قصة ما هي نهاية البحر

اقرأ في هذا المقال


من أجمل الصفات لدى الأطفال وأهمّها هي صفة الفضول لديهم فهم يحبّون معرفة كل ما يجري من حولهم، سنحكي في قصة اليوم عن أنثى الببغاء التي أثارها الفضول لترى نهاية البحر الذي تتأملّه كل يوم، ولكنّها عندما حاولت لم تستطع إيجاده هي وباقي الكائنات البحرية.

قصة ما هي نهاية البحر

في إحدى الأزمان القديمة كان هنالك ببغاء تعيش في إحدى الغابات، وكانت هذه الببغاء لديها قدرات مميّزة؛ حيث تستطيع أن تطير لمسافات عالية جدّاً من الممكن أن تصل لأربعة آلاف كيلو متر فوق سطح البحر، كانت هذه الببغاء تحبّ أن تطير فوق البحر كثيراً، وكانت تنظر وتتأمّل وتقول في نفسها: يا ترى ما هي نهاية هذا البحر؟ كيف أستطيع أن أصل لنهايته وأعرفها.

ظلّ هذا الأمر يشغل ذهن الببغاء وهو معرفة نهاية البحر؛ لذلك قرّرت في يوم من الأيام أن تطير عالياً أكثر وأكثر، وتستخدم قدرتها في الطيران والوصول لأماكن شاهقة من أجل أن تعرف ما هي نهاية البحر، بالفعل ظلّت الببغاء تطير عالياً وتصعد إلى السماء كي تستطيع رؤية نهاية البحر أو تميّز ما هي حدوده وترى أطرافه، ولكن كان هذا الأمر دون فائدة.

ظلّت الببغاء ترفرف وترتفع حتّى شعرت بالتعب الشديد؛ لذلك قرّرت أن تجد مكاناً للراحة، ظلّت تبحث عن مكان للراحة حتّى لمحت وكأنّ غصن بارز وسط البحر، فهبطت لتجلس عليه لبعض الوقت، وعندما جلست الببغاء علي الغصن سمعت صوتاً يقول: من هذا المزعج الذي جلس على شواربي؟ استغربت الببغاء من هذا الصوت، وعندما التفتت اكتشفت بأن الصوت قادم من حيوان القريدس البحري.

حيوان القريدس و ما يسمّى بالروبيان، وهو لديه قدرة مميّزة وهي قفزته الطويلة فمن خلال قفزة واحدة يستطيع أن يقطع مسافة ما يعادل تسعة آلاف كيلو متر في البحر، قالت الببغاء لهذا الحيوان البحري: أنا هي الببغاء وأنا كنت أطير فوق السماء كي أبحث عن نهاية البحر، ولكنّني حلّقت كثيراً دون أي فائدة، وأنا الآن أشعر بالتعب؛ فهل يمكنني أن أستريح على شاربك قليلاً.

نظر القريدس لها نظرة استغراب وقال: ولكن هذا الأمر الذي تتحدثّين عنه هو أمر مستحيل، فكيف من الممكن أن تشاهدي نهاية البحر أنا أسكن تحت البحر منذ مئات السنين، ولم أستطع لغاية الآن أن أرى نهاية البحر، أنتِ فقط ستجلسين فوق شاربي الآن دون أي فائدة، لذلك أنا أنصحك بالرجوع من حيث أتيتِ.

عندما سمعت الببغاء كلام القريدس قالت في نفسها: إن كلامه يقنعني فهو منذ مئات السنين لم يجد نهاية البحر، كيف لي أنا أن أجدها بتلك السهولة، من الأفضل لي أن أعود من حيث جئت كما أخبرني، وعندما طارت الببغاء جلس القريدس يفكّر قليلاً وقال في نفسه: إذا كانت هذه الببغاء التي لم تسكن البحر منذ مئات السنين مثلي وحاولت معرفة نهاية البحر؛ فلماذا لا أحاول أنا هذه المحاولة.

بدا القريدس يحرّك بجسمه ويسبح بخفّة بحثاً عن نهاية البحر، سبح لمسافات ومسافات ولكن دون جدوى، لذلك شعر بالتعب وقرّر أن يستريح لبعض الوقت؛ فبحث من حوله ووجد شيئاً يشبه فوّهة الكهف، أسرع ليستريح هنالك قليلاً، وعندما دخل سمع صوتاً يقول: من الذي جلس داخل فمي؟

التفت القريدس فوجد بأنّه كان قد دخل فم سمكة الجادوس، قال القريدس للسمكة: أنا القريدس وكنت أبحث عن نهاية البحر ولكنّني لم أجدها لغاية الآن، وأردت الاستراحة لبعض الوقت، قالت له السمكة: وهل تظنّني أنّكِ ستجدينها! فأنا أسكن أسفل البحر منذ آلاف السنين ولم أجدها، وأنا التي أستطيع السباحة لآلاف الكيلومترات.

فكّر القريدس في نفسه ثم قال: إذا كانت هذه السمكة لم تجد نهاية البحر منذ آلاف السنين فكيف لي أن أجدها أنا، وقرّر القريدس أن يكفّ عن فكرة البحث عن نهاية البحر، وغادر فم السمكة الضخمة هذه وعاد من حيث جاء، بعد ذلك قالت سمكة الجادوس في نفسها: يبدو أن هنالك من يبحث عن نهاية البحر ولكن انا أضخم السمك والأطول عمراً من بين هذه الكائنات البحرية ولم أجد نهاية البحر، يبدو أن هذا الأمر هو أمر مستحيل ولن يستطيع أي أحد معرفته.

ومنذ ذلك الوقت لم يجد أي من الحيوانات البحرية نهاية البحر، وبقي أمر نهاية البحر أمراً غامضاً عند الجميع.


شارك المقالة: