تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول واحد من أكبر المجرمين في الولايات المتحدة، والذي كان أهون ما لديه هو حمل السلاح وقتل الآخرين، وقد حدث معه كل ذلك جراء تعرضه لحادثة قلبت حياته رأساً على عقب.
قصة مقتل كين مكلوري
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك رجل يدعى كين، وقد كان ذلك الرجل لا يعطي أي اهتمام لوجود القانون، إذ يعمل كل ما يبدو له ومتى يريد، ولهذا التصقت به السمعة السيئة مدى حياته، وكان معظم سكان البلدة التي يقيم بها قد وصلوا إلى مرحلة أصبحوا يعرفونه جميعاً حق المعرفة، وأكثر ما كانوا يعرفونه عنه أنه أسهل ما يكون عنده هو استخدام السلاح وتصويبه حول أي شخص يقوم بإزعاجه أو معارضة آراءه، وهذا الأمر جعله يفرض سيطرته على الجميع ويحصل على أي شيء يريده، وقد أطلق عليه لقب بلطجي المدينة.
أما عن نشأة كين فقد ولد في عام 1934م وهو ما كان آخر طفل في عائلته بعد ستة عشر شقيق له، وكان والداه يعيشان حياة بسيطة ويعملان في مجال الزراعة من أجل تأمين لقمة العيش لأبنائهم الكُثر، لذلك ربما لم تكن أمامهم فرصة من أجل تقديم الرعاية والاهتمام بالشكل المطلوب، ولكنهم مع ذلك فعلوا أقصى ما بوسعهم للاعتناء به هو وأشقاءه في ظل الظروف المتاحة لهم.
ولكن ما حدث في يوم من الأيام هو أن كين في مرحلة المراهقة تعرض لحادثة ربما تكون قد غيرت مستقبله إلى الأبد، إذ بينما كان يركب عربة القش في مزرعة عائلته سقط على رأسه، وحينها كانت إصابته بالغة لدرجة أن الأطباء قاموا بزرع شريحة فولاذية في داخل رأسه، ومنذ ذلك الوقت وقد انقلبت حياة كين رأساً على عقب، وأول ما قام به هو أنه ترك المدرسة وقد كان حينها في الصف الثامن.
ثم بعد ذلك بدأ شيئاً فشيئاً ينخرط ويسير في طريق الجرائم، وفي بداية تلك الطريق قام بمجموعة من السرقات الصغيرة، وبعدها بدأ يتوسع في سرقاته، حتى أنه ذات مرة قام بسرقة قطيع كامل من الماشية، ثم بعد ذلك تطورت الأمور معه بشكل أكبر إلى أن بدأ في تناول الكحول بكثرة وأخذ بمضايقة الفتيات من مختلف الأعمار.
وفي ذلك الوقت تم إسناد إلى كين العديد من الجرائم مثل السرقة وترويع الفتيات والاