قصة ليوناردو والملك

اقرأ في هذا المقال


يحب الأطفال قصص المغامرات، سنحكي في قصة اليوم عن شاب ولد بعلامة مميّزة خلف أذنه، وتلك العلامة كانت تدل على أنّه سيتزوّج بالأميرة، ولكن الملك كان يرفض ذلك وخطّط لأكثر من حيلة كي يتخلّص منه، ولكن هذا الشاب الطيب استطاع أن يكتشف أمر الملك، وتزوج من ابنته وعاد لوالديه سليماً.

قصة ليوناردو والملك

في إحدى القرى كان هنالك زوجان رزقا بمولود له علامة مميّزة، كانت تلك العلامة هي وجود شيء يشبه العصا خلف أذن هذا المولود، كانت تلك العلامة بشرى لأهل هذا المولود ولكل أهل المدينة؛ حيث تدلّ تلك العلامة على الثراء والغنى والسلطان، وكل من يحمل تلك العلامة ستكون الأميرة ابنة الملك من نصيبه، وعندما سمع الملك بذلك غضب كثيراً؛ كيف لابنة الملك أن تتزوج من قروي.

قرّر الملك أن يذهب لمنزل أهل هذا المولود، ولكن الملك تنكّر بهيئة رجل آخر، ادعى بأنّه تاجر غني وأنّه يريد أن يعرض عليهم كيسين من الذهب مقابل أن يعطوه هذا المولود، وبسبب فقر أهل هذا المولود قرّروا إعطاء الملك ابنهم مقابل الذهب، أخذ الملك المدّعي بأنّه التاجر هذا الصبي ووضعه في عربة، وكان ينوي فقط أن يبعده عن ابنته الأميرة.

وضع الملك العربة التي يوجد بها الصبي في مكان بعيد، وظنّ أنّه بذلك تخلّص منه، ولكن بعد عدّة أيّام جاء رجل بسيط من أهل القرية وعثر عليه، وقرّر أن يأخذه ويربّيه، كبر هذا الصبي وأصبح شابّاً وتم تسميته باسم ليوناردو، وفي يوم من الأيّام بينما كان ليوناردو في الغابة إذ مرّ به الملك وسأله عن إحدى الطرق، لاحظ الملك وجود العلامة خلف أذنه، وتفاجأ بأن هذا الصبي لا زال حيّاً.

فكّر الملك قليلاً ثم أعطى ليوناردو رسالة وقال له: أريد منك أن تؤدّي لي مهمّة، اذهب بهذه الرسالة وأعطيها للملكة وإيّاك أن تفتحها أو تقرأها، ذهب ليوناردو وكان يجهل ما بداخل تلك الرسالة، امتطى ليوناردو الحصان واتجه نحو القصر، وبينما هو كذلك إذ قابل ثعباناً ضخم الحجم، فقرّر أن ينزل من على الحصان ويقتله، وبعد ذلك وجد بيتاً نائياً قرّر أن يستأذن ليبيت فيه للراحة حتى صباح اليوم التالي.

تفاجأ ليوناردو بأن صاحب هذا البيت من اللصوص المعروفين في القرية، فقال له: هل تظنّ يا سيد أنّني لا أعرفك؟ قال له: ومن أنا؟ قال له ليوناردو: أنت اللص العروف الذي سرقت أغلب منازل القرية، قال له الرجل: وهل أنت تريد أن تقتصّ مني؟ قال له ليوناردو: كلّا لن أفعل فأنا أحب كل النّاس، شعر هذا الرجل بالسعادة؛ حيث كانت تلك المرّة الأولى الذي يعامله شخص بهذا اللطف، وقرّر أن يكرمه في بيته.

بينما كان ليوناردو نائماً إذ جاء الرجل صاحب البيت ليتفقّده، فوجد الرسالة الملكية وقرّر أن يفتحها، وتفاجأ عندما فتحها بأنّ الرسالة مكتوب بها: صاحب تلك الرسالة يجب أن يسجن للأبد، أخذ الرجل الرسالة وغيّر من محتواها وأعادها إلى الغلاف وذهب.

ذهب ليونارد وفي صباح اليوم التالي إلى القصر، وكان صاحب المنزل قد غيّر محتوى الرسالة وكتب بها: صاحب هذه الرسالة يجب أن يتزوّج الأميرة على الفور، عندما قرأت الملكة الرسالة عرضت ليوناردو على الأميرة، وسرعان ما وقعت في حبّه فوافقت، وتزوّج ليوناردو من الأميرة، علم الملك بذلك واستشاط من شدّة الغضب.

ولكن الملك لن يستطيع أن يسجن زوج ابنته الآن؛ لذلك فكّر في طريقة أخرى كي يتخلّص بها من ليوناردو، فاستدعى الملك ليوناردو وقال له: إنّ ابنتي قد أصابتها اللعنة، وستموت في اليوم الثامن من زواجها، عليك أن تساعدها وتذهب لتحضر ثلاث شعرات من العفريت لتنقذها من تلك اللعنة، من شدّة حب ليوناردو للأميرة قرّر أن يذهب ويحضر تلك الشعرات.

انطلق ليوناردو في رحلته إلى مكان تواجد العفريت وهو مدينة كبيرة، وعندما دخل من البوابة وجد العفريتة الكبيرة تجلس وتأكل المانجو، اقترب ليوناردو منها وتحدّث معها وأخبرها بقصّته، ضحكت العفريتة وقالت له: أيّها المسكين إن الملك يريد التخلّص منك، قال لها ليوناردو: إذاً ما رأيك أن تعطيني ثلاث شعرات من حفيدك العفريت الصغير مقابل أن لا أخبره بأنّك كنتِ تأكلين المانجو؟ وافقت العفريتة على ذلك؛ لأنها كانت تريد إخفاء أكل المانجو عن الجميع.

انتظرت العفريت الصغير حتّى ذهب في النوم وانتزعت منه ثلاث شعرات وأعطتهم للشاب ليوناردو، عندما رأى الملك الثلاث شعرات معه اندهش وقال له ليوناردو: يا سيدي الملك إنّ هنالك رجل في القارب يريد رؤيتك، كانت العفريتة تنتظر الملك وتريد أن تذهب به إلى مكان نائي كما فعل مع ليوناردو، ذهب الملك إلى القارب وأخذته العفريتة، واحتفل ليوناردو وزوجته الأميرة بنجاته.

كان والدي ليوناردو في الاحتفال، واستطاعت الأم معرفة ابنها من علامته المميّزة، وعرفه أيضاً الرجل الذي رباه، وعندما وجدهم ليوناردو دعاهم للعيش في القصر، وتحقّقت النبوءة في جلب الخير والمال لأهل القرية، وتحقّق أمر زواجه من الأميرة أيضاً.


شارك المقالة: