قصة مريلة صانع الأحذية أو (The Shoemaker’s Apron) هي قصة خيالية لباركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي سمعها، وجمع هذه الحكايات الشهيرة التي كانت جزءًا من تراث العديد من الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.
الشخصيات:
- صانع الأحذية.
- الجني.
- القديس.
قصة مريلة صانع الأحذية:
ذات مرة كان هناك صانع أحذية لا يجني سوى القليل من تجارته لدرجة أن زوجته عانت وأطفاله من الجوع، وفي حالة من اليأس عرض بيع روحه للجن، فسأله ملك الجنيين وقال: كم تريد ثمناً؟ قال صانعة الأحذية: أريد العمل بما يكفي لمنحي رزقًا جيدًا، حتى لا تعاني زوجتي ولا يتضور أطفالي من الجوع، وافق ملك الجنيين الشرير على ذلك ووضع صانع الأحذية بصماته على العقد.
بعد ذلك تحسنت التجارة وسرعان ما كان صانع الأحذية البسيط سعيدًا وغنياً، وفي إحدى الليالي توقف رجل طيب مع حارسه، وهو القديس بطرس حيث كان يتجول على الأرض في كوخ صانع الأحذية الصغير وطلب منه السماح بقضاء ليلة في منزله، فاستقبلهم صانع الأحذية بضيافة شديدة، وكان قد جعل زوجته تطهو لهم عشاءً جيدًا وبعد العشاء أعطاهم سريره الخاص ليناموا عليه.
بينما كان هو وزوجته يذهبان إلى الحجرة وينامان على القش، وفي الصباح جعل زوجته تعد لهم إفطارًا جيدًا، وبعد الإفطار أخذهم في طريقه وودعهم وأراد أن يعود لمنزله، وبينما كان يغادرهم همس حارس القديس بطرس الطيب وقال: يا معلّم، هذا الرجل الفقير أعطانا أفضل ما عنده، ألا تعتقد أنه يجب أن تكافئه؟ أومأ القديس برأسه واستدار إلى صانع الأحذية الفقير فقال: سأجازيك على لطفك معنا هذا اليوم.
وقدم له ثلاث أمنيات وسيتم منحها له، شكر صانع الأحذية القديس الطيب وقال: حسنًا هذه هي أمنياتي: أولاً، أن لا يتمكن أي شخص يجلس على كرسي الإسكافي من النهوض حتى أسمح له بذلك، وثانيًا، أرجو أن يقف كل من ينظر إلى نافذة كوخي حتّى أتركه يذهب، وثالثًا من يهز شجرة الكمثرى في حديقتي أن يلتصق بالشجرة حتى أطلق سراحه.
وعد القديس بذلك قائلاً: سيتم منح رغباتك ثمّ ذهب هو وحارسه في طريقهما وعاد صانع الأحذية إلى كوخه، ومرت السنين، وفي ظهيرة أحد الأيام وقف ملك الجنيين الشرير أمام صانع الأحذية وقال: يا صانع الأحذية، حان وقتك، هل أنت جاهز؟ قال صانع الأحذية: فقط دعني أتناول وجبة العشاء أولاً، وفي هذه الأثناء تجلس هنا على كرسيّي وتستريح.
كان الجني الذي كان يسير على الأرض صعودًا وهبوطًا منذ شروق الشمس متعبًا ولذلك كان سعيدًا بما يكفي ليجلس، وبعد العشاء قال صانع الأحذية الفقير: الآن بعد ذلك، أنا جاهز هيا لنذهب، حاول الجنّي أن ينهض لكنّه لم يستطع بالطبع، لقد تحرك بقوة هنا وهناك، وتدحرج من جانب إلى آخر حتى آلمته عظامه، لكن دون جدوى، لم يستطع النهوض من الكرسي.
وصرخ في رعب شديد: ساعدني على التخلص من هذا الكرسي الملعون وسأمنحك سبع سنوات أخرى، أقسم أنني سأفعل، وعند هذا الوعد، سمح صانع الأحذية للجنّي بالوقوف، واندفع الجنّي بأسرع ما يمكن، وكان وفياً لكلمته، ولم يعد منذ سبع سنوات، وعندما جاء كان ذكيًا جدًا لدرجة أنه لم يخاطر بالجلوس مرة أخرى على كرسي الإسكافي، لم يجرؤ حتّى على دخول باب المنزل.
وبدلاً من ذلك، وقف عند النافذة وصرخ: يا صانع الأحذية، أنا هنا مرة أخرى أتى وقتك، هل أنت جاهز؟ قال صانع الأحذية: سأكون جاهزًا بعد قليل، فقط دعني أضع آخر غرزة في هذا الحذاء، وعندما انتهى صانع الأحذية من خياطة الحذاء، ترك عمله وودع زوجته، وقال للجني: الآن أنا جاهز، دعنا نذهب، لكنّ الجنّي عندما حاول الابتعاد عن النافذة وجد أنه صامد، وكان الأمر كما لو أن قدميه كانتا ملحمتين بالأرض.
وصرخ في خوف شديد: عزيزتي صانع الأحذية، ساعدني، لا أستطيع التحرك، ما هذه الحيلة التي تلعبها معي؟ قال صانع الأحذية: الآن أنا مستعد للذهاب وأنت لست كذلك، صرخ الجنّي: فقط ساعدني في التحرر، وسأفعل أي شيء في العالم من أجلك، وسأمنحك سبع سنوات أخرى، أقسم أنني سأفعل، قال صانع الأحذية: حسنًا، سأساعدك هذه المرة.
فقال الجنّي: لكن تذكر: لن أدعك تخدعني للمرة الثالثة، لذلك حرر صانع الأحذية الجنّي من النافذة وانطلق دون أن ينطلق بكلمة أخرى، وفي نهاية سبع سنوات أخرى ظهر مرة أخرى، لكن هذه المرة كان ذكيًا جدًا بحيث لم يستطع النظر من النافذة، ولم يقترب حتّى من الكوخ، وبدلاً من ذلك وقف في الحديقة تحت شجرة الكمثرى وصرخ: يا صانع الأحذية حان وقتك وأنا هنا لأخذك، هل أنت جاهز؟
قال صانع الأحذية: سأكون جاهزًا بعد قليل، فقط انتظر حتى أضع أدواتي بعيدًا، وإذا كنت تشعر بالرغبة في ذلك، هزّ لنفسك ثمرة كمثرى ناضجة، هزّ الجنّي شجرة الكمثرى وبالطبع عندما حاول إيقافها لم يستطع، وارتجفت حتّى سقطت كل الكمثرى، وعندما خرج صانع الأحذية ورأى الشجرة مجردة والجنّي لا يزال يهزها، تظاهر بالغضب المخيف.
وقال بصوت عالي: أنت هناك! ماذا تقصد بإسقاط كل ما عندي من الكمثرى! توقف عن ذلك، هل تسمعني؟ توقف عن ذلك، فقال الجنّي: لكن لا يمكنني التوقف عن ذلك، فقال صانع الأحذية: سنرى ذلك! وركض عائداً إلى الكوخ وحصل على حزام جلدي طويل، ثمّ بدأ يضرب الجنّي بلا رحمة على رأسه وكتفيه، وأطلق الجنّي صرخة شديدة حتى أنّ كلّ أهل القرية سمعوه وركضوا ليروا ما الأمر.
وكان يبكي طلباً للمساعدة ويقول: اجعلوا صانع الأحذية يتوقف عن ضربي، لكنّ جميع الناس اعتقدوا أنّ صانع الأحذية كان يقوم بعمل صحيح لمعاقبة الرجل الأسود على هز كل الكمثرى لديه وحثوا صانع الأحذية على ضربه بقوة أكبر، وبينما استمر بضربه كان يقول: رأسي المسكين، كتفي المسكين، وإذا تخلصت من شجرة الكمثرى الملعونة هذه فلن أعود إلى هنا أبدًا! أقسم أنني لن أفعل ذلك.
وعندما سمع صانع الأحذية هذا، ضحك وأطلق سراح الجنّي، وكان صادقًا في كلمته حيث لم يعد أبداً مرة أخرى، لذلك عاش صانع الأحذية دون قلق حتّى سن الشيخوخة، وقبل وفاته مباشرة طلب دفن مريلة الإسكافي معه ونفذ أبناؤه رغبته.