قصة لغز اختفاء سيدة المستنقع

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول سيدة نالت من الثراء والغنى كماً هائلاً، وفي يوم من الأيام أغراها الثراء وبدأت في السفر والتنقل بين البلاد وأوكلت أمور إدارة أعمالها إلى أشخاص لم يكونوا أهلاً للثقة، وقد أوصلها ذلك الأمر إلى خسران كافة أموالها والوصول إلى مستوى متدني من الفقر، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي اختفت به ولم يعلم أحد عنها شيئاً.

قصة لغز اختفاء سيدة المستنقع

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة أستراليا في أواخر القرن الثامن عشر، حيث أنه في إحدى المدن حدثت جريمة قتل أثارت العديد من التساؤلات حولها في أنها مجرد حادث عارض أم أنها جريمة قتل مدبرة ومخطط لها، وقد كانت تلك الجريمة حدثت لسيدة تدعى مارغريت، وقد بقيت تلك القضية تثير الجدل لفترة طويلة، حيث أن السيدة مارغريت هي الابنة الأكبر لسيد يدعى ماركوس، وهو ما كان يعمل كسايس للثيران، وبعد أن كان ذلك الرجل يعيش حياة بسيطة وهادئة حالفه الحظ وابتسمت له الحياة وفتح الحظ بابه على مصرعيه.

وأول ما دارت النقود بين يديه فكر في أن يقوم بشراء مجموعة من الأسهم في أحد المناجم الخاصة بالذهب، وبالفعل أقدم على ذلك الأمر وانتظر أن تدر عليه الأرباح، ولكن بين ليلة وضحاها ارتفعت سعر الأسهم وأصبح من أغنى أثرياء المدينة، ومن ذلك اليوم وقد بدأ في توفير الحياة الكريمة والمرفهة لعائلته، وذات يوم توفي السيد ماركوس، ولكن كانوا أبناءه من الشبان الناضجين والأذكياء والمفكرين، فلم يقوموا في يوم من الأيام بهدر أموال والدهم التي تركت لهم كورثة، بل قاموا باستثمارها وتشغيلها في مشاريع تدر لهم دخل أعلى.

وفي يوم من الأيام قامت مارغريت وشقيقتها التي تدعى جيني بشراء واحد من أشهر القصور في البلاد وهو ما كان يعرف باسم قصر تولاري، وقد كان ذلك القصر يقع في المناطق الجنوبية لمدينة جيبسلاند، والموقع الذي يتمتع به القصر بديع من جميع الجوانب، حيث أنه من مُبنى على أجمل التصميمات وأحدثها ويحتوي على ما يقارب عشرين غرفة ومحاط بالغابات الجميلة.

وفي ذلك القصر بدأت مارغريت تعيش أجمل أيام شبابها، فقد كانت في حالة من الترف الشديد وبين الحين والآخر تتنقل بالسفر بين العديد من الدول، كما أنه كان تحت يديها يعمل طاقم من الخدم وتمتلك سيارة أنيقة وحديثة، وفي يوم من الأيام بدأت تطغو في إسراف الأموال والتبذير بها، فقد كثر در الأموال عليها من استثماراتها عليها ولم تعد هي وشقيقتها يعيان ما يقومن بصرفه، وجراء سفرها الكثير بدأت توكل أمور العمل إلى مجموعة من الأشخاص وتضع ثقتها بهم.

ولكن هؤلاء الأشخاص كانوا الرجال الخطأ، والذين بدورهم قاموا باختلاس أمولًا طائلة منهن واستمروا على تلك الحال فترة من الوقت إلى أن جاء ذلك اليوم الذي وجدن بهن أنفسهم في خضم مشكلة مالية وأصبحن مهددات بالحجز على كافة ممتلكاتهن، وتفادياً لتلك المشكلة قاما ببيع أجزاء من القصر؛ وذلك من أجل تغطية ما عليهن من ديون، ومنذ ذلك اليوم وقد بدأ الفقر يقترب منهن شيئاً فشيئاً، وأصبحنا يعانين من الحاجة واضطرا للإقامة بمفردهن بدون خدم، ومع مرور الوقت أصاب القصر الإهمال الشديد وسقطت أجزاء منه وأحاطت المستنقعات بالقصر من جميع الجوانب وأصبحتا الشقيقتان في عزلة كاملة في القصر الخرب.

