قصة مقتل شارلوت ديمووند

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول مقتل فتاة، وقد دارت الشكوك حول واحد من الأشخاص الذي كان يكن لها حب عميق، ولكن بعد إصدار الحكم في حقه ثارت اعتقادات حول أنه ليس المجرم؛ وذلك لأن شبحه أصبح يسكن المدينة ويبحث عن العدالة.

قصة مقتل شارلوت ديمووند

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في تلك المملكة كانت هناك واحدة من المقاطعات التي تعرف باسم مقاطعة كورنوال، وقد كانت من أشهر المناطق السياحية على مستوى مملكة بريطانيا، ومنذ أن نشأت ويتوافد عليها أعداد هائلة من السياح سنويًا من كل حدب وصوب؛ وذلك للعديد من الأسباب، فهي تتميز بمناظر خلابة وطبيعة جذابة مريحة للنظر وللحالة النفسية، كما أنها كانت تنفرد بالعديد من الميزات فهي تُعد من أبرز وأهم الكنوز التاريخية والتي تحاط بالكثير من الأسرار فهي أرض خصبة للكثير من الخرافات والأساطير، وقد سكنها على مرّ العصور أعداد كبيرة من كهنة وخرج منها أشهر الأطباء على مستوى البلاد بأكملها.

وقد كان من ضمن تلك المقاطعة مدينة شهيرة ومركز رئيسي للأساطير للغالبية العظمى من الكُتاب على مر التاريخ وهي مدينة بودمين، ولكن في يوم من الأيام حدثت في تلك المدينة جريمة شنيعة أثارت حولها الكثير من التساؤلات كما أحدثت شغب بين المحققين، وقد كانت تلك القضية هي جريمة قتل موحشة وقعت في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث أنه في يوم من الأيام  قام أحد من الشباب ويدعى ماثيو بشنق إحدى الفتيات والتي تبلغ من العمر الثامنة عشر عاماً، وعلى الرغم أنه مرّ على تلك الحادثة عقود، إلا أنه ما زال صدى تلك الحادثة يتردد على مسامع كل من يقوم بزيارة لذلك المكان منذ الزمن القديم وحتى يومنا هذا.

من أجل تخليد تلك الحادثة قام عدد كبير من المسؤولين في المدينة ببناء صرح كبير للمحكمة التي تم تلقي القاتل بها الحكم وهي ما تعرف باسم محكمة شاير هول، حيث أن القاتل بقي في ذلك المكان لفترة وجيزة، ومن ثم حين تم النطق بالحكم عليه نقل من أجل تنفيذ حكم الإعدام به خارج حدود المدينة بأكملها.

وأول ما بدأت قصة ذلك الشاب ماثيو مع الفتاة وتدعى شارلوت كان ذلك في منتصف القرن الثامن عشر، حيث أنه في ذلك الوقت كانت شارلوت تعمل كخادمة منزل في واحدة من المزارع في تلك المدينة والتي تعرف باسم مزرعة بنهال، وفي تلك المزرعة كانت هناك سيدة تدير كافة شؤونها وتدبر أمورها تدعى بيتر وهي ما تبلغ من العمر واحد وستين عاماً، وإلى جانب تلك السيدة كان هناك ابنها، بالإضافة إلى اثنين من العاملين يتوليان أمور العمل بالأراضي المحيطة بالمزرعة، والمزارع الأول يدعى الشيد جون والمزارع الثاني هو الشاب ماثيو.

وقد كان ماثيو يعمل بالمزرعة قبل أن تقدم إليها شارلوت، وفي تلك الفترة كان رجل عادي المظهر، وعلى الرغم من أنه فاقد لعدد من أسنانه، إلا أنه كان على الدوام يحب أن يظهر بمظهر حسن ولائق أمام الجميع، كما أنه كان يحب أن يكون محط إعجاب كل من يلتقي به، ومن أول يوم قدمت به شارلوت للعمل في المزرعة وهو أصبح مغرم بها.

وفي يوم من الأيام حينما كانت شارلوت تعمل في تلك المزرعة ظهر شاب يدعى توماس، وهو ما كان ابن شقيق صاحب المزرعة، وأول ما وقعت عيناه على الفتاة طغى حبها في قلبها، وبدأ يفكر في أنه كيف يحظى بها، وكل ما أوصله إليه تفكيره هو أن يقوم بالهرب معها، وذات مرة كانت شارلوت ترتدي فستان أحمر جميل للغاية وتتحدث مع توماس، وحينها كانت تبدو في غاية الجمال وحينما رآها ماثيو خشي أن تقع الفتاة في حب توماس، إذ أنه لم يكن بعد قد صرح لها بحبه بعد.

وبعد أيام قليلة كان هناك أحد جيران المزرعة والذي يدعى إسحاق وهو من أصول كورية ويبلغ من العمر أربعة وستون عامًا رأى ماثيو يرافق فتاة شابة مرتدية فستان أخضر، وهنا دارت الشكوك في ذهنه أن تكون تلك الفتاة هي ذاتها شارلوت، ومنذ ذلك اليوم لم يعد يظهر ماثيو وشارلوت في تلك المزرعة.

وبعد مرور عدة أسابيع عاد ماثيو إلى المزرعة، ولكن كان بمفرده، وأول ما وصل إلى المزرعة سألته السيدة بيتر عنها، ولكنه أشار أنه لا يعرف عنها أي شيء، وفي تلك اللحظة كانت هناك على قميصه توجد بقعه دم كبيرة وزر مفقود، ومنذ ذلك الوقت واختفاء الفتاة هو الشغل الشاغل للعاملين في المزرعة، ويوماً بعد يوم كانت الشكوك تتزايد بين العاملين، وبعد مرور عدة أيام من اختفائها أشار ماثيو إلى أنه وصل إليه خبر أن الفتاة ذهبت للعمل في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة بليسلان، على بعد عدة أميال من المزرعة، ولكن الشكوك لم يهدأ وبدأ البحث عن الفتاة في كل مكان كما أن القلق بدأ يرتفع بين العاملين، وقد وصلت عمليات البحث إلى تلك الغرفة التي يقطن بها ماثيو من أجل الوصول إلى أي دليل حول الفتاة.

وفي نهاية عميات البحث تم الوصول إلى جثة شارلوت، حيث أنه كانت جثتها ملقاة على ظهرها على ضفاف أحد الأنهار والذي يعرف باسم نهر ألان، وأول ما تم العثور على الجثة وتقليبها تبين أنها قد تعرضت للضرب في منطقة الظهر، كما تم مشاهدة العديد من الجراح الغائر الموجودة بين فقرات ظهرها، وهنا على الفور قام المركز الأمني بإصدار مذكرة أدين من خلالها ماثيو وقد تم توجيه أصابع الاتهام نحوه؛ وذلك لأنه حضر السيد إسحق وشهد أنه آخر مرة شاهد بها الفتاة قبل اختفائها كانت برفقته، ولكن حينما سمع ماثيو بتلك المذكرة اختفى بلمح البصر.

وهنا أشار العديد أنه من المؤكد همّ بقتلها وحينما تم اكتشاف أمره هرب للفرار من حكم العدالة، وفي تلك الأثناء انتفض الجميع من أجل البحث عنه في كل مكان والوصول إليه، وبالفعل تم إلقاء القبض عليه بعد عدة أسابيع وعلى الفور بعث للامتثال أمام المحكمة، وعند الإدلاء بأقواله قام بتغيير شهادته عدة مرات كما كان يقوم بتغيير في تفاصيل الجريمة وأحداثها عدة مرات، ولكن بالاعتماد على شهادة الشهود تم إصدار حكم القاضي عليه بالإعدام في سجن بودمين.

ومن خلال التحقيقات معه أشار إلى أن الفتاة كانت تخطط من أجل مقابلة الشاب توماس في واحدة من الكنائس والتي تعرف باسم كنيسة تريميل، وحين غادرت المزرعة في تلك الليلة أشار البعض أنه لم يكن ماثيو متواجد وظنوا أنه قُتل ظلمًا، وبعد وفاته تمت الإشارة إلى أنه بريء من قتلها ويقولون أن شبحه الغاضب يتجول في المنطقة المحيطة بالسجن بحثًا عن العدالة.

وقد تسببت تلك الحادثة في تحول تلك المقاطعة من رمز تاريخي إلى مدينة يتخللها أحد الأشباح وتسبب مقتل شارلوت المأساوي وإعدام ماثيو في إثارة ضجة كبيرة في جميع أنحاء البلاد، وبعد فترة وجيزة من الهدوء والسكون الذي عمّ بالمقاطعة أقام سكان المدينة نصبًا تذكاريًا لشارلوت وماثيو ولا تزال المسلة المصنوعة من مادة الجرانيت الطويلة تقف اليوم في المكان الذي قتلت به الفتاة.


شارك المقالة: