسمي الصحيح، وتخبريني ما هي الأحذية التي أرتديها الآن، فوافقت الفتاة دون التفكير للحظة فيما إذا كانت قادرة على التخمين الصحيح.
انفجر الرجل الصغير الغريب ضاحكًا، وأخذ بالعمل في الحال، وزاد حجم القنب بشكل واضح طوال اليوم مع تحرك الغزل، بينما أصبحت خصلة خيط الذهب أكبر وأكبر، كان الرجل الصغير يدور طوال الوقت، ودون توقف، وشرح لهيلين كيفية صنع خيط من الذهب الخالص، ومع حلول الليل، قام بجمع الغزل، قائلاً للفتاة: حسنًا، هل تعرفين اسمي الآن؟ وهل يمكن أن تخبرني مما هي مصنوعة أحذيتي؟
أجابت هيلين بأنها لا تستطيع، فابتسم ابتسامة عريضة واختفى من النافذة، ثمّ جلست ونظرت إلى السماء، وفكرت وفقدت نفسها في التخمين بشأن ما قد يكون اسم الرجل الصغير، وفي محاولة تخمين ما هو الشيء الذي صنع منه حذائه، هل كان من الجلد؟ أو ربما من القش؟ أو الحديد؟ ثمّ قالت: لا، لم يبدوا مثل أي شيء من هذا القبيل، وفيما يتعلق باسمه، كانت تلك مشكلة أكثر صعوبة في الحل.
ثمّ قالت لنفسها: هل أدعوه جون؟ أو هنري؟ من يعرف؟ ربما كان بولس أوجوزيف، ملأت هذه الأفكار ذهنها لدرجة أنها نسيت تناول العشاء، وانقطعت أفكارها وتأملاتها فجأة حيث رأت رجلاً عجوزًا بشعر أبيض يجلس تحت جدار القلعة الذي كان يصرخ: أنا شيخ بائس، أموت من الجوع والعطش، لكن لا أحد يشفق على آلامي، فسارعت هيلين إلى إعطائه عشاءها، وطلبت منه الحضور في اليوم التالي، وهو ما وعد بفعله.
بعد أن فكرت مرة أخرى لبعض الوقت في الإجابات التي يجب أن تعطيها للرجل العجوز الصغير، نامت على الغزل، ولم يفشل الرجل العجوز الصغير في جعل ظهوره أول شيء في صباح اليوم التالي، وظل طوال اليوم يغزل الخيط الذهبي ويقدم العمل أمام عينها، وعندما كان يحل المساء كان يكرر أسئلته، ولعدم تلقيه إجابة مرضية، اختفى في نوبة من الضحك الساخر.
ثمّ جلست هيلين بجانب النافذة لتفكر، ولكن فكرت كما تعتقد، لم تخطر ببالها إجابة على هذه الأسئلة المحيرة، وبينما كان الرجل العجوز الجائع يتساءل هكذا جاء مرة أخرى، وأعطته العشاء، كانت حزينة القلب وعيناها مليئة بالدموع، لأنّها اعتقدت أنها لن تخمن أبدًا اسم الرجل الصغير، ولا ما هي الأشياء التي صُنع منها حذائه ما لم يساعدها الله.
وبعدما أكل الرجل العجوز وشبع، سألها لماذا أنت حزينة جدًا؟ أخبريني سبب حزنك، سيدتي العزيزة، ولوقت طويل لم تخبره حيث ظنّت أنه سيكون عديم الفائدة، ولكن أخيرًا، استجابت لتوسلاته، و قدمت وصفًا كاملاً للظروف التي تمّ في ظلها صنع الخيط الذهبي، موضحة أنها ما لم تستطع الإجابة على أسئلة الرجل العجوز الصغير بشكل مرضٍ، فإنها تخشى أن تصيبها مصيبة كبيرة.
فسمع العجوز بانتباه ثم أومأ برأسه فقال: أثناء مجيئي عبر الغابة اليوم مررت بالقرب من كومة كبيرة من الخشب المحترق حولها تسعة أواني حديدية، وكان هناك رجل صغير يرتدي قبعة حمراء يركض ويقفز فوقهم، وهو يغني هذه الكلمات: صديقتي الحلوة الجميلة هيلين في القلعة الحمراء القريبة، يومان وليلتان تفكر في اسمي وتسأل الله أن يساعدها.
ولن تكتشف ذلك أبدًا، لذا ستكون الليلة الثالثة صافية، صديقتي اللطيفة، الجميلة هيلين، لا يسعها إلا أن تكون لي، أنا كينكاتش مارتينكو، وحذائي مصنوع من جلد الكلاب! والآن هذا هو بالضبط ما تريد أن تعرفه فتاتي العزيزة، وبعد هذه الكلمات اختفى الرجل العجوز، وكانت هيلين مندهشة للغاية، لكنّها حرصت على إصلاح كل ما أخبرها به رفيقها الطيب في ذاكرتها، ثم ذهبت إلى النوم، وشعرت أنها تستطيع مواجهة الغد دون خوف.
وفي اليوم الثالث، في وقت مبكر جدًا من الصباح ظهر الرجل العجوز الصغير وشرع في العمل، لأنّه كان يعلم أنّه يجب غزل كل نبات القنب قبل غروب الشمس، وأنه بعد ذلك يجب أن يكون قادرًا على المطالبة بحقوقه، وعندما جاء المساء انتهى كل القنب، ولمعت الغرفة ببريق الخيط الذهبي، وبمجرد الانتهاء من عمله، كان الرجل العجوز يضع يديه في جيوبه وهما تتمايلان لأعلى ولأسفل أمام هيلين.
ويأمرها بإخباره باسمه الصحيح والأشياء التي صّنعت منها أحذيته واثقاً بأنها لن تكون قادرة على الإجابة بشكل صحيح، ولكنّها أجابت دون أدنى تردد: اسمك كينكاتش مارتينكو، وحذائك مصنوع من جلد الكلاب، وعند هذه الكلمات، كان يدور حول الأرض، ويمزق شعره ويضرب صدره بغضب، واندفع من النافذة مثل زوبعة، شعرت هيلين بامتنان عميق تجاه الرجل العجوز الذي أخبرها بالإجابات.
وتمنّت أن تشكره شخصيًا، لكنّه لم يظهر مرة أخرى، وكان أمير القلعة الحمراء مسرورًا جدًا بها لإنجاز مهمتها بدقة وفي المواعيد، وتزوجها كما وعد، وكانت سعيدة جداً كأميرة.