وقد وصل بهن الأمر إلى أن أصبحتا يحصلان على الطعام والشراب من الأقارب وبعض الأشخاص من المطلعين على وضعهن، ويتم إرسال كل ذلك عبر المستنقع، ومع الوقت والوحدة والعزلة الطويلة التي عاشتاها الشقيقتان أصبحتا كالمشردات ينزلن المستنقع الممتلئ بالأفاعي والقوارض بأقدام عارية للوصول أحد المحلات القريبة من أجل محاولة الحصول على الطعام في بعض الأوقات.

ومع مرور العديد من السنوات نفذ كل المال وتوفيت جيني، وفي وقتها اضطرت عناصر الشرطة لغوص الكثير من الأميال في المستنقع من أجل أخذ جثتها ودفنها، وبعد وفاتها أصبحت مارغريت تعيش بمفردها ولم يبقى إلى جانبها سوى كلبها، وفي أحد الأيام ظهر رجل يدعى السيد ستانلي وبرفقته زوجته وقد عرضا عليها شراء القصر، وهما من كانا من الجيران للقصر، وقد كان عرضهما ذلك مقابل مبلغ متواضع من المال بالإضافة إلى بناء كوخ صغير لها، وهنا وافقت إذ لم يعد أمامها سوى ذلك الأمر للحصول على المال، وبعد الانتقال إلى ذلك الكوخ الصغير بأيام قليلة صدمت حينما شاهدت كلبها مقتول أمام الكوخ، إذ تبين أن أحدهم قام بشنقه.

وبعد مرور ما يقارب على الأسبوع من تلك الحادثة اختفت السيدة مارغريت عن عمر يناهز الاثنان والسبعون عامًا، وبعد التقصي حول الأمر تبين أن كان جارها هو من كان أخر شخص قد شاهدها قبل حادثة الاختفاء، وما كان مدهش في تلك اللحظة هو أنه تم العثور على العصى التي كانت تتكئ عليه في أواخر أيامها إلى جانب الكوخ ولم يتم العثور على جسدها أو جثتها، وهذا الأمر قد جعل الناس الكثير من المحققين ومن هم على معرفة بأحوال الفتاتين يشككون في أن يكون ما حدث لتلك السيدة هو جريمة قتل وليس حادث عابر على الاطلاق.

وما زاد من تلك الشكوك هو أنها كانت لا تستغنى عن تلك العصا أبدًا، وأول ما تم توجيه أصابع الاتهام كان حول ابن شقيقتها الكبرى؛ وذلك لأنه في وقت سابق تم حرمانه من الميراث وكان غير راض عن أمر بيع القصر، وفي ذلك الوقت تم إطلاق لقب عليها في الصحف والمجلات التي تناول الحديث في القضية الغامضة وهو سيدة المستنقع، وبعد مرور العديد من السنوات وعلى وجه التحديد في نهاية القرن التاسع عشر تم العثور على عظام لواحدة من السيدات والتي كان يبدو أنها في مرحلة متقدمة من العمر في مكان يبتعد أميال قليلة عن مكان القصر كما تم العثور على محفظة وشال، ولكن لم يتم الإثبات بشكل قاطع أن تلك العظام لها أم لا.

وفي النهاية تم عرض العظام على مجموعة من العلماء المختصين في ذلك الأمر، وقد أشاروا إلى أن تلك العظام تعود  لسيدة من العصر الحجري، وهذا الأمر قد نفى أن تكون للسيدة مارغريت، وبعد مضي سنوات عدة توفي السيد ستانلي وزوجته واختفى معهم لغز مارغريت تمامًا، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تم به فتح القضية من جديد وأجرى أحد الصحفيين تحقيق موسع حول القضية ونشر معلومات جديدة وهي أن السيد ستانلي هو من قام بارتكاب جريمة القتل بحق السيدة مارغريت.

كما أشارت سيدة تدعى جين أنها كانت صديقة للعائلة وفي يوم من الأيام جاءتها زوجته وقد كانت فاقدة للوعي وقالت لها أن زوجها سوف يقوم بقتل السيدة العجوز كما أخبرتها عن إجباره لها بالتنازل عن قطعة أرضها تحت تهديد السلاح، كما تم دفع ألف دولار لرجلين من أجل التخلص منها، وتوفى السيد ستانلي مليونير بعد أن استنزف كافة موارد المستنقع وباعها، وقد كانت وفاته بسبب أزمة قلبية.


شارك المقالة: