قصة متاهة الوحش بيورن

اقرأ في هذا المقال


دائماً ما يكون الجزاء من جنس العمل، ومن ينوي شرّاً لن يقابله إلّا الشر، هذا ما حدث مع ماركس في قصة اليوم؛ حيث كان ينوي إنقاذ الوحش الذي كان يروّع أهل مدينته؛ لأجل السيطرة عليهم، وعندما ذهب لمتاهته لتحريره حصل له شيء غريب، وعمي بصره وظلّ محبوساً مع هذا الوحش الشرير في المتاهة للأبد.

قصة متاهة الوحش بيورن

في إحدى الأزمان القديمة كان هنالك وحش كبير اسمه بيورن، وكان هذا الوحش يتواجد في إحدى المدن الكبيرة ويسبّب الخوف والفزع والترويع لسكّانها، ولم يكن أي أحد يستطيع إيقافه أو منعه من ذلك، لم يكن أهل المدينة يعلمون ماذا سيفعلون للتخلّص من كابوس هذا الوحش الذي كان يعكّر صفوهم؛ فقرّروا الالتجاء للسحرة لإيجاد الحل.

بعد عمل اجتماع للسحرة في المدينة توصّلوا لأنّ أفضل حل لهذه المشكلة هو عمل سجن كبير لسجن هذا الوحش بحيث لا يستطيع الخروج منه، قام السحرة بمساعدة معاونيهم ببناء متاهة كبيرة جدّاً ذات أنفاق طويلة، وكان لتلك المتاهة السحرية باب واحد فقط، ويكون الدخول لتلك المتاهة والخروج منها من خلال هذا الباب، بالإضافة إلى أن مكان الباب يتغيّر كل يوم.

كانت تلك المتاهة متواجدة في أعماق إحدى الجبال، ولم يكن أي أحد في المدينة الوصول إليها، كان هنالك رجل شرير في المدينة واسمه ماركس، كان يسعى ويحلم بأن يسيطر على أهل المدينة؛ لذلك قرّر أن يدخل تلك المتاهة ويحاول الوصول للوحش بيورن، فكّر بأكثر من طريقة حتى استطاع بنهاية الأمر أن يصل لبوابة تلك المتاهة السحرية.

سمع الوحش بيورن عن نية ماركس بتحريره من المتاهة لأجل مساعدته في أعماله الشريرة التي يفكّر بها، كان ماركس لديه الكثير من الرّجال الذين يعملون معه، وكانوا يقومون بتنفيذ كلّ أوامره ويخافون منه كثيراً، ولشدّة خوفهم عندما سافروا مع سيدّهم لقمّة الجبل للبحث عن بوابة المتاهة؛ لم يستغرق منهم هذا الأمر وقتاً طويلاً، بل استطاعوا خلال وقت قصير إيجاد بوابة هذه المتاهة.

وكان من أحد الرجال اللذين يعملون مع ماركس رجل حكيم جدّاً، وعندما عثر على بوابة المتاهة استطاع أن يتعرّف على نظام هذه المتاهة التي يتغيّر مدخلها ومخرجها كل يوم، وأخبر سيّده ماركس بأن يكون حذراً، وقال له أنّه إن أراد الخروج فيجب عليه عدم الخروج أو الدخول للمتاهة أثناء النهار بل يجب عليه أن يفعل ذلك في الليل فقط.

لكن ماركس كان سيد متغطرس جدّاً، عندما كان يتحدّث هذا الرجل الحكيم قاطعه وقال له: أنا سأدخل متى أشاء ولن أكترث، ثم ذهب ماركس وقرّر دخول المتاهة مع حلول الليل، وصار ينادي على الوحش بيورن، وأخبره بنيّته لتحريره مقابل أن يساعده في ترويع الناس على الأقلّ لمدّة عشر سنوات.

عندما سمع الوحش بيورن بنية هذا الرجل بتحريره فرح كثيراً؛ لأنّه كان ينوي أن ينتقم من أهل المدينة اللذين قاموا بحبسه لسنوات، ووعد ماركس أن يقوم بمساعدته بالسيطرة على أهل المدينة، وفجأةً وجد ماركس والوحش بيورن أنفسهم أمام باب الخروج لتلك المتاهة وكان الليل يكاد ينتهي.

وعندما وصلوا البوابة كانت الشمس على وشك الشروق؛ تذكّر ماركس كلام الرجل الحكيم بعدم الخروج من المتاهة أثناء النهار؛ فنظر للوحش بيورن وقال له: يجب علينا أن ننتظر حتّى الغروب وإلّا لن ننجح بالفرار، لكن حماس الوحش بوصوله لبوابة الخروج وفرحته بالتحرّر منها جعله لا يكترث لكلام ماركس أبداً، ونوى أن يخرج قبل غروب الشمس.

صاح ماركس للوحش بيورن بعدم الخروج والانتظار وحذّره، ولكن الوحش بيورن استمرّ مسرعاً نحو البوابة دون أي التفات للوراء، وعندما خرج الوحش بيورن سمع ماركس صوته وهو يصرخ وكأنّه يتألّم، شعر وقتها ماركس بالحيرة ماذا سيفعل هل سيذهب نحو البوابّة ليرى ماذا حلّ بالوحش، أم ينتظر لأنّ مساعده حذّره من ذلك.

وفي نهاية الأمر دعا الفضول ماركس أن يخرج ليرى ماذا حلّ بهذا الوحش الذي يصرخ بصوت عالي، وعندما وصل ماركس البوابة وخرج منها دخل في عينيه ضوء الشمس الساطع بعد أن كان داخل هذه المتاهة المظلمة، وسبّب له هذا الضوء الساطع الأذى في عينيه وصار يصرخ مثل الوحش بيورن تماماً.

سبّب هذا الضوء العمى الدائم للوحش بيورن وماركس، وكان هذا هو جزائهما بسبب نيّتهما الشريرة بترويع الناس وإيذائهم، وأمضيا بقيّة حياتهما وسط الظلام الدامس داخل هذه المتاهة.


شارك المقالة: