الأسد يمشي وحيداً أمّا الخروف فيمشي مع الكثيرين، وهذا يعني أن الصداقة الحقيقية لا تكون بالكثرة، بل بصدق المشاعر، هذا ما حدث مع ماريا التي كانت لديها هواية جمع الأصدقاء، ولكنّها في يوم الصداقة العالمي اكتشفت أنّها لم تعثر على الصديق الحقيقي بعد؛ لذلك قرّرت أن لا تكون متاحة للجميع وأن تعيد طريقة تفكيرها بموضوع الصداقة.
قصة ماريا والصداقة
ماريا فتاة لطيفة وودودة في الصف السادس، كانت تحب أن تمتلك الكثير من الصداقات؛ لذلك كانت تبذل الجهد الكبير بأن تكون لطيفة مع الجميع، وكانت بالفعل تمتلك الكثير من الصداقات، بالإضافة لامتلاكها شعبية كبيرة في مدرستها، وفي يوم عيد ميلادها قرّرت ماريا أن تقوم بدعوة جميع أصدقائها للحفل.
وبالفعل حضر يوم ميلادها الكثير من الأصدقاء، كانت ماريا ترى بأنّها فتاة محظوظة؛ حيث أنّها تمتلك الكثير من الصديقات وهذا الأمر الذي لا تفعله الأخريات، وكانت تستمتع بهذا الأمر كثيراً؛ لدرجة أنّها لم تجد وقتاً كافياً لتقضيه مع كل الأصدقاء، وفي يوم الصداقة العالمية، قرّرت مدرسة ماريا أن تقيم احتفالاً بهذا اليوم.
كان من عادة المدرسة في هذا اليوم ان تمنح الفرصة للجميع بالرسم واللعب، بالإضافة إلى أن يختار كل شخص ثلاثة من الأصدقاء المقرّبين لتقديم الهدايا لهم، كانت ماريا قد أعدت ثلاث هدايا مميّزة لأعز أصدقائها، وعندما بدأ الجميع بتبادل الهدايا حدث شيء غريب؛ حيث لم تتلقّ ماريا أي هدية، وهذا الأمر دعاها للحزن والبكاء طوال اليوم.
كانت ماريا تقول في نفسها: كيف لواحدة مثلي تمتلك كل هؤلاء الأصدقاء أن لا تستقبل هدية في يوم الصداقة؟ جاء بعض الأصدقاء لماريا وبدأوا في مواساتها، ولكن هذا الأمر كان لوقت قصير فقط، تماماً كما كانت هي تفعل مع الجميع؛ فلكثرة أصدقائها كانت تقضي مع كل واحد منهم وقت قصير فقط.
ذهبت ماريا واشتكت لوالدتها عن هذا الأمر؛ فقالت لها والدتها: يا ابنتي إن الصديق الحقيقي لا يأتي بالابتسامة فقط، بل يجب عليكِ أن تعطي لهذا الصديق العاطفة الحقيقية والوقت الكافي، وأنتِ فتاة جميلة وودودة ولكن لا يمكنك أن تكوني متاحة لدى الجميع، أدركت وقتها ماريا أنّها على الرغم من كثرة الأصدقاء إلّا أنّها لم تعثر على الصديق الحقيقي.
وقرّرت ماريا أن تقوم بتغيير طريقة تفكيرها في موضوع الصداقة، وأن لا تبذل الكثير من الجهد لأجل إظهار الود للجميع، وعلمت ماريا أن والدتها التي تجدها دائماً وتغفر لها أخطائها هي كمثال الصديق الحقيقي.