قصة مافيا إلياكوزا

اقرأ في هذا المقال


ممّا هو معروف عن العصابات أنها هي من تقوم باقتراف جرائم القتل والعنف والسلب والنهب، ولكن هناك واحدة من بين تلك العصابات على الرغم من أنها لم تقرف أي جرائم قتل، إلا أنها قامت بالعديد من جرائم التهريب والتجارة الغير مشروعة، وهذا ما جعلها محط أنظار العديد من الحكومات العالمية في محاولة للحد من تلك النشاطات التي يقومون بها.

قصة مافيا إلياكوزا

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة اليابان، ففي فترات من الفترات عبر العصور كانت تشتهر العديد من عصابات المافيا، وكانت كل عصابة من عصابات المافيا لها خصائص ومميزات تختلف بها عن العصابات الأخرى، كما أن هناك الكثير من العصابات التي كانت قد تم تشكيلها من أجل الوصول إلى هدف أو غاية في نفسها، ومن بين تلك عصابات المافيا التي كانت منتشرة ويشيع صيتها ليس في دولة اليابان فقط وإنما في العالم أجمع هي مافيا إلياكوزا، أو ما تشتهر في كافة أرجاء دول العالم باسم المافيا اليابانية.

حيث أن تلك العصابة كانت تعتبر في وقت من الأوقات من أشهر مجموعات المافيا على مستوى العالم، وقد كان الهدف الأساسي لتلك العصابة هو أن تضفي الازدهار والتقدم وتحقيق الثراء والغنى في كافة أرجاء الدول، وقد كانت تلك العصابة تحقق وتجني الكثير من الأموال، وما كان يميزها هو أنها لها عدد من الأعضاء المنتميين إليها هائل إذ كان يتراوح عدد أعضائها ما بين ثمانون ألف عضو إلى ما يقارب على المئة وعشرة آلاف عضو، وجراء الأعمال التي كانت تقوم بها كان يصل دخل تلك المافيا إلى ما يفوق الثمانون مليار دولار أمريكي.

وفي الأصل كانت تعود الجذور الأساسية والرئيسية لتلك العصابة إلى العصور الوسطى السابقة في اليابان، وفي بداية تكوين تلك العصابة كانوا أعضاها يعملون في مجال التجارة، ولم تكن تلك التجارة الكبيرة والواسعة، وإنما كباعه متجولين، وفي كل يوم كانوا هؤلاء الأعضاء ينتهون من عملهم يجتمعون بأكملهم في أحد الأماكن المتفق عليها فيما بينهم ويقومون بلعب الورق، إذ كان يربطهم بتلك اللعبة شغف كبير، وقد اشتهروا بتلك اللعبة بين كافة القرى والمدن التي يتجولون بها، ومدى تعلقهم بتلك اللعبة جعل منهم أفراد منبوذين إلى حد كبير بين مختلف فئات المجتمع؛ وذلك لأنهم كانوا يضعون شروط على بعضهم البعض إزاء لعبة الورق.

كما كان ذلك الأمر في الكثير من الأحيان ما يختلق بينهم المشاكل، وفي يوم من الأيام قرروا أعضاء تلك العصابة أن يقوموا بوضع مجموعة من القواعد والضوابط والقوانين والعادات والتقاليد التي تحكم أسس وطبيعة العلاقة فيما بينهم وتضبط أحوال العصابة وينفردون ويتميزون بها عن غيرهم، كما اشتهروا بتلك العادات والضوابط في كافة أرجاء البلاد وبين الناس المحيطين بهم.

ومن بين تلك التقاليد والعادات التي وضعوها لأنفسهم هو الوشم على الجسم، ولا يكون ذلك الوشم مختصر على منطقة واحدة في الجسم، وإنما كان يسود بين كافة أعضاء جسدهم، ولم يتم رسم أي رسمة في الوشم، وإنما تكون لتلك الرسومات المختارة دلالات خاصة وتحمل من المعاني ما لا يعرف سرها سوى أعضاء العصابة فقط لا غير، وهذا الأمر جعل الغالبية العظمى من أفراد العصابة يقومون بتغطية كافة جسدهم بالملابس، وليس أي نوع ملابس، بل ذلك النوع الذي يستحيل رؤية الوشم على أجسامهم منها.

ومن الجدير بالذكر أن تلك العصابة كانت لا تسمح لأي عضو من أعضائها أن يقوم بارتكاب حماقة أو خطأ، وفي حال قام أحدهم واقترف خطأ فإنه سرعان ما تتم محاكمته بأشد أنواع العذاب والعقاب، فعلى سبيل المثال كان حينما يقوم أحدهم بسرقة الآخر من الأعضاء سرعان ما تتم قطع أحد أصابع اليدين، وعلى الرغم من هول وشدة العقاب، إلا أن هناك أمر أكثر رعب من ذلك وهو أنه لا يقوم أحد بفعل ذلك العقاب وتطبيقه على الآخر، وإنما يكون المخطئ أو المذنب نفسه هو من يقوم بتطبيق ذلك الحد على نفسه، أي أنه هو الذي يقوم بقطع أحد أصابع يديه.

ومن جانب آخر كان هناك بين أعضاء تلك العصابة العديد من الأمور الجميلة، مثل تلك العلاقة التي تربطهم مع بعضهم البعض، حيث أن تكون علاقة كل عضو مع الآخر وكأنه أكثر من شقيق له، فهم يرتبطون ارتباطًا وثيقًا مع بعضهم البعض بعلاقات وروابط وصلات قوية ومتينة للغاية، فكانوا يتعاملون معًا كأنهم كل واحد فيهم مشتق من الآخر، ولا يمكن لأي شخص أن يدخل بينهم أو يفتن فيما بينهم، وهناك من بين هؤلاء الأعضاء هو عضو يدعى أوابون وهو ما يعرف عنه بأنه الزعيم وكذلك كان يجسد اليد اليمنى لرئيس العصابة، كما كان يعرف بين الأعضاء أنه كبير المستشارين، وفي حال كان يريد أحد الأعضاء أي شيء كان يلجأ إليه فقط.

وعلى مر فترات طويلة كانت تلك العصابة تقوم بممارسة العديد من الأنشطة الكثيرة والواسعة، ومن أشهر ما كانوا يلجؤون إليه ويجلب لهم الكثير من الأموال الطائلة  هي التجارة بالأسلحة وتهريب العديد من القطع الكهربائية الضخمة، ولكن من أكثر النشاطات التي كانوا يجتمعون جميعهم بها هي الشروط في لعب الورق.

وبعد أن يجنوا الأموال من تلك الممارسات كانوا لا يذرفون بها هنا وهناك، وإنما كانوا على الفور يقومون بتوظيفها في مجالات مشروعة كبيرة مثل المشاريع العمرانية وافتتاح شركات ضخمة تساهم في الاستيراد والتصدير بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المشاريع الترفيهية، وأكثر ما كان يركزون عليه في تلك الاستثمارات هو أن تكون كافة أوراقهم وأعمالهم ضمن إطار القانون، ولا يقبلون أن تكون هناك أي حركة أو ورقة تتضمن شيء خارج عن القانون.

ويوماً بعد يوم كانت تلك العصابة تزيد من عدد أعضائها وتحاول أن تقدم لهم العديد من المغريات المالية؛ وذلك حتى تصبح من أكبر العصابات التي من غير الممكن أن يتم السيطرة عليها، وفي الكثير من الأحيان كانت الحكومة اليابانية تحاول جاهدة بكافة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية أن تحد من كمية تلك الأعمال والمشاريع التي تقوم بها تلك العصابات والتي كانت تطلق عليها وتصفها بالعصابة المؤذية، والتي أصبحت أعمالها مشهورة على مسمع ومعرفة ومرى الجميع، حتى أنها أضحت العناوين والمواقع التي تخص تلك العصابات ويترددون عليها في غالبية أوقاتهم مدونة لدى الحكومات اليابانية.

ولكن مع مرور الوقت تمت الإشارة إلى أن تلك العصابة هي في الحقيقة تختلف تماماً عن باقي العصابات التي تجدر الإشارة لها حول العالم، فلم يقوم أي من أعضائها بارتكاب أي أعمال إجرامية، مثل باقي العصابات المنتشرة والمتواجدة في أماكن عدة من دول العالم، كما كانت تلك العصابة لا يمكن أن تلتقي هناك وهناك أو في أي أماكن عامة، وإنما كانوا مخصصين مجموعة من المقرات الأساسية والرسمية الخاصة بهم.

وقد مرت عدة سنوات على تأسيس تلك العصابة وأصبحت مع الوقت تتكون من ما يقارب على الواحد والعشرون مجموعة وتضم أكثر من ثلاثة وخمسون عضواً، وعلى الرغم من أنها لم يتم ذكر أي عمل إجرامي حولها إلا أن تم تصنيفها من قِبل مجموعة من الحكومات العالمية على أنها عبارة عن مجموعات إجرامية خطيرة، وتمثل العدد الأكبر من أي مجموعة إجرامية أخرى، كما سعت الحكومات الأجنبية جاهدة من أجل محاولة تضييق نشاطاتهم والحد من أعمالهم وإيقافهم عن أفعالهم المريبة.


شارك المقالة: