قصة مباراة الجنّي أو (match Genie) هي قصة خيالية لباركر فيلمور، مؤلف كتاب The Laughing) Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي سمعها، وجمع هذه الحكايات الشهيرة التي كانت جزءًا من تراث العديد من الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.
الشخصيات:
- المزارع.
- الجني.
قصة مباراة الجني:
ذات مرة كان هناك مزارع فقير يعيش في كوخ بائس خارج القرية وتتكون مزرعته من حقل صغير بائس ليس أكبر من حجم يده، كان أطفاله جائعين وكانت زوجته قلقة دائمًا بشأن الحصول على ما يكفيهم من الطعام، ومع ذلك كان المزارع رجلاً ذكيًا يتمتع بذكاء سريع، وكان الناس يقولون أنّه سيكون قادرًا على خداع الشيطان إذا سمحت له الفرصة، وذات يوم جاءت الفرصة.
وكانت زوجته قد أرسلته إلى الغابة لجمع حزمة من الحطب، وفجأة دون سابق إنذار وقف أمامه شاب ذو وجه أسود وعيون برّاقة، قال المزارع لنفسه: إنّه جنّي بالطبع، ولكن مع ذلك لا فائدة من الخوف، لذلك تمنى للجني يومًا سعيدًا، وأعاد الجنّي الذي كان شخصاً بسيطًا جدًا حقًا حيّا به وسأله عما كان يفعله في الغابة، وتذكر المزارع فجأة أنّ جدته أخبرته ذات مرة أن الجنيين يخافون من أشجار الليمون.
لأنّ اللحاء من أشجار الليمون هو الشيء الوحيد في العالم الذي لا يستطيعون كسره، لهذا السبب عندما تصطاد جنياً، يجب أن تربط يديه ببعضهما البعض، فقال المزارع متذكراً ما قالته جدته: أنا أبحث عن شجرة ليمون أريد تجريد بعض اللحاء منها، ثمّ سأطارد الجنيين، وعندما قال هذا توقف مؤقت بشكل ملحوظ وربط يديه وقدميه، ونظر إلى الجنّي من زاوية عينه ورأى أن الجني قد أصبح أبيضًا تقريبًا تحت جلده الأسود.
كان المزارع يعتقد في نفسه أنّ الجنّي أحمق، فقال له الجنّي: لا تفعل ذلك، ماذا فعلنا لك من قبل؟ تظاهر المزارع بأنه حازم وكرر أن هذا هو بالضبط ما كان سيفعله، فتوسل الجنّي أرجوك استمع إلي، إذا وعدت بتركنا وشأننا، أقول لك ما سأفعله: سأحضر لك كيسًا كبيرًا من الذهب يجعلك رجلاً ثريًا، في البداية كان المزارع رجلاً ذكيًا وتظاهر بأنّه لا يهتم بأي شيء مقابل المال.
ثمّ اقتنع بالتدريج وقال أخيرًا: ممتاز، إذا أحضرت لي الذهب في غضون ساعة، فلن أقوم بتقييدك، لكن لا تجعلني أنتظر وإلا فقد أغير رأيي، هرع الجنّي وقبل وقت طويل من انتهاء الساعة عاد وهو يلهث بكيس كبير من الذهب، فسأل المزارع: هل هذا كاف؟ كان المزارع الذي لم يسبق له أن رأى مثل هذا القدر من المال طيلة حياته، لكنّه قال أخيرًا: حسنًا، لم يكن الأمر بالقدر الذي توقعته لكنني سأقبله.
كان الجنّي الشاب مسرورًا بصفقته، وهرع إلى الجحيم وأخبر جميع رفاقه الجنيين عن مدى امتنانهم له لإنقاذهم من المزارع الذي كان يخطط لربطهم باليد والقدمين، وعندما سمع الجنيين الآخرون القصة كاملة ضحكوا عليه بصوت عالٍ وطويل، وقالوا: أنت بالتأكيد أغبى جنّي، هذا الرجل جعلك أحمق، وناقشوا الأمر فيما بينهم وقرروا أن على الجني أن يستعيد كيس الذهب وإلا تسربت القصة، وبعد ذلك لن يحترم الناس على الأرض الجنيين.
فقالوا: ارجع إلى المزارع وتجرأ عليه لخوض مباراة مصارعة، وأخبره أن من يفوز بالمباراة سيحتفظ بالذهب، لذلك عاد الجنّي الشاب إلى الأرض وتجرأ على المزارع لمباراة مصارعة، قال المزارع: صديقي الشاب العزيز، إذا كنت سأصارع معك أخشى أن أؤذيك لأنني قوي للغاية، لذلك سأدعك تتصارع مع جدي، إنّه يبلغ من العمر تسعة وتسعين عامًا ولكن مع ذلك فهو في قوتك تقريبًا.
وافق الجنّي على ذلك لكن ذلك المزارع كان ماكراً حيث أخرجه إلى الغابة إلى كهف حيث ينام دب بني كبير، وقال المزارع: هناك جدي، اذهب وأيقظه واجعله يصارع، هزّ الجنّي الدب وقال: استيقظ أيها الرجل العجوز سنصارع بعضنا، فتح الدب عينيه الصغيرتين، وقف على رجليه الخلفيتين، أمسك الجني في ذراعيه حتى ظنّ الجنّي أنّ عظامه ستتحطم، كان كل ما يمكن أن يفعله هو الهروب بحياته.
وهو يقول: ضلوعي المسكينة، وشهق عندما عاد بأمان إلى الجحيم، وقال: إنّه رجل فظيع ذلك المزارع، لماذا حتّى جده المسن قوي جدًا لدرجة أنني اعتقدت أنه سيضربني حتّى الموت، لكن عندما روى قصته الكاملة، ضحك عليه الجنيين الآخرون بصوت أعلى من ذي قبل وأخبروه أن المزارع قد خدعه مرة أخرى،
قالوا: عليك أن تجرب مباراة أخرى معه، هذه المرة ستكون سباق على الأقدام ولا تدعه يخدعك، لذلك في يوم أو يومين عندما اختفى الوجع من عظامه، عاد الجنّي إلى الأرض وسأل المزارع على الجري معه، قال المزارع: بالتأكيد، لكن ليس من العدل السماح لك بالركض ضدي لأنني أركض كالريح، لذلك سأتركك تتسابق مع ابني الصغير، إنّه يبلغ من العمر عام واحد وربما يمكنك هزيمته، فوافق الجنّي وعلى ذلك وأخذه المزارع إلى مرج.
وتحت بعض الشجيرات رأى حفرة أرنب صغير كان نائماً هناك، فقال الجنّي: تعال واركض معي في سباق، وعلى الفور قفز أرنب من الحفرة وذهب عبر المرج، حاول الجنّي أن يتفوق عليه ولم يستطع، ركض مراراً وتكرارًا، ووصلوا أخيرًا إلى واد عميق فقفز الأرنب، لكنّ الجنّي عندما حاول أن يفعل الشيء نفسه، سقط وذهب يتدحرج على الحجارة لأسفل وسقط في جدول، وبعدما جرّ نفسه خارج الماء، كان مصابًا بكدمات وخدوش.
وكان الأرنب قد اختفى، قال الجنّي عندما عاد إلى الجحيم: لقد سئمت من ذلك المزارع، لديه ولد صغير يبلغ من العمر سنة ولا يمكن لأحد منكم التغلب على هذا الصبي وهو يركض، لكنّ الجنيين عندما سمعوا بقية القصة ضحكوا وسخروا، وقالوا لرفيقهم أنّ المزارع خدعه مرة أخرى، وقالوا: عليك أن تعود إليه مرة أخرى، وجرب مباراة الصفير هذه المرة، ويجب أن تكون قادرًا على هزيمته بالصفير.
ولا تدعه يخدعك مرة أخرى، فرجع الجنّي إلى الأرض وقال للفلاح: يجب أن يكون لدينا مسابقة أخرى لهذه الحقيبة من المال، هذه المرة دعنا نحاول التصفير، قال المزارع: حسناً، سنخوض مباراة صفير وذهبوا إلى الغابة وأخبر المزارع الجنّي أن يصفر أولاً، فصفر الجنّي واهتزت وارتعدت كل الأوراق على الشجر، وصفر مرة أخرى وبدأت الأغصان تتفرقع وتتكسر، وصفر للمرة الثالثة وانقطعت أغصان كبيرة وسقطت على الأرض.
وهناك صاح الجنّي: أيمكنك التغلب على ذلك؟ قال المزارع: عندما أصفر، إذا لم تغطي أذنيك فسوف تصم وعلى الأرجح ستسقط عليك شجرة وتقتلك، الآن هل أبدأ؟ فتوسل الجني: انتظر دقيقة سأقفل أذني من فضلك قبل أن تبدأ لأنني لا أريد أن أصم، كان هذا بالضبط ما كان المزارع يأمل أن يقوله الجنّي، لذا أخرج منديلًا كبيرًا ووضعه على أذني الجنّي وعلى عينيه أيضًا وربطه في عقدة قوية.
وبدأ في الصفير وأثناء صافرته التقط غصنًا كبيرًا من الأرض وضرب الجنّي فوق رأسه فبكى الجنّي: رأسي، فقال المزارع متظاهراً بأنّه متعاطف جداً، آمل ألا تؤذيك تلك الشجرة عندما سقطت، والآن سأطلق صافرة مرة أخرى ويجب أن تكون أكثر حذراً، وهذه المرة عندما صفر ضرب المزارع الجنّي على رأسه بقوة أكبر من ذي قبل، فصاح: هذا يكفي، سقطت عليّ شجرة أخرى، توقف.
فأصر المزارع وقال: لقد صفرت ثلاث مرات وسأصفر ثلاث مرات، هل أنت جاهز؟ فبدأ المزارع في الصفير وفي نفس الوقت بضرب الجنّي على رأسه وكتفيه حتى افترض الجنّي أنّ الغابة كلها تسقط عليه، فصرخ: توقف وإلا سأقتل، ثمّ توقف وسأل: هل سأصفر أكثر؟ فقال الجنّي: دعني أذهب وأقسم أنني لن أعود أبدًا، لذلك فك المزارع المنديل عن وجهه وهرب الجنّي خائفًا جدًا من التوقف.
ولم يعد أبدًا وبقي الذهب في حيازة المزارع بلا منازع، وبعد ذلك اعتاد المزارع أن يقول: أنا مدين بكل ثروتي لجدتي العجوز، لأنّها هي التي طلبت مني أن أربطهم مع اللحاء.