قصة خالد والساحر

اقرأ في هذا المقال


من أهم الأمور التي يجب علينا تعليمها لأطفالنا هو عدم ثقتهم بالغرباء، فيواجه الأطفال أحياناً أشخاص لديهم صفات غريبة ومبهمة، سنحكي في قصة اليوم عن شاب صغير كان يتعرّض لمطاردة من شاب ذو صفات غريبة ومخيفة، واتضح فيما بعد أنّه ساحر شرير، فكانت نصيحة والدته له هي عدم التحدّث مع الغرباء، ولكنّها قامت بالتصرّف الصحيح وأبلغت عنه مركز الأمن وتم سجنه.

قصة خالد والساحر

في إحدى المدن يسكن خالد الذي يبلغ من العمر عشر سنوات، يعيش خالد حياة طبيعية جدّاً؛ حيث يذهب إلى المدرسة كل يوم ويلعب مع أصدقائه ويشتري الطعام والملابس، وعندما يعود من المدرسة يقوم بعمل واجباته المدرسية ويلعب الرياضة في بعض الأحيان، كان خالد يعيش سعيداً بهذه الحياة التي كانت على ما يرام، وكان يستمتع بالطبيعة كثيراً ويفعل ما يحلو له بكل راحة تامّة.

كان خالد يسكن في منزل مع عائلته وبجوار هذا المنزل يوجد منزل فارغ، وكانت والدته تريد تأجيره لأحد الأشخاص، وفي يوم من الأيام جاء شاب يبدو أنّه متوسّط في العمر واسمه نايك، طلب أن يسكن في هذا المنزل الفارغ، وكان يبدو عليه من طريقة حديثه أنّه شاب لطيف وودود.

نايك يعيش وحيداً وليس له عائلة أو زوجة أو أولاد، وكانت والدة خالد سعيدة به كثيراً؛ حيث أنّه عرض عليها أن يقوم بمساعدتها في الكثير من الأعمال المنزلية، وكان لديه بعض المهارات في الأعمال الخشبية، وبما أن منزل والدة خالد كان بحاجة للكثير من الإصلاحات فكانت والدته سعيدة جدّاً بهذا العرض.

كان نايك يتردّد على منزل خالد يوماً بعد يوم، ويذهب إلى حديقة المنزل للبدء بعمل الإصلاحات التي يريد العمل بها، وكان يتم هذه الأعمال بسرعة خيالية، وفي يوم من الأيام بينما كان نايك في حديقة المنزل إذ جاء خالد، وكان نايك هو شاب قليل الكلام ولكنّه بدأ في هذا اليوم بالتحدّث مع خالد، وطرح عليه الكثير من الأسئلة، الأمر الذي جعل خالد يتعجّب من هذه الأسئلة، وشعر بأن هذا الشاب غريب الأطوار وينطق كلمات غريبة.

وفي يوم من الأيام بينما كان نايك يتحدّث مع خالد إذ ظهرت عليه علامات غريبة وكأنّه غاضب من شيء ما أو كأنّه يتحدّث مع شخص غير موجود،  شعر خالد بالخوف في ذلك الوقت، وعندما ذهب وأخبر أمّه بما حدث قالت له: أنا أريد منك الامتناع عن الكلام مع نايك، تفاجئ خالد من طلب والدته وسألها عن السبب فقالت له: يا بني عليك الالتزام بالأوامر دون أي أسئلة؛ فهذا الشاب غريب ولا نعرف عنه أي شيء، وعندما أكون خارج المنزل عليك إقفال الأبواب بإحكام وعدم التحدّث مع الغرباء.

كانت خالد يقول في نفسه: إنّ أمّي تبالغ في الأمر، ولكنّها بالتأكيد هي تسعى لحمايتي من الغرباء، ولكن خالد كان عليها تنفيذ الأوامر بهدوء، وعندما حان وقت العطلة الصيفية قرّر خالد أن يقوم بالذهاب للتخييم مع أصدقائه مثل كلّ سنة؛ فقام بعمل خيمة هو وأصدقائه في إحدى الغابات القريبة من منزله، وكانت الخيمة عبارة عن بعض الأخشاب المستعملة مثل كوخ صغير.

خرج خالد وأصدقائه في يوم من الأيام من الكوخ، وذهب ليتنزّه داخل الغابة، ولكنّه عندما عاد تفاجئ بأن الكوخ البسيط الذي قام ببنائه هو وأصدقائه قد أصبح جيّداً، وأنّ هنالك شخص ما قام بإصلاحه وتثبيته بشكل متقن، علم وقتها خالد أن نايك هو من قام بفعل ذلك.

تفاجأ خالد بمعرفة الجار نايك بالمكان الذي يخيّم به مع أصدقائه، وكيف استطاع إصلاحه بهذه السرعة، وفي اليوم التالي وجد حذاء جاره أمام المنزل واستغرب كيف جاء به عند الكوخ!، وفجأةً سمع خالد صوت في الكوخ يقول لها: سأظلّ معك أينما كنت.

أسرع خالد لوالدته وأخبرها بما حدث معه؛ فغضبت الأم كثيراً وقالت في نفسها: وكيف استطاع معرفة مكان التخييم، وكيف أصلح الكوخ بهذه السرعة! قامت بالاتصال بالشرطة وأخبرتهم بما حدث؛ وبعد التحقيق بالأمر اتضح بأنّه ساحر شرير، ويقوم بمهام شريرة ويطارد مجموعة من الأشخاص منذ وقت، فقبضوا عليه وتم سجنه، وفي يوم من الأيام وعند انتهاء الدوام في المدرسة، شاهد خالد نايك يقف على باب المدرسة ويضحك بشكل غريب وينظر له بطريقة مرعبة، شعرت خالد بالذعر وركض نحو المنزل.

كانت هذا الساحر الشاب يطارد خالد في أحلامه وفي كل مكان، فيراه على النافذة أحياناً وفي الشارع أحياناً أخرى، وتسبّب هذا الساحر بالخوف والاضطراب لهذا الشاب الصغير؛ لهذا السبب قرّرت والدته الانتقال من المنزل إلى منزل جدّتها، وبالفعل غادر خالد ووالدته هذا المنزل الذي أصبح مخيفاً.

وبعد مدّة من الوقت علمت والدة خالد أن هذا الساحر قد تم إطلاق صراحه، فصار خالد يتخيّل وجوده في كل مكان، ولم يكن يعلم ماذا سيفعل، وكانت والدة خالد تستنكر إطلاق صراح ساحر بهذه الصفات الغريبة والمربكة ويطارد الآخرين، ولكن بعد مدّة قليلة وصل لوالدة خالد وابنها خبر بأنّه تم القبض على هذا الشاب بنفس التهمة؛ حيث كان يسبّب الخوف بمطاردته لبعض الأشخاص في الجوار، شعر خالد وقتها بقليل من الاطمئنان لأنّه سيتخلّص من هذا الخوف الذي كان يطارده في كل مكان.


شارك المقالة: