قصة لغز العصابة الرقطاء

اقرأ في هذا المقال


تُعد هذه القصة من القصص القصيرة التي صدرت عن الكاتب والأديب آرثر كونان دويل، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول جريمة قتل غامضة حدثت لشقيقة الشخصية الرئيسية، والتي تبين في النهاية قد حدثت بفعل شخص يقيم معها بنفس المنزل وهو زوج والدتها؛ وذلك خوفاً من تقديم مبلغ مالي أوصت به لها والدتها قبل وفاتها.

قصة لغز العصابة الرقطاء

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول أحد المحققين المشهورين وهو رجل يدعى السيد هولمز، حيث أنه في أحد الأيام من شهر أبريل قام أحد الأصدقاء المقربين من المحقق والذي يدعى الطبيب واتسون بإيقاظ المحقق من نومه، وفي تلك الأثناء أخبره أن هناك سيدة في الخارج جاءت منذ الصباح الباكر ومنذ بضع ساعات وهي تنتظره في غرفة الاستقبال، وقد كانت سبب زيارة تلك السيدة أنها تريد من المحقق أن يقوم بمساعدها في حل قضية ما.

وحينما استيقظ المحقق من نومه وجلس مع السيدة التي تدعى هيلين، بدأت السيدة بسرد بعض الأحدث الغريبة والغامضة التي حدثت في أحد البيوت التي تقع في المناطق الريفية من مدينة ستزك موران، وفي ذلك المنزل كانت تقيم السيدة هيلين وشقيقتها التي تدعى جوليا بالإضافة إلى زوج والدتهم الذي يدعى الطبيب رويلوت، ثم بعد ذلك تطرقت في إسهاب الحديث بالكلام حول شخصية زوج والدتها.

إذ قالت أنه رجل يتميز بأنه يمتلك شخصية عنيفة بعض الشيء، كما أنه في وقت سابق كان قد أقام لعدة سنوات في دولة الهند، وقد كان ذلك قبل الزواج من والدتها، وعندما حصل الزواج بينه وبين والدتها كانت والدتها سيدة أرملة، كما أشارت إلى أن والدتها قد توفيت منذ عدة سنوات، وبعد وفاتها تركتها هي وشقيقتها جوليا في عهدة زوجها الثاني رويلوت.

وفي تلك الأثناء أوضحت هيلين إلى أن غرفة النوم المخصصة لها كانت تقع على الجهة اليمين من الغرفة المخصصة لشقيقتها، بينما غرفة زوج والدتها كانت تقع على الجهة اليسار من غرفة شقيقتها، وقبل أن تقدم شقيقتها جوليا على الزواج بأيام أخبرتها أنها تسمع صوت صفير غريب وغامض، وقد كان ذلك الصوت يصاحبه بعض الضجيج، وأن هذا الصفير باستمرار كان يصدر فقط خلال ساعات الليل.

وعندما أخبرتها شقيقتها بذلك كانت تتعجب هيلين كثيرًا من هذا الأمر الغريب، وعلى إثر ذلك اعتادت شقيقتها على إغلاق جميع النوافذ، كما كانت تغلق باب الغرفة بالمفتاح بشكل محكم على نفسها، وفي منتصف إحدى الليالي أصدرت جوليا صرخة مدوية، سمعت هيلين بذلك هرعت من نومها بشكل مفزع، وتوجهت مسرعة إلى غرفة شقيقتها وجدت الباب مفتوح ما زال مغلق، فتحته وجدت شقيقتها تحوم هنا وهناك وتقول بأعلى صوتها العصابة الرقطاء، وفي تلك اللحظة كانت عيناها مثبتة على الجهة التي بها غرفة زوج والدتها.

ولكن في تلك اللحظة كان قد استيقظ زوج والدتها على صراخ جوليا، وهنا سرعان ما قام بطلب المساعدة من أهل القرية، ولكن ما حدث أن جوليا توفيت قبل أن تصل أي مساعدة، ثم بعد ذلك تبدأ الشكوك تدور في ذهن هيلين بأن لزوج والدتها علاقة بوفاة شقيقتها، لكنها تتذكر في تلك اللحظة أن غرفة شقيقتها وغرفة زوج والدتها كانتا مغلقتين بشكل محكم على كلا منهما.

ومن هنا تتحول شكوكها حول مجموعة من الغجر كانت تقيم ببعض المناطق القريبة منهم، ولكن سرعان ما يهدأ كل شيء خلال فترة قصيرة جداً، وقد مر على تلك الحادثة ما يقارب عامين من وفاة شقيقتها، وبعد ذلك بفترة وجيزة قررت هيلين الزواج من رجل يدعى بجرسي، ولكنها اشترطت عليه الإقامة بعيدًا عن منزل زوج والدتها، وقبل أن يتم حفل زفافها كان هناك العديد من أعمال الترميم والصيانة في المنزل، مما اضطر هيلين إلى الانتقال إلى غرفة نوم شقيقتها والإقامة بها لحين انتهاء تلك الأعمال.

وفي تلك الغرفة كانت المفاجأة، حيث أنه بدأت هيلين هي كذلك في سماع ذلك الصفير أثناء الليل، كما كان الضجيج يصدر من مكان ما في الغرفة، وفي ذلك الوقت بدأت هيلين تشعر بالخطر على نفسها، ولهذا عزمت على مغادرة الغرفة واللجوء للمحقق من أجل مساعدتها في حل ذلك اللغز، وهنا طلب منها أن يقوم بمعاينة الغرفة برفقة الطبيب صديقه في اليوم التالي، ومن هنا توجهت هيلين للمنزل بانتظار حضور المحقق في اليوم التالي.

ولكن بمجرد أن خرجت هيلين من منزل المحقق دخل إليه زوج والدتها والذي بدوره كان يراقب تحركاتها على الدوام، وفي تلك اللحظة قام بتحذير المحقق من أن يقوم بالتدخل بالأمر، وبسبب ذلك التحذير بدأت شكوك المحقق تدور حوله، وقد انتظر حتى غاب عن المنزل وراح من أجل معاينة الغرفة بنفسه، وأول ما دخل المحقق الغرفة لفت نظره وجود سلك جرس متدلي من السقف، ولكن ذلك السلك لم يكن متصل بأي جرس في البيت، وأعلى ذلك السلك كانت توجد طاقة صغيرة للتهوية ومتصلة بغرفة زوج الأم، وعند سؤال هيلين عن تلك الطاقة الصغيرة وضحت أنه تم تركيبها قبل عدة أيام فقط من وفاة والدتها، ومن هنا انصرف المحقق وبدأ في وضع خطة حتى يتمكن من دخول المنزل أثناء ساعات المساء خلال نوم زوج والدتها في غرفته.

وبالفعل قام كل من المحقق والطبيب بالتسلل إلى المنزل وبقيا مختبئان بغرفة جوليا حتى منتصف الليل، ثم بعد ذلك قام المحقق بجذب ذلك السلك المتدلي، وحينها سمع صراخ من الغرفة المجاورة، وهنا هرع إلى تلك الغرفة ليجد أمامه المفاجأة، وقد كانت تلك المفاجأة بأنه شاهد أفعى سامة تشبه شكل العُصابة المنقطة تحيط برقبة زوج الأم، وفي اللحظة التي وصل بها المحقق كان الزوج يلفظ أنفاسه الأخيرة ويموت بذات الطريقة التي توفيت بها جوليا، وبعد العديد من التحقيقات حول تلك الحادثة توصل المحقق إلى أن والدة جوليا وهيلين كتبت وصيتها الأخيرة قبل أن تتوفى.

حيث أوضحت من خلال تلك الوصية أن يقوم زوجها بمنح كل بنت تتزوج من بناتها مبلغ كبير من المال، وعلى إثر ذلك قتل زوج الأم جوليا قبل زواجها، وقد كان ذلك من خلال استعمال أفعاه السامة التي أحضرها معه من الهند، وقد كان قد قام بوضعها بصندوق وكان هذا هو مصدر الضجيج الذي يتم سماعه في الليل، وحين اقترب موعد زفاف جوليا قام بإدخالها إلى غرفتها من خلال فتحة التهوية، وحينما عزمت هيلين على الزواج، حاول زوج الأم إعادة الكرة والتخلص منها قبل إتمام الزواج، لكن المحقق نجح في إيقافه والتخلص من شروره لتنتهي قصة الصفير والضجيج وتتزوج هيلين بسلام.


شارك المقالة: