قصة لغز الوجه الأصفر

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من القصص التي صدرت عن الكاتب والأديب آرثر كونان دويل، وقد تناولت في مضمونها الحديث في الجانب الأول عن المعاناة التي عاشتها إحدى السيدات بسبب غياب ابنتها من زوجها الأول عنها، ومن الجانب الآخر تحدثت عن الشكوك التي كانت تدور في ذهن زوجها الثاني حول طلبات زوجته وتصرفاتها الغريبة، والتي تبينت في النهاية أن كل ما كانت تقوم به هو من أجل إحضار ابنتها إلى مكان قريب منها.

قصة لغز الوجه الأصفر

في البداية تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهو رجل يدعى السيد غرانت مونرو، وقد كان ذلك السيد يرغب في معرفة العديد من المعلومات حول الحياة التي كانت تعيشها زوجته في السابق، ومن هنا فكر في الوصول إلى أهم المحققين البارزين والمشهورين في المنطقة، وبعد العديد من التساؤلات حول أفضل محقق في المنطقة دلّه الغالبية على شخص يدعى المحقق هولمز، وبالفعل بحث إلى أن وصل إليه، وأول ما التقى به صرح له أنه متزوج من سيدة تدعى إيفي، وأن زوجته كانت في وقت مضى متزوجة من رجل آخر وتقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه كان لديها منه طفل.

وأن ذلك الرجل والطفل قد توفيا منذ وقت طويل، وعندما كان يسألها عن سبب وفاتهم، كانت على الدوام تجيبه بأنهم أصيبوا بأحد أنواع الحمى الوبائية التي تعرف باسم الحمى الصفراء، وأن بالفعل كان هذا النوع من الأوبئة منتشر بكثرة في تلك الدولة في ذات الوقت الذي توفوا به، وأنها بعد أن لقي زوجها وطفلها حتفهم قررت العودة إلى دولة إنجلترا، وبعد مكوثها هنا بفترة قصيرة تزوجت منه هو بعد ذلك.

بعد ذلك تطرق السيد مونرو إلى وصف حياته مع زوجه، إذ أشار أن زواجه منها كان يتكلل بالنجاح، وكل الأمور تسير بينهم على ما يرام، وبقيت الحياة بينهم تدور ضمن إطار المحبة والمودة والتقدير والاحترام، إلا أنه ما حدث في يوم من الأيام أن زوجته جاءت إلية وطلبت منه مبلغ مالي كبير، وقد كان المبلغ ما يقارب على المائة جنيه، وحينها تضرعت وتوسلت إليه كثيراً من أجل تأمينها بذلك المبلغ المال، وفي ذلك الوقت لم يكون هناك بمقدور شخص أن يمتلك ذلك المبلغ إلا أن يكون من الأشخاص الأثرياء والأغنياء.

ولكن لم يكن الأمر ذات أهمية بالنسبة إليه لدرجة الحالة التي كانت بها زوجته، وحين رآها بتلك الحالة بدأت الأفكار بذهنه تذهب هنا وهناك، وما كان يشد انتباهه بشكل كبير هو طلبها منه بأن لا يسألها عن السبب خلف طلبها لذلك المبلغ المالي الكبير، كما كان ما زاد من شكوكه حول الموضوع هو أنه في أحد الأيام وعلى وجه التحديد بعد مرور شهرين اكتشف أن زوجته على علاقة مع رجل غريب يقيم في كوخ مجاور للمنزل الذي يقيمون فيه.

وبعد أن تيقن من تلك العلاقة بين الرجل الغامض وزوجته، حاول السيد مونرو أن يذهب إلى ذلك الكوخ وأن يحاول النظر من بين نوافذه ليرى من يقيم مع ذلك الرجل في الكوخ، إلا أن كل ما استطاع أن يراه السيد مونرو هو مشاهدة وجه ذلك الرجل، ولكن ما أدهشه هو أن ذلك الرجل يتميز بأنه لون وجه ليس كباقي الأشخاص، بل أنه ذو لون أصفر قاتم جداً، وفي تلك اللحظة دفع به الفضول إلى العزم على اقتحام ذلك الكوخ ورؤية الرجل الغامض عن مسافة قريبة.

ولكنه ما تفاجأ به هو أنه بعد أن فتح الباب وجد أن الكوخ خالي من أي شخص، وحين بدأ بالنظر والتفقد بالغرفة من حوله وجد أنها غرفة مرتبة بشكل أنيق كما أنها تتميز بالنظافة، وهنا فكر في من يقوم بتنظيفها إذ لم يوجد مع ذلك الرجل سيدة ولم يكن لديه زوجة، وحين التفت إلى الجهة المحاذية انصدم بما رأته عيناه، إذ شاهد صورة زوجته السيدة إيفي معلقة على حائط الغرفة.

وبعد أن سرد السيد مونرو كامل ما حدث له على مسامع المحقق، طلب منه المحقق أن يقوم بالعودة إلى منزله والمكوث هناك، وأن يستمر في متابعة وترقب للكوخ الذي يقيم به الرجل الغامض، وعند ملاحظته أي شيء أو يسمع أي معلومة يسرع إليه ويخبره به، ثم بعد ذلك حاول المحقق أن يستعين بأحد الأصدقاء المقربين منه، والذي كان يدعى الطبيب واتسون، بعد أن دار حديث مطول بين المحقق والطبيب حول القضية، أشار المحقق إلى أن يشك في أن صاحب ذلك الوجه الغامض، ما هو إلا وجه زوج إيفي القديم.

كما اعتقد في ذات الوقت أن ذلك الرجل الغامض عاد من الولايات المتحدة وسكن بالقرب من منزل إيفي من أجل أن يقوم بابتزازها طوال الوقت، وأن يستغل أمر زواجه منها الذي ربما لم ينتهي في الأصل من أجل أن يستغلها بالحصول على الأموال منها، ومن هنا قام كل من المحقق والطبيب بطلب استدعاء للسيد مونرو وحاولوا أن يضعوا خطة من خلالها يتمكنوا من اقتحام ذلك الوقت، وقد رغب جميعهم أن يكون الوقت الذي يقتحمون به ذلك الكوخ بعد أن يتأكدوا من تواجد السيدة إيفي عند ذلك الرجل.

وبالفعل بعد الترقب والتتبع للكوخ جيداً وفي لحظة ما اقتحموا الكوخ ثلاثتهم سوياً، وإذ هم يجدوا السيدة ايفي زوجة السيد مونرو داخل الكوخ ويتواجد معها ذلك الرجل والذي تبين أن ذلك اللون الأصفر الذي كان يطغو على وجهه ما هو إلا قناع يرتديه هو، وفي تلك اللحظة سرعان ما قام المحقق بإزالة القناع والكشف عن وجه الرجل الغامض، ولكن ما تفاجئ به الجميع هو أن ما ظهر تحت هذا القناع هي فتاة ذات بشرة سمراء قاتمة وما زالت في مقتبل العمر، وهنا تعجب الجميع من وجود تلك الفتاة خلف ذلك القناع وبدأوا يتساءلون عن السبب.

وهنا من قام بالحديث والرد عليهم هي السيدة إيفي، إذ صرحت بأن زوجها الأول والذي كان يدعى جون هيبرون كان أمريكي الجنسية إلى أن أصوله تعود إلى الدول الأفريقية، ولهذا كان من اللذين يتميزون بلون بشرة سوداء داكنة، وقبل وفاته أنجبت منه فتاة تتميز بذات لون البشرة لوالدها وتدعى لوسي، وهي لم تتوفى كما ادعت في السابق، إلا تركتها في الولايات المتحدة؛ وذلك خشية من ردود الفعل حول زواجها من رجل صاحب بشرة سوداء في إنجلترا.

ولكن مع مرور الوقت ازداد شوقها إلى رؤية ابنتها ولم تقوى على الانتظار، وهذا ما دفع بها لطلب المال من زوجها، إذ أرادت أن تحضر ابنتها ومربيتها من الولايات المتحدة إلى إنجلترا، وبعد أن وصلا إلى إنجلترا قررت أن تخفيهم في ذلك الكوخ القريب من منزلها؛ وذلك حتى تتمكن من الاطمئنان عليها بين الحين والآخر كلما أرادت ذلك.


شارك المقالة: