قصة مزرعة سكينوالكر رانش

اقرأ في هذا المقال


إن العالم مليء بالأشخاص الذين يؤمنون بوجود للظواهر الخارقة للطبيعة، ولكن ليس بأمرهم شيء في أن يقدموا دليل مادي وملموس لإثبات صحة إيمانهم، وأكثر ما يتعبهم أنه لا يكون هناك أي تفسير علمي لتلك الخارقة التي يؤمنون بها.

قصة مزرعة سكينوالكر رانش

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول أحد الأماكن التي يحدث بها العديد من الأمور الخارقة للطبيعة، وقد كان ذلك المكان هو مزرعة تعرف باسم مزرعة شير مان، أو ما كان يطلق عليها في بعض الأحيان اسم رانش، وتلك المزرعة كانت تقع في المناطق الجنوبية الشرقية من مدينة بالارد التابعة إلى ولاية يوتا، وهي واحدة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في فترة من الفترات ادعى عدد من سكان تلك المزرعة رؤيتهم لظواهر غير طبيعية وخارقة وأضواء لأجسام غريبة لم يتمكن أحد منهم تفسيرها أو معرفة مصدرها.

وقد مرّ على تلك المزرعة عدد من المالكين وآخرهم عائلة تعرف باسم عائلة السيد وجرمان، وتلك العائلة مكونة من السيد توم والسيدة إلين وطفلين، إذ أنهما استملكا تلك المزرعة في عام 1994م من ملاكها القدامى وهما زوجان عجوزان، وقد تركا تلك المزرعة مهجورة لمدة تقارب على السبعة أعوام تقريبًا قبل أن يتمكنان من الحصول على مشتري لها.

وأول ما قدمت عائلة وجرمان لشرائها دفعا لهما مبلغ زهيد، إلا أنهما لم يعترضان عليه، على الرغم من أن مساحة المزرعة كانت شاسعة وتبلغ مساحتها أكثر من خمسمئة واثنا عشر فدان، ولكن الزوجان قبلا بكل ذلك مقابل شرط واحد، وهو أنه من أجل إتمام البيع هو ألا تقوم عائلة السيد توم بالحفر داخل المزرعة إلا بعد الحصول على إذن منهم في البداية.

وحينما سمعت عائلة السيد توم بهذا الشرط وجداه سخيف للغاية ويمكن خرقه بسهولة دون أن يلحق بهم أي عقوبة، وقد أشارا أنه لا يمكن لأي شخص أن يقوم بمنعهم من الحفر داخل تلك المزرعة التي دفعا ثمنها، وسرعان ما وافقا على إبرام عقد البيع، ثم بعد ذلك قامت قامت عائلة السيد توم بالانتقال إلى بيت المزرعة مع ابنيهما.

وفي الليلة الأولى لعائلة السيد توم في ذلك المنزل شاهد الأب أحد المخلوقات الجبلية الغريبة والذي تشبه إلى حد ما شكل الذئب، وقد كان ذلك المخلوق يتجول حوالي المزرعة في جميع الاتجاهات، وفي تلك اللحظة سرعان ما أحضر السيد توم بندقيته وأخذ بإطلاق النار على ذلك المخلوق، وعلى الرغم من أن طلقات الرصاص قد أصابت المخلوق، إلا أنه لم يتأثر ولا حتى نزفت دماءه وهرب على الفور قبل أن يتمكن السيد توم من اللحاق به.

وفي الليلة التالية شاهدت السيدة ألين هذا المخلوق يحوم حول البيت مرة أخرى من جديد وبرفقته شريك له، ولكن حسب وصفها له أنه يشبه الكلب إلى حد كبير، ولكنه سرعان ما اختفى مرة أخرى، وفي الليلة الثالثة شاهدت السيدة ألين قطيع من الذئاب تحوم حول المزرعة، وهنا أصيبت بحالة من الهلع وعلى الفور قامت واتصلت مع الهيئة المعنية بحماية الغابات في المنطقة وأخبرتهم عن قطيع الذئاب وطلبت منهم المساعدة، لكن المسؤولين في تلك الهيئة لم يبدوا أي اهتمام حول تلك الشكوى التي قدمتها إلين، وكل ما أخبروها به هو أن عليها الهدوء وألا تقلق؛ وقد برروا قولهم ذلك بأن المنطقة خالية تماماً من أي ذئاب منذ أكثر من سبعين عامًا.

وفي يوم من الأيام قررت عائلة السيد توم القيام بإحضار قطيع من الأبقار كانوا يمتلكونه من ذي قبل إلى المزرعة، وبالفعل قاموا بنقل أبقارهم إلى الحظيرة الموجودة بالمزرعة الجديدة، وفي مساء ذات اليوم ذهب السيد توم من أجل أن يتفقد قطيعة، لكنه قبل أن يصل إلى الحظيرة لاحظ وجود عدد من الأضواء التي تشبه أضواء السيارة تقترب باتجاه المزرعة، وهنا حاول أن يشير بيديه إلى سائق السيارة من أجل التوقف، ولكن أخذت تقترب السيارة من سياج المزرعة دون مبالاة إلى أن اخترقته.

وفي تلك الأثناء هرع السيد توم مع أحد أبناءه مسرعًا حتى يتفقد حالة السياح وحالة الشخص الموجود داخل السيارة، لكنه حينما وصل لم يعثر على أي شيء، إذ كان السياج سليم تمامًا، أما عن الأضواء فقد لاحظ السيد توم أنها تتجوه نحو السماء إلى أن اختفت.

وفي وقت متأخر من الليل عاد السيد توم إلى بيته وهو في حالة توتر وقلق شديدين مما شاهده بعينه، وبين الحين والآخر كان يحاول أن يتناسى الأمر ويتجاهله، إلا أن رؤيته للأضواء تكررت معه عدة مرات أخرى، وما كان يثير الذعر بداخل السيد توم أكثر فأكثر هو أن الأبقار في كل يوم كانت تنقص واحدة، وبعد أن قام بالبحث عنها هنا وهناك في كافة أطراف المزرعة عثر على بعضاً منها في مناطق قريبة من المزرعة، ولكن ما كان يدهشه في تلك الأثناء هو أنها كانت منزوعة الأحشاء دون وجود أي آثار للدماء، وقد أوضح السيد توم في وقت لاحق أنه حينما عزم على مغادرة المزرعة كان قد فقد ما يقارب على الأربعة عشر بقرة.

وفي يوم من الأيام فكر السيد توم بأن يقوم باللجوء إلى الجيران وسؤالهم حول تلك المزرعة، وإذ بهم يخبروه أن تلك المزرعة ملعونة من قِبل الهنود الحمر، وتم ذكرهم هم بالذات لأنهم هم أول من سكنوا تلك المنطقة قديمًا، ثم بعد ذلك فكر السيد توم في أن يقوم بالاستعانة بأحد أفرقة التحقيق؛ وذلك من أجل البحث في أمر الأضواء واختفاء الماشية، وعلى الرغم من أن السيد توم كان قد همّ ببيع المزرعة بعد مضيه فيها ما يقارب على العامين، إلا أنه طلب من الفريق أن يستمر في التحقيق والتحري حول ذلك الأمر، وبعد فترة طويلة توصل فريق البحث حول أن كل ما تمكنوا من رؤيته والتوصل إليه هو أنهم رصدوا أشكال لأطباق طائرة في السماء، لكن الصور لم تكن واضحة إلى حد التأكد من ذلك.

وفي النهاية بالرغم من استمرار التحقيقات والتحريات في تلك المشاهدات لمدة تقارب على الثماني سنوات ورؤية فريق البحث الأضواء والأجسام الطائرة مرات عديدة، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى أي تفسير منطقي لتلك المشاهدات أو حتى السبب الرئيسي في اختفاء الماشية، كما أنهم في وقت لاحق عثروا على أمعاء تم استخراجها من أحد تلك الأبقار وقد مضى على تلك الأمعاء عام كامل، ولكن الأمر الغريب هو أن تلك الأمعاء كانت سليمة دون تحلل، واستمر الادعاء من قِبل العديد من سكان المناطق المجاورة بوجود لعنة في المنطقة أو ظواهر خارقة أو مخلوقات فضائية ولكن أخيراً أنهى الفريق تحقيقه، لكن المزرعة ما زالت محل اهتمام الباحثين في الخوارق حتى يومنا هذا.


شارك المقالة: