قصة مجيء الليل أو (How Night Came) هي قصة من الحكايات البرازيلية التقليدية، ومن قصص الإبداع وقصص السحر إلى حكايات الحيوانات والمخادعين على التقاليد الثقافية المتنوعة للشعوب الأصلية
الشخصيات:
- ابنة ملك البحار.
- ملك البحار.
- ملك الأرض.
- العبيد.
قصة مجيء الليل:
منذ سنوات في بداية الزمن، عندما كان العالم قد وجد للتو لم يكن هناك ليل حيث كان النهار طوال الوقت، لم يسمع أحد من قبل عن شروق الشمس أو غروبها أو ضوء النجوم أو شعاع القمر، لم يكن هناك طيور ليلية، ولا حيوانات ليلية، ولا زهور الليل، ولم تكن هناك ظلال مطولة ولا هواء ليلي ناعم مليء بالعطور، وفي تلك الأيام تزوجت ابنة ملك البحار الحزين التي سكنت في أعماق البحار بأحد أبناء جنس الأرض العظيم المعروف باسم مان.
وتركت منزلها وسط ظلال البحار العميقة وجاءت لتسكن مع زوجها في أرض النهار، وسئمت عيناها من ضوء الشمس الساطع وتلاشى جمالها راقبها زوجها بعيون حزينة، لكنّه لم يعرف ماذا يفعل لمساعدتها، فكانت تقول: أوه، لو حلّ الليل فقط، وتئن بينما كانت تتجول بضجر على أريكتها، ها هو النهار دائمًا، ولكن في مملكة أبي هناك العديد من الظلال، لو أحصل على قليل من ظلام الليل.
استمع زوجها إلى أنينها وسألها يوماً: ما هو الليل؟ أخبرني عن ذلك وربما يمكنني الحصول على القليل منه من أجلك، قالت ابنة ملك البحر العظيم: الليل، هو الاسم الذي نطلقه على الظلال الثقيلة التي تلقي بظلالها على مملكة أبي في أعماق البحار، أنا أحب ضوء الشمس في أرضك الأرضية، لكني أشعر بالضجر الشديد وأتمنى الحصول على القليل من الظلام من مملكة أبي لإراحة عيني جزءًا من الوقت.
دعا زوجها في الحال عبيده الثلاثة الأكثر إخلاصًا، وقال لهم: أنا على وشك أن أرسلكم في رحلة، عليكما أن تذهبا إلى ملك مملكة البحر العظيم الذي يسكن في أعماق البحار وتطلب منه أن يمنحك بعضًا من ظلام الليل حتّى لا تموت ابنته هنا وسط الشمس على أرضنا الأرضية، انطلق العبيد الثلاثة لمملكة البحر العظيم، وبعد رحلة طويلة وخطيرة وصلوا إلى منزله في أعماق البحار وطلبوا منه أن يمنحهم بعض ظلال الليل للعودة إلى الأرض.
أعطاهم ملك البحر الحزين حقيبة كبيرة ممتلئة مرة واحدة، وتمّ تثبيتها بإحكام وحذرهم الملك من فتحه حتى يكونوا مرة أخرى في حضور ابنته، غادر العبيد الثلاثة حاملين الحقيبة الكبيرة المليئة بالليل على رؤوسهم، وسرعان ما سمعوا أصواتًا غريبة داخل الحقيبة، كانت أصوات كلّ وحوش الليل وطيوره، وكلّ حشرات الليل، كأصوات الأدغال على ضفاف الأنهار، لم يسمع العبيد الثلاثة أصواتًا مثل تلك الأصوات طوال حياتهم لذلك كانوا خائفين بشكل رهيب.
قال العبد الأول: دعونا نلقي الحقيبة المليئة بالليل هنا حيث نحن ونهرب بأسرع ما يمكن، صاح العبد الثاني: سوف نهلك، سوف نهلك على أي حال مهما فعلنا، قال العبد الثالث: سواء هلكنا أم لا، سأفتح الحقيبة وأرى ما الذي يصدر كل تلك الأصوات الرهيبة، وبناء عليه وضعوا الكيس على الأرض وفتحوه، هرعت كل الوحوش الليلية وجميع طيور الليل وكلّ حشرات الليل وخرجت واندفعت سحابة الليل السوداء العظيمة.
كان العبيد خائفين أكثر من أي وقت مضى من الظلام وهربوا إلى الغابة، بينما كانت ابنة ملك البحار الحزين تنتظر بفارغ الصبر عودة العبيد بحقيبة مليئة بالليل، ومنذ أن بدأوا رحلتهم انتظرت عودتهم، وبقيت تراقب بعيدًا في الأفق على أمل من كل قلبها أن يسرعوا بإحضار الليل، وبينما كانت تقف تحت شجرة نخيل ملكية، عندما فتح العبيد الثلاثة الحقيبة وتركوا الليل يهرب.
صرخت: أتى الليل، أخيرًا أتى الليل وهي ترى غيوم الليل في الأفق. ثمّ أغمضت عينيها وذهبت لتنام هناك تحت شجرة النخيل الملكية، وعندما استيقظت شعرت بالانتعاش الشديد، كانت مرة أخرى الأميرة السعيدة التي تركت مملكة والدها في أعماق البحار العظيمة لتأتي إلى الأرض، وهي الآن مستعدة لرؤية اليوم مرة أخرى، نظرت إلى النجم الساطع فوق شجرة النخيل الملكية.
وقالت: يا أيها النجم الساطع الجميل من الآن فصاعدًا سيُطلق عليك نجمة الصباح وستعلن اقتراب النهار، وستحكم ملكة السماء في هذه الساعة، ثمّ نادت جميع الطيور حولها وقالت لهم: أيتها الطيور الرائعة الحلوة من الآن فصاعداً أوصيك أن تغني أحلى أغانيك في هذه الساعة لتبشري باقتراب النهار، كان الديك يقف بجانبها فقالت له: سوف تعيّن حارس الليل، صوتك سيحدد هبّات الليل.
وسوف تحذر الآخرين من أنّ النهار سيأتي وحتّى يومنا هذا في كل أنحاء الأرض في الصباح الباكر يعلن الديك اقترابه من الطيور المنتظرة، وتغني الطيور أحلى أغانيها في تلك الساعة ويسود نجم الصباح في السماء كملكة، وعندما حلّ النهار مرة أخرى، تسلل العبيد الثلاثة إلى منازلهم عبر الغابات والأدغال مع حقائبهم الفارغة، وقال سيدهم: أيها العبيد غير العاصين.
لماذا لم تسمعوا كلام ملك البحر العظيم وتفتحوا الحقيبة فقط في حضور الملكة، سيدتكم؟ بسبب عصيانكم هذا سأحولكما إلى قرود. ومن الآن فصاعدًا ستعيشان في الأشجار، وستحمل شفتيكما دائمًا علامة الشمع الذي أغلق الكيس المليء بالليل، وحتّى يومنا هذا، يرى المرء العلامة على شفاه القردة حيث أزالا الشمع الذي ختم كيس وفي البرازيل يقفز الليل سريعًا على الأرض تمامًا كما قفز سريعًا من الحقيبة في تلك الأيام في بداية الوقت. وكل الوحوش الليلية وطيور الليل وحشرات الليل تعطي جوقة غروب الشمس في الأدغال عند حلول الظلام.