تُعتبر هذه القصة من القصص القصيرة التي صدرت عن الكاتب والأديب آرثر كونان دويل، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول مقتل مالك مزرعة وتدور الشبهات حول ابنه، حينها يتم الاستعانة بأهم المحققين لإثبات براءة الابن.
قصة لغز وادي بوسكومب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في أحد الأيام حين قام أحد أهم وأبرز المحققين في المنطقة والذي يدعى السيد هولمز وأحد أصدقائه المقربين والذي يدعى الطبيب واتسون بالتوجه إلى إحدى محطات القطار؛ وذلك من أجل تتبع ملاحظات وتطورات إحدى القضايا التي وكل بها المحقق من أجل كشف ملابساتها، وأول ما وصلوا إلى المكان المراد بدأوا بالبحث والتحري حول ملابسات القضية، وعند سؤال بعض الشهود حول الحادثة أفاد العديد منهم بأنهم قد شاهدوا الشخصية الرئيسية التي تدور حولها الأحداث وهو ما يدعى السيد تشارلز يسير في الغابة، وأثناء مسيره كان يتبعه بالطريق ابنه الذي يدعى جيمس.
وفي تلك الأثناء بينما كان يسير خلفه جيمس، كان يحمل بين يديه بندقية، وهذا ما دفع عناصر الشرطة لاتهامه بتلك الجريمة، وبعد تلك الحادثة يتم إلقاء القبض على جيمس، ولكن اعتقدت إحدى الشهود والتي تدعى أليس تيرنر وهي ما كانت ابنة أحد أصدقاء والد جيمس المقربين أن جيمس من المؤكد أنه بريء، ومن هنا فكرت بالتواصل مع أحد المفتشين المشهورين في بلدتها والذي يدعى السيد ليستراد؛ وذلك من أجل البحث حول القضية وكشف الحقائق، ولكن المفتش ليستراد تواصل مع أحد المحققين المشهورين في هذا المجال وهو ما كان أكثر خبرة؛ من أجل مساعدة في حل لغز الحادثة.
وأول ما اطلع المحقق على أوراق القضية أشار إلى أن من المؤكد أن هناك شخصية ثالثة كانت تسير إلى جانبهم في الغابة أو أنها كانت على علم بكل تحركات تشارلز وجيمس، وهنا أول ما طلبه المحقق هو مقابلة جيمس والتحدث معه؛ وذلك في محاولة منه في التوصل إلى أي معلومة ولو بسيطة قد تفيد في التحقيقات وتساعد في الوصول إلى المجرم الحقيقي، وبعد استماعه إلى اعترافات جيمس حول ذهابه في رحلة للغابة، ولكن كان الهدف من تلك الرحلة هو الصيد وليس أي أمر آخر، إذ لم يكن بنيته أن يقوم بتتبع والده، كما أشار إلى أنه تفاجئ حين شاهد والده يقف إلى جانب البركة وكأنه كان بانتظار أحد ما.
وبعد أن تخطاه بمسافة لا بأس بها سمع هناك صرخة مدوية من صوت والده، وفي تلك اللحظة عاد إليه مسرعاً، إلا أنه لم يلحق به، إذ عند لحظة وصول جيمس كان والده ملقى على الأرض يلفظ أنفاسه الأخيرة، وكل ما تمكن من قوله لجيمس أنه شاهد بالقرب من البركة عباءة.
ومنذ ذلك الوقت انضمت أليس إلى كل من المحقق والطبيب في محاولتهم للبحث عن كافة الأدلة والبراهين التي تثبت براءة جيمس، وقد كان ما دفع أليس بالمشاركة معهم هو أنها تكن مشاعر مفعمة من الحب لجيمس وتتمنى الزواج منه، وفي تلك الأثناء طلب منها المحقق أن ترتب له من أجل مقابلة والدها الذي يدعى جون تيرنر، وقد كان السيد جون من أكثر الأشخاص المقربين من السيد تشارلز، بالإضافة إلى أنه كان يلم بكل صغرة وكبيرة عن حياته، ولكن أليس تخبره أن والدها في هذه الفترة يعاني من وعكة صحية أليمه، وقد كانت حالته الصحية قد تدهورت بعد سماعه بخبر وفاة أقرب الأشخاص إليه، ومن خلال حديث المحقق معها توصل إلى أن والدها كان من أشد المعارضين إلى فكرة زواجها من جيمس.
وهنا لم يبقى أمام المحقق إلى أن يتوجه إلى المكان الذي حدثت به الجريمة، وبعد أن دقق النظر في المكان جيداً اكتشف وجود أثار أقدام لشخصية ثالثة كانت في ذات المكان لحظة وقوع الجريمة، وقد لاحظ المحقق أن هذه الشخصية الثالثة هو شخص أعرج ويعتمد على يده اليسرى عوضاً عن اليد اليمنى، وهنا أشار المفتش ليستراد أن الضربة التي كان قد تلقاها تشارلز كانت على الجهة اليسار من رأسه من جهة الخلف، كما أن المحقق أضاف أن تلك الشخصية الثالثة كان رجل طويل القامة ويدخن السيجار.
وفي تلك الفترة وأثناء تواجد كل من المحقق وصديقه الطبيب في أحد الفنادق دخل عليهم السيد جون تيرنر والد أليس، وأثناء تلك المقابلة لاحظ المحقق أن السيد تيرنر لديه عرج في إحدى قدميه، وبناءً على تلك الملاحظة تأكد من أن السيد جون هو الشخصية الثالثة، وهنا سرعان ما همّ المحقق بمواجهته، وهنا بعد أن اضطر السيد جون للاعتراف صرح بأنه في السابق ينظم إلى إحدى العصابات التي تعرف باسم عصابة بالارات، وتلك العصابة هي عبارة عن مجموعة منظمة تابعة إلى دولة استراليا.
وأنهم في إحدى المرات قاموا بسرقة إحدى القوافل المحملة بالذهب، ومنذ حادثة السرقة تلك وأصبحت العصابة غنية، وفي تلك الحادثة كان من يقوم بقيادة القافلة التي تم سرقتها هو تشارلز، ولكن جون لم يعزم على قتله في تلك اللحظة وأبقاه على قيد الحياة، على الرغم من أنه كان يدرك أن تشارلز من المحتمل أن يتعرف عليه في وقت لاحق.
وبعد فترة قصيرة انفصل جون عن تلك العصابة وقام بشراء قطعة أرض وعقد على الزواج، ثم بعد ذلك أنجب ابنته أليس، وبعد مرور فترة قصيرة التقى مع تشارلز من محض الصدفة، وهنا قام تشارلز بتهديده وابتزازه في أن يقوم بكشف ماضيه، وخشية أن يقوم تشارلز بذلك الأمر قدم له جون مزرعة قريبة ومبلغ مالي كبير، ولكن طموح تشارلز كانت أكبر من ذلك، حيث أنه كانت لديه الرغبة في زواج ابنه جيمس من ابنة جون أليس، ولكن جون رفض ذلك مطلقاً، على الرغم من وجود علاقة حب بين الشابين.
وبعد محاولات ضغط عدة من تشارلز وافق جون على لقائه من أجل التفاوض على الأمر وقد تم تحديد المكان بجانب البركة، وهناك خطر ببال جون أن يقوم بقتله والتخلص من ابتزازه المستمر، وبذلك يجنب ابنته من الدخول في ذلك الجواز المشروط، وبعد أن قتله شعر بوجود جيمس وسرعان ما اختبأ في الغابة وبذلك سقطت عباءته منه، وبعد ذلك وقع جون على اعترافاته كما تعهد له المحقق بإبقاء الأمر سرًا ما لم يكن جيمس قد أدين بتلك الجريمة، وبعد مرور أشهر قليلة ظهرت براءة جيمس وعاد من جديد ليتقرب من أليس، لعلهم بذلك يتمكنوا من الاتحاد مرة أخرى بعيدًا عن أحداث الماضي.