قصة لغز بلدة ريغيت

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من القصص القصيرة التي صدرت عن الكاتب والأديب آرثر كونان دويل، وقد تميزت تلك القصة بحل الألغاز كغيرها من الكثير من القصص التي صدرت عن هذا الكاتب، وقد تطرق الكاتب إلى هذا النوع من القصص من أجل إثارة عنصر التشويق لدى القارئ ومحاولة جذب التفكير في الوصول إلى النهاية، وقد تمحور الحديث في هذه القصة حول التحقيق في جريمة قتل قد حدثت لأحد الأشخاص من مالكي العقارات، وقد تم العمل على نشرها سنة 1893م.

قصة لغز بلدة ريغيت

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول أحد المحققين المشهورين والذي يدعى السيد هولمز، حيث أنه في أحد الأيام وبعد انتهى من حل إحدى القضايا والتي مضى فيها مدة قرابة الشهرين قرر أن يذهب برحلة استجمام، وحينها عرض عليه أحد أصدقائه المقربين والذي يدعى الطبيب واتسون بالذهاب إلى أحد المزارع التي تعود ملكيتها إلى أحد الرجال الذين يعملون لدى عناصر الشرطة ويدعى العقيد هايتر، وقد كان العقيد من الأشخاص المقربين من الطبيب، وبينما كانا يستجمان الاثنان في تلك المزرعة، شعر المحقق أن هناك أمر يثير الرعب بداخله يحدث في الجوار من مزرعة العقيد.

وكان قد وصل إلى مسامع المحقق أنه قبل أيام قليلة قد وقع سطو على أحد العقارات القريبة من تلك المزرعة، وقد كان يعرف ذلك العقار باسم عقار أكتون، ولكن ما كان من الأمور التي تم استغرابها في ذلك السطو أنه لم يكن هناك أي مسروقات ذات قيمة ثمينة، وفي صباح أحد الأيام استيقظ المحقق على خبر حادثة قتل، وقد كانت تلك الحادثة قد حصلت لشخص يدعى ويليام، والمجني عليه هو من كان أحد العاملين في العقار، وقد كان ذلك العقار كذلك قريب من المزرعة التي يستجم بها المحقق.

وعلى إثر تلك الحادثة تم توكيل أحد المفتشين والذي يدعى السيد فورستر من أجل  التحقيق في القضية، ولكن ما لاحظه المفتش أنه لا يوجد هناك أي دليل مادي ملموس، وكل ما توصل إليه بضع كلمات مكتوبة على ورقة ممزقة تم العثور عليها في يد الضحية، وما كان الواضح للمفتش هو أن تلك الورقة قد كتبت بخطيين متباينين، حيث أن الخط الأول يعود إلى شاب في مقتبل العمر والخط الأخر يعود إلى شخص واضح أنه كبير في السن.

وأثناء التحقيق في القضية استغل المحقق غياب المفتش عن الغرفة لبضع دقائق، وحاول أن يطلع على تلك الورقة، وإذ به قد وجد بها سطر واحد فقط يشار به إلى كلمات اثنا عشر إلا ربع، وحين أشغل المحقق حسه الأمني بدأ يشعر أن قتل السيد ويليام لم يكن من الأمور العابرة على الاطلاق، إذ أن هناك لغز حول تلك الجريمة، كما أن لتلك الورقة التي كان يمسكها المجني عليه علاقة وطيدة بالجريمة المرتكبة.

وبعد إجراء العديد من التحريات حول القضية من قبل المحقق توصل إلى أن هناك أحد النزاعات القانونية قد حدث منذ زمن طويل بين كل من شخص يدعى أكتون وآخر يدعى كانينغهام، وقد كان ذلك النزاع بسبب ملكية نصف العقار، وعلى إثر ذلك قرر المحقق أن يسعى لمقابلة عائلة كانينغهام بأكملهم فرداً فرداً والتحقيق معهم حول تلك الحادثة، وبالفعل التقى مع كل من فتى يدعى أليك ووالده الذي يدعى السيد كانينغهام وقد تحدث إليهم لبعض الوقت.

وخلال التحقيق معهم حول تلك القضية أشار أليك أنه ذات يوم شاهد لص يتصارع مع الضحية، وفجأة خرجت من سلاحه طلقة أصيب بها ويليام في جسده، وفي تلك اللحظة سرعان ما فرّ اللص هارباً باتجاه الطريق القريب من العقار، بينما والده فقد صرح بأنه في تلك الليلة لم يخرج من غرفته على الاطلاق، وقد بقي جالس في غرفته طوال الوقت ويدخن السيجار.

ومن خلال الحديث مع الشخصيتين تمكن المحقق من كشف كذب كليهما، وقد استند بذلك على أن كافة أبواب ونوافذ المنزل لا تفيد بأن هناك أي أثار للعنف، كما أنها لا توحي بدخول اللص، كما أن جسم الضحية لم يكن به أي أثار لصراع كما ادعى أليك، والطريق الذي أشار الشاب أنه قد هرب منها اللص، لم يكن به أي أثار أقدام توحي بمرور أحد منها.

وكل النتائج التي توصل إليها المحقق أكدت له أن هناك أمر ما يخفيه كل من الأب وابنه، ولكن ما ينقص تلك النتائج هو دليل مادي ملموس، ومنذ تلك اللحظة أخذ بالبحث عن بقية الورقة التي كانت في يد الضحية، إذ اعتقد أن القاتل قد تنازع مع ويليام على الورقة وحاول نزعها منه، وبدأ يفكر في المكان الذي سوف يفكر القاتل بالاحتفاظ بها، وأول ما تركز تفكيره على جيوب القاتل.

حيث أن القاتل قد وقع في خطأ ذريع، وهو أنه لم يدرك أن انقسم جزء من تلك الورقة وبقي في يد الضحية، وكل شكوك المحقق كانت تدور حول تلك العائلة، حيث أنهم خوفاً من اكتشاف أمرهم ادعوا وجود لص، إذ أن ذلك الأمر لا يمكن أن تثبته الأدلة؛ ولذلك قرر المحقق أن يقوم بإجراء مطابقة بين خط السيد كانينغهام بالخط المكتوب في الورقة، وبالفعل كان هناك تطابق كبير بين الخطين.

وحين تأكد المحقق من ذلك الأمر أصر على أن يقوم بتفتيش كافة غرف تلك العائلة، على الرغم من أنه في ذلك الوقت قد أصروا على أن اللص لم يصعد إلى الطوابق العلوية، ولكن المحقق توجه بالتفتيش في البداية نحو غرفة الشاب ومن ثم توجه نحو غرفة والده، وقد كان بصحبته في تلك التحريات الطبيب والمفتش، ولكنهم بقوا ينتظرونه في الأسفل، وفجأة سمع الطبيب والمفتش صراخ المحقق، وسرعان ما توجها بالصعود إلى أعلى، وحين وصلا إلى غرفة الشاب التي صدر منها الصراخ وجدا أن الشاب يقوم بخنق المحقق؛ وذلك بسبب كشف المحقق حقيقته وأنه هو من قام بجريمة القتل.

وفي النهاية أمر المحقق بإلقاء القبض على الشاب ووالده؛ وذلك بإسناد إليهما تهمة قتل ويليام، في البداية اعتقد المفتش أن المحقق غير جاد في أمره، وحين سأله حول الأمر أظهر له المحقق بقية الورقة والتي عثر عليها في إحدى جيوب الشاب، كما اتضح أنها كانت خطاب تم إرساله إلى اللصوص الذين اقتحموا منزل ويليام منذ أيام قليلة من أجل سرقة بعض المستندات المهمة، وقد وقعت تلك الورقة في يد ويليام من باب الصدفة، توجه نحو السيد وابنه وأعلمهم أنه علم بسرهم وحاول ابتزازهما، ولذلك تخلصا منه حتى يموت ويدفن معه سرهم.


شارك المقالة: