قصة ليوبيم تساريفيتش والذئب المجنح

اقرأ في هذا المقال


قصة ليوبيم تساريفيتش والذئب المجنح أو (Story of Lyubim Tsarevich and the Winged Wolf) هي حكاية شعبية روسية، جمعت من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرها ( A. M. Philpot، Limited، London) روبرت إم ماكبرايد.

الشخصيات:

  • ليوبيم.
  • الاميرة.
  • الملك والملكة.
  • إخوة ليوبيم.
  • الذئب المجنح.

قصة ليوبيم تساريفيتش والذئب المجنح:

في بلد معين، عاش هناك ذات مرة قيصرًا اسمه إليداروفيتش مع زوجته ميليتيسا إبراهيموفنا التي أنجبت ثلاثة أبناء، الابن الأكبر يدعى أكسوف تساريفيتش، والثاني هت، والأصغر ليوبيم تساريفيتش، وعندما بلغ الابن الأكبر سن العشرين، توّسل إلى والديه بالسفر إلى بلدان أخرى، والبحث عن أميرة جميلة للزاوج فوافق والداه، وباركوه.

بعد ذلك بوقت قصير، طلب هت تساريفيتش بنفس الطريقة الإذن من والديه بالسفر، وقدم والديه موافقتهم بكل سرور، وهكذا خرج الولدان إلى العالم أيضًا، وتجولوا لمدة طويلة تقريبًا حتّى لم يسمعوا شيئًا عنهما، واعتقد والديهما أنهما ماتا، وبكى القيصر وزوجته على أبنائهما الضالين، ويوماً ما جاء الابن الأصغر، ليوبيم تساريفيتش، وناشدهم أيضًا أن يتركوه يخرج للبحث عن إخوته.

لكن والديه قالا له: أنت صغير جدًا ولا يمكنك القيام برحلة طويلة،  وكيف نتخلى عنك وأنت طفلنا الوحيد المتبقي لنا؟ لكن ليوبيم تساريفيتش بقي ثابتًا على طلبه، وقال: يلزمني أن أسافر وأرى العالم، لأنّه إذا تم استدعائي للحكم على البلاد، يجب أن أتعلم كيف أفعل ذلك بعدالة، وعندما سمع القيصر هذه الكلمات من ابنه، شعر  بسعادة غامرة، وأعطاه موافقته على السفر، وجعله يتعهد بعدم تعريض نفسه لأية مخاطر كبيرة.

عند مغادرته، فكر ليوبيم في كيفية توفير جواد جيد، وبينما كان يبحث في المدينة، التقته امرأة عجوز، وقالت: عما تبحث، يا عزيزتي ليوبيم تساريفيتش؟ فقال لها ليوبيم: ليس لدي حصان جيد ولا درع، ومع ذلك يجب أن أسافر بعيدًا بحثًا عن إخوتي، ثمّ قالت المرأة العجوز:  يوجد حصان ودرع في مرج والدك المحظور خلف اثنتي عشرة بوابة، وهذا الحصان مثبت باثنتي عشرة سلسلة.

وعندما سمع ليوبيم هذا، شكر المرأة العجوز وذهب مباشرة في سعادة غامرة إلى المرج الممنوع، وعند وصوله إلى المكان الذي كان فيه الحصان، توقف وتساءل: كيف سأكسر البوابات الاثنتي عشرة؟  في النهاية قام بالمحاولة، وكسر بوابة واحدة، ثم اخترق ليوبيم  ثلاثة بوابات أخرى وبعد تجاوز جميع البوابات، وجد الفرس والدرع، وبعد ذلك ذهب إلى منزله، ووجد والديه.

وأخبرهما بفرح كبير بكل ما حلّ به، وكيف ساعدته امرأة عجوز، فأعطاه والداه مباركتهما، وبعد ذلك انطلق في رحلته، ومضى في طريقه وسافر حتى وصل مطولاً إلى مكان تلتقي فيه ثلاث طرق،  في المنتصف كان هناك عمود به ثلاثة نقوش، وهي كالتالي: من يلتفت إلى اليمين يكون لديه الكثير ليأكله، ولكن فرسه سيتضور جوعاً، من يمضي إلى الأمام يجوع نفسه، ولكن فرسه يأكل ما يكفي، وكل من يسلك الطريق الأيسر سيقتله الذئب المجنح.

عندما قرأ ليوبيم هذا، فكر مليًا في الأمر، وقرر ألا يسير في طريق آخر سوى اختيار اليسار، وإما أن يذبح نفسه، أو يدمر الذئب المجنح ويحرر كل من يسافر بهذه الطريقة، لذا استمر في الرحلة حتى وصل إلى السهول المفتوحة حيث نصب خيمته للراحة، عندما أدرك فجأة في الغرب أن الذئب المجنح يقترب منه، قام على الفور وارتدى درعه وقفز على حصانه، وتعارك بقوة مع الذئب وبسيفه ضرب الذئب بضربة أسقطته على الأرض.

وأصابت جناحه الأيمن حتى لم يعد قادرًا على الطيران، فقال الذئب: لا تقتلني، سأكون مفيدًا لك وأخدمك كخادمك الأمين، ثم أجاب ليوبيم: هل تعرف أين إخوتي؟ فأجاب الذئب: لقد قتلوا منذ زمن بعيد، لكننا سنعيدهم إلى الحياة مرة أخرى إذا فزنا بالأميرة الجميلة، ولكن يجب أن تترك حصانك هنا، وسأغير نفسي إلى حصان، وأحملك، لكن فرسك هذا لا يصلح للمهمة التي يتعين علينا القيام بها.

حيث في المدينة التي تعيش فيها الأميرة توجد أوتار من الجدران إلى جميع الأجراس في المدينة، ويجب أن نقفز فوق كل هذه الأشياء دون أن نلمس أصغرها ، وإلا فإننا سنخسر ويُقبض علينا، رأى ليوبيم أن الذئب تحدث بحكمة، فوافق، ثمّ ذهبوا حتى وصلوا الى سور المدينة، وعندما نظر إليه ليوبيم تساريفيتش شعر بالخوف، وتساءل كيف يمكن القفز فوق هذا الجدار الحجري الأبيض العالي؟

قال الذئب: ليس من الصعب عليك القفز فوق هذا، ولكن بعد ذلك ستظهر عقبات جديدة بسبب وقوعك في الحب، فاستحم بماء الحياة، وخذ بعضاً منها وبعضاً من ماء الموت، ثمّ قفزوا بسلام فوق سور المدينة دون لمس حجر، ثمّ ذهب إلى بلاط الأميرة الجميلة،  وهناك رأى الأميرة نائمة، ووقع في حبها، ولكن خوفًا من أنه قد يتم القبض عليه إذا بقي طويلاً، ذهب إلى الحديقة لجلب بعض مياه الحياة والموت.

وعاد إلى ذئبه، وبينما كان جالسًا على حصانه الذئب، قال له الذئب: لقد أصبحت ثقيلًا جدًا، لا يمكننا القفز من فوق الحائط، لكننا سنوقظ الجميع  وتقتلهم، وعندما يُقتلون جميعًا، ستأتي الأميرة نفسها لمقابلتك وتعرض عليك أن تكون زوجتك، وعندما حاولوا القفز فوق سور المدينة العالي، لكنّهم لمسوا الأوتار، وعلى الفور قرعت أجراس الإنذار في جميع أنحاء المدينة.

واستيقظت الأميرة، وبعد أن أدركت أن شابًا كان في القصر، أطلقت إنذارًا، وسرعان ما أحاط بها جميع رجال الحاشية، وطلبت منهم أن يحضروا هذا الشاب، وعندما لحقوا به، انتهى الأمر بقتلهم جميعاً بمساعدة ذئبة، ورأت الأميرة أنّ ليوبيم قد تغلب بمفرده على هذا العدد الكبير، عندها قال الذئب: ليس هناك ما أخاف منه بعد الآن لقد كفرت عن جرائمي بشجاعة، دعني أعود إلى مملكتي، لذلك شكره ليوبيم على خدمته ونصائحه وودعه.

عندئذ اختفى الذئب، وعندما رأى ليوبيم تساريفيتش الأميرة الجميلة تتجه نحوه، ابتهج، فقالت له الأميرة تساريفنا: أيها الفارس الشجاع، لقد تغلبت على كل فرساني الأقوياء الذين كانت آمالي عليهم،  ومدينتي الآن مقفرة، سأتركها وأذهب معك، أجاب ليوبيم: أنا سعيد بأخذك كزوجة، وسأحرسك وأحميك أنت ومملكتك بأمانة، وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي امتطوا خيلهم وانطلقوا في رحلتهم إلى مملكة إليدار.

وفي الطريق قال ليوبيم:  أيتها الأميرة الجميلة، كان لدي شقيقان كبيران، غادروا على أمل الفوز بك،ولقد قُتلوا في هذه البراري، ولا أعرف أين تكمن رفاتهم، لكنّي حملت معي مياه الحياة والموت وسأعيدهما إلى الحياة، لا يمكن أن يكونوا بعيدين عن طريقنا، وبعد بحث طويل وجدهم أخيرًا بين بعض الأشجار، وبعد رشهما بماء الحياة، ووقفوا على أقدامهم، سألوه: منذ متى ونحن ننام هنا؟ ثمّ روى لهم كل مغامراته، كيف غزا الذئب، وربح الأميرة الجميلة، وجلب لهم مياه الحياة والموت، وابتهجوا جميعاً وتناولوا الطعام معاً.

فارتحلوا إلى مملكة أبيهم، وعندما وصلوا إلى المروج نهض القيصر إليدار ووالدتهم وذهبا لمقابلة أبنائهم في الطريق، وعانقوهم بحنان، ولمّا رجعوا إلى القصر أقيمت مأدبة عظيمة، وتزوج ليوبيم والأميرة الجميلة، وعاشوا في وئام تام لسنوات عديدة.


شارك المقالة: