ليون وأميرة النمسا أو ( Lyon and the Princess of Austria) هي قصة من الحكايات الخيالية والفولكلور المحبوبين في فرنسا التي قدمت الشخصيات العالمية التي ما زلنا نحبها حتى اليوم.
الشخصيات:
- ليون.
- عائلة ليون.
- الأميرة.
قصة ليون وأميرة النمسا:
كانت هناك أميرة صغيرة في النمسا أراد والدها ووالدتها وعرابتها الخيالية أن تتزوج أميرًا لا تحبه، لكنّهم لم يستمعوا وقالت العرابة إنّ الأميرة تستحق العقاب على مخالفة الوالدين حيث كان للعرابة قلعة كبيرة في أعماق الغابة، كانت القلعة محاطة بأسوار عالية وكانت في حراسة ثلاثة عمالقة، فحملت الجنية الأميرة وهي نائمة بعد أن وضعت خاتمًا في إصبعها لتظل نائمة.
ووعدت الملك والملكة بأنّ نتيجة عقابها ستكون جيدة، بعيدًا عن القلعة على حافة الغابة عاشت هناك أرملة سعيدة مع ثلاثة أبناء في قرية صغيرة وكانوا فقراء، وفي صباح أحد الأيام قاد الابن الأصغر ليون بقرته إلى المراعي على حافة الغابة، عندما جاء عملاق من حراس القلعة إلى هناك، كان العملاق سعيدًا برؤية البقرة حيث وضعها على كتفه وحملها بعيدًا إلى الغابة العميقة.
وعندما عاد الابن الأصغر إلى المنزل وأخبرهم كيف تعرضت بقرته للسرقة شعروا بالحزن، وحدثت مصيبة أخرى في اليوم التالي عندما تسببت عاصفة في انهيار حديقتهم، وتمّ كسر نصف الأشجار في بستانهم وتدمرت الأسرة، وقرروا الذهاب إلى المدينة والبحث عن عمل، وفي طريقهم رأتهم امرأة عجوز وسألتهم إلى أين يتجهون، ولم يجبها أحد سوى الابن الأصغر الذي قال: نحن نبحث عن عمل.
فسألت: لماذا تغادرون البلاد؟ قال الابن الأصغر: لأنّ عملاقًا سرق البقرة التي أبقتنا على قيد الحياة، قالت المرأة العجوز: اسمع لقد كان خادم الجنية التي أبقت الأميرة الصغيرة أسيرة في الغابة، إذا كنت جريئاً سأساعدك، خذ هذا السهم وسيصيب أي علامة تصوب نحوها، فرح بالهدية وأسرع في الاتجاه المعاكس لأمه وإخوته، ليعود إلى منزلهم على حافة غابة العمالقة.
غامر في الغابة في الحال متتبعًا آثار أقدام العملاق العميقة، وحلّ الليل عندما كان في أعماق الغابة، كان الظلام حاداً لذلك لم يستطع أن يرى إلى أين يذهب فتسلق شجرة بلوط متشعبة ونام متعبًا، وعند الفجر أيقظته أصوات تحت البلوط كان هناك لص البقر مع شقيقيه العملاقين حيث أسقط ثورًا من كتفيه، وقتله وقطعه وأشعل نارًا كبيرة لطهيه، حاول ليون أن يجرب قوة سهمه السحري.
ووضعه على قوسه وقال له: اضرب أذن أحدهم وأنف الآخر، فطار بعيدًا وبعد ذلك عاد إلى يده، لقد شعر بالاطمئنان وضحك عندما رأى الكآبة الرهيبة للعمالقة المتفاجئين، قال أحدهم: شيء ما دخل للتو في أذني، قال الآخر: شيء ما اخترق أنفي للتو، قال ليون وهو يضحك بصوت عال: لقد فعلت ذلك فصاح العمالقة الثلاثة: انزل من الشجرة الآن تعال وانظر ماذا سنفعل بك.
ثمّ قالوا: إذا لم تنزل سنشعل النار في الشجرة ونشويك على قيد الحياة، وبعد التحدث مع بعضهم البعض، أجاب العمالقة: لن نؤذيك إذا أطعتنا، وجد العمالقة أنّ هذا الرجل الصغير يمكن أن يكون مفيدًا حيث يمكنه أن ينزلق إلى فناء القلعة من خلال ثقب في أسفل الباب الأمامي يغلق المدخل، لأنّه لم يُسمح لهم بالدخول إلى هناك وكان عليهم فقط أن يحرسون خارج الجدران.
وكانوا يحلمون بالكنوز الموجودة بالداخل وبالأميرة، لقد حاولوا دون جدوى هزّ الباب مائة مرة حيث يمكن فتحه بسهولة من الداخل، وعندما نزل ليون من الشجرة قالوا له على الفور ما يريدون منه أن يفعل، فوافق ليون وأخذوه إلى القلعة ودخل ليون دون صعوبة، فصاح العمالقة: أدر المقبض وسوف ينزلق الباب جانبًا في الحائط حتى نتمكن نحن الثلاثة من الدخول.
أدار ليون المفتاح مرة وتحرك الباب حوالي قدم وقام العمالقة بتمرير أذرعهم الكبيرة من خلال الفتحة، فقالوا له: أدر المفتاح أكثر فأجابهم بأنّه لا يستطيع، وطلب منهم محاولة الدخول بعد أن يعطوه سيوفهم واحداً تلو الآخر، فأعطى العملاق الأول ليون سيفه فأخذه ليون وقطع رأس العملاق وسحب الجثة بعيدًا عن الفتحة وصرخ: التالي! وفقد العملاق الثاني حياته بنفس الطريقة.
لكنّ العملاق الثالث قد لمح الدم من الجثث المقطوعة الرأس وصرخ: أيها الخائن ماذا فعلت؟ افتح بسرعة حتّى أضع يدي عليك، ثمّ قال متذمرًا: هناك الأواني التي تحتوي على ماء لنا كلنا الثلاثة، قطرة واحدة من ذلك الماء إن سكب على جسد مريض قد يعيده حالاً إلى الحياة سأقتلك إذا لم تمنحها لأخوتي، لم يتفوه ليون بكلمة واحدة لكنه ظل متيقظًا عند الباب منتظرًا، وفجأة ألقى العملاق بنفسه نحو الفتحة.
ووقف بالداخل أمام ليون، شحب الصبي الصغير قليلاً، لكنّه وثق بسهمه وقال له ببساطة: قم بعملك، طار السهم وقتل العملاق الثالث في الحال، ودخل القلعة حيث مرّ في غرفتين متلألئتان بالذهب وكانت هناك أكوام من العملات الذهبية بأحجام مختلفة، وفي الغرفة الثالثة كانت الأحجار الكريمة وفي الغرفة الرابعة كانت الأميرة الشابة من النمسا كانت مستلقية على سرير نائمة.
نظر إليها بلطف وقرأ بجانب السرير: الشخص الذي سينقذني سيتزوجني بعد التخلص من الحراس الثلاثة الكبار للقلعة، سيحسن صنعاً لو أخرج الخاتم من إصبعي، وسرعان ما خلع ليون الخاتم من إصبعها حيث بدأت الأميرة في الاستيقاظ وفتحت عينيها، وعندما رأته بجانبها غلب الخوف على الصبي فجأة وفقد اتزانه وهرب بعيدًا، وعندما نظرت حولها رأت أنّها وحدها.
انتظرته سبعة أيام ولكن عبثاً، ثمّ عادت إلى بلاط أبيها، وعندما روت قصتها، قال الملك للملكة: يجب العثور على هذا الشاب أعتقد أنّه سيعود يومًا ما إلى القلعة في الغابة، وفي تلك اكتسب ليون سمعة طيبة في علاج الناس وكان يمكنه أن يشفيهم بقطرة واحدة من ماء الحياة، وتوسل الملوك والأباطرة إليه أن يشفيهم أيضًا، لم يمض وقت طويل حتى أصبح ثريًا جدًا.
وعاد لعائلته وكان لديهم المال، وفي أحد الأيام مروا أمام الفندق الذي كان به الملكة وابنتها حيث هناك كانوا يقولون للزائرين ما يلي: من سيخبرنا عن حياته ومغامراتها سيحصل على طعام جيد يقدم هنا لمدة أسبوع ومجاناً، قالت والدة ليون: لنذهب إلى هناك، لأنّنا قد نأكل ونشرب هناك دون أن ندفع، وبعد ذلك سنروي قصصنا لأهل المنزل إذا رغبوا في ذلك.
وعندما تحدث ليون عن مغامراته، وحربه مع العملاق الذي سرق بقرته وكيف حارب كل من العملاق وشقيقيه، اندهش الجميع وفتحت والدته عينيها وقالت: لا تكذب، ولكن ليون أكمل عن مغامرته بفتح أبواب القلعة التي حاول العمالقة اقتحامها مئات المرات دون جدوى، قالت الأميرة: هيا أكمل، فقال: دخلت إلى فناء القلعة من خلال فتحة ضيقة.
ثمّ قتلت الثلاثة وفي القلعة مشيت عبر ثلاث غرف من الفضة والذهب والأحجار الكريمة، لكن في الغرفة الرابعة وجدت أميرة حية، قالت الأميرة: أنا أستمع يا عزيزي، صرخت والدته مرة أخرى: ألا تستحي من الكذب؟ فأكمل: قرأت على لوح بجانب السرير ما يجب أن أفعله لإيقاظ الأميرة وخلعت خاتمًا من إصبعها، ولكن عندما بدأت في الاستيقاظ استولى الخوف علي وركضت مثل أحمق أو لص.
سألت الأميرة: ألم تعد إلى القلعة للتأكد؟ وإذا وجدت أميرتك الجميلة مرة أخرى، هل ستتزوجها بقلب سعيد؟ فقال: نعم، لدي خاتمها هذا، قالت الأميرة بفرح: أعرف الخاتم والفتاة التي استيقظت هي أنا! أنا ابنة ملك النمسا ومنذ ثلاث سنوات وأنا هنا في انتظارك، وتزوجا في بلاط ملك النمسا.