قصة مغامرات الشاب الغني

اقرأ في هذا المقال


قصة مغامرات الشاب الغني أو (The Adventures of the Rich Youth) قصه خيالية من كتاب
الحكايات الشعبية الشرقية الذي يحتوي على 13 حكاية فولكلورية من الشرق، للمؤلف تشارلز جون تيبيتس، نُشرت
عام 1889.

الشخصيات:

  • الشاب الثري.
  • الساحر.

  • الميكانيكي.
  • الرسام.

  • الطبيب.
  • الحداد.

قصة مغامرات الشاب الغني:

كان هناك في مملكة عظيمة شاب ثري، ساحر، ميكانيكي، رسام، طبيب وحداد وجميعهم رحلوا عن آبائهم وخرجوا إلى أرض أجنبية، ولما وصلوا مطولاً إلى مصب نهر عظيم زرعوا كل واحد منهم شجرة حياة، وانطلق كل واحد منهم وراء أحد منابع النهر ليطلب عملاً يكون ثروته، ثمّ قالوا لبعضهم البعض: هنا سنلتقي مرة أخرى، ومع ذلك، إذا فقد أي منا، وجفّت شجرة حياته، فسنبحث عنه في المكان الذي ذهب إليه.
فوافقوا وانفصلوا عن بعضهم البعض، ووجد الشاب الثري عند منبع النهر الذي تبعه حديقة ترفيهية بها منزل، وفي المدخل كان يجلس فيه رجل عجوز وامرأة عجوز، صاح كلاهما: أيها الشاب الجيد، من أين أتيت وإلى أين تذهب؟ أجاب الشاب: لقد جئت من بلد بعيد، وسأبحث عن ثروتي، فقال له الزوجان العجوزان: بما أنك جئت الى هنا، لدينا ابنة جميلة الشكل وسلوكها لطيف، خذها زوجة لك وكن لنا ابناً.
ولما تكلما هكذا، ظهرت الابنة وعندما رآها الشاب، فكر في نفسه، وقال: حسنًا، لقد تركت والدي وأمي، وهذه العذراء جميلة جداً، سأتزوجها وأسكن هنا وبعد ما كلمها الشاب وسألها رأيها بالزواج منه، قالت الفتاة: أيها الشاب، من الجيد أنك جاد في البقاء هنا، وعندئذ تحدثوا ودخلوا المنزل معًا، وعاشوا بسلام وسعادة.
في تلك الأثناء، كان في نفس البلد كان هناك حاكم عظيم، ومرة في فصل الربيع، عندما خرج عبيده معًا للاستحمام، وجدوا بالقرب من مصب النهر في الماء، زوجًا من الأقراط باهظة الثمن والتي كانت تخص زوجة الشاب الغني، وكانت هذه الجواهر جميلة بشكل مدهش، لذلك فقد حملوها إلى الحاكم الذي فوجئ بشدة بذلك، وقال لعبيده: هل تسكن هناك عند منبع النهر امرأة من الممكن أن تنتمي لها مثل هؤلاء الأقراط الثمينة؟ اذهبوا واحضرها إلي.
ذهب الخدم على للبحث عن المرأة صاحبة الأقراط، وبعد سؤال أهل القرية عن امرأة غنية تسكن في قريتهم، فأخبروه إلى الذهاب بالقرب من النهر، وعندما ذهبوا، وجدوا امرأة عظيمة الجمال ونظروا لها باستغراب وكانوا مندهشين من المنظر، ثمّ قالوا لبعضهم البعض: لن يمل المرء من النظر لمثل جمال هذه المرأة، ثمّ اقتربوا منها وقالوا لها: هيا تعالي معنا، لأن الحاكم يريدك في الحال.
وعندما أخبرت زوجها بخصوص ما طلبه الحاكم، عندئذ قال الشاب الغني لزوجته أنه لا بد أن يذهبا معاً لرؤية الحاكم، وعندما ذهبوا وقابلها الحاكم، تعجب لشدة جمالها وقال: هذه الفتاة هي ملاك مقارنة بزوجاتي القبيحات، وبدا الحاكم مغرمًا بها بشدة لدرجة أنه لم يتركها تخرج من منزله، ولكن بما أنها كانت صادقة ومخلصة لزوجها الشباب الغني، رفضت الحاكم الذي قال لعبيده على الفور: أخرجوا هذا الشاب الغني من قصري على الفور.
خرج الخدم، وأخذوا معهم الشاب الغني الذي قادوه إلى الماء حيث وضعوه في حفرة على جانب النهر، وغطوه بقطعة كبيرة من الصخر، وبالتالي قاموا بقتله، في تلك الأثناء حدث أن التائهين الآخرين عادوا من كل جانب، كل واحد إلى شجرة حياته، ولما ضاع الشاب الغني، ورأوا شجرة حياته قد ذبلت، بحثوا عنه في منبع النهر الذي تبعه، لكنهم لم يجدوه.
عندها اكتشفوا بعد بحثهم، أن الشاب الغني كان ميتًا تحت قطعة من الصخر، ولكن بما أنهم لم يتمكنوا بأي حال من الأحوال من إزالة الحجر، أخذ الحداد المطرقة وضرب الحجر وجذب الجسد، ثم قام الطبيب بخلط الترياق المنقذ للحياة، وأعطى جرعة منه للشاب الميت، وأعاده إلى الحياة، ثمّ سألوه بعد ذلك: ماذا حدث معه و بأي طريقة تم قتله؟
وفقًا لذلك أخبرهم بما حدث له وقصته مع الحاكم الظالم وبعد نقاش طويل مع بعضهم البعض، قالوا: دعونا ننتزع هذه المرأة الجميلة غير العادية من الحاكم! وبناءً على ذلك، بنى الميكانيكي طائرًا خشبيًا رائعًا، يمكن تحريكه إلى أعلى من الداخل ولكن يجب أن يركبه أحد ويتحكم به، طار في الهواء، ثمّ نزل الى الارض، وعند تحريكه بشكل جانبي، كان يطير بشكل جانبي، وبعدما اكتمل صنعه، قاموا بطلائه بألوان مختلفة، لذلك كان من الرائع رؤيته.
ثم جلس الشاب الغني داخل طائر خشبي وحلّق في الهواء وحلّق فوق سطح القصر الملكي وعندما رآه الحاكم وخدمه كانوا مندهشين من شكل الطائر، وقالوا: لم نرى عصفور مثل هذا أو نسمع به من قبل، ثمّ قال لزوجة الشاب: اذهبوا إلى سطح القصر وقدمي طعامًا مختلفًا لهذا الطائر الغريب.
وعندما صعدت لتقدم له طعامًا نزل الطائر وفتح الشاب الغني الباب الذي كان في الطائر ثم قالت زوجتة وهي مليئة بالفرح: لم أكن آمل أو أفكر في رؤيتك مرة أخرى، لكن الآن وجدتك مرة أخرى، ولقد تم ذلك بواسطة هذا الطائر الرائع، كيف وجدته أخبرني، وبعد أن أخبرها الشاب بكل ما حدث، قال لها: أنت الآن زوجة الحاكم، ولكن إذا كان قلبك يتوق إلي الآن، فسوف آخذك معي بهذا الطائر الخشبي وسنطير من هنا في الهواء، ولن نعرف أكثر عن هذا المكان في المستقبل.

بعد سمعت هذه الكلمات قالت الزوجة: أنت الزوج الأول الذي وحدني القدر معه وأنا أحبك أكثر من أي وقت مضى، بعد أن أخبرته بذلك دخلوا إلى الطائر الخشبي، وصعدوا إلى السماء، فنظر الحاكم إلى هذا وطلب من الخدم الذهاب للتحقق مما حدث، وعندما عادوا وأخبروه بعدم وجود زوجته هناك، قال: لأنني أرسلتك لأعلى لتتمكني من إطعام هذا الطائر الجميل، فقد ذهبت إلى السماء.
ثمّ تحدث مليئًا بالغضب وألقى بنفسه وهو يبكي على الأرض على فقدان زوجته التي أحبها بشدة، في تلك الأثناء أدار الشاب الغني وتد العصفور إلى أسفل، ونزل على الأرض بالقرب من رفاقه، وعندما خرج من الطائر سأله رفاقه: هل أنجزت تمامًا كل ما كنت ترغب فيه؟ عندئذ تقدمت زوجته أيضًا، وأصبح كل من رآها من أصدقائه قد أحبها وعشقها دون إرادته.
قال الشاب الغني: أنتم يا رفاقي قدمتم لي المساعدة حيث أيقظتموني من الموت، ثمّ وفرتم لي وسيلة العثور على زوجتي مرة أخرى، لا أعرف كيف أشكركم وأعبر لكم عن مدى امتناني لكم، فقال الساحر: لو لم اكتشف بحساباتي أين كنت تكذب، لما استردت زوجتك، ثمّ قال الحداد: عبثًا، هل كانت الحسابات تفيد، لو لم أخرجه من الصخرة، عن طريق رفع الصخرة الكبيرة عنك، حصلت على زوجتك ثم يجب أن تكون زوجتك ملك لي.
قال الطبيب: أنا قمت بسحب جسدك من الصخرة المحطمة، وأنا أعدت هذا الجسد للحياة، ولذلك استعاد زوجته السابقة، كانت مهارتي هي سبب نجاحه، لذلك يجب أن آخذ زوجته لي، قال الميكانيكي: لكن لولا للطائر الخشبي، لن يصل أحد إلى الزوجة، ثمّ أضاف لا أحد يستطيع الاقتراب من المنزل الذي يقيم فيه الحاكم الظالم لولا طائري الخشبي ، لذلك الزوجة ستكون لي وحدي اسمحوا لي إذن أن آخذها.
فقال الرسام: لولا مهارتي في الرسم والتلوين، ما كان سيقتنع الحاكم بأن هذا الطائر الخشبي حقيقي، وما كان يمكن أن يجعل الحاكم زوجته تحمل الطعام لطائر خشبي، لذلك لم يتم استردادها إلا من خلال مهارتي في الرسم، لذلك أنا أطالب بها، وحين تكلموا هكذا ولم يتوصلوا لحل هذه المشكلة بينهم، تصارعوا وتقاتلوا معاً وسحبوا سكاكينهم وقتلوا بعضهم البعض.

بقيت المرأة المسكينة وحدها تبكي وتقول: واحسرتاه! ما هذا الذي أنا فيه، لقد خسرت من أحب وبقيت وحدي، ثمّ انفجرت في البكاء، ومات جميع الرجال دون أن يكسب أحدهم في النهاية.


شارك المقالة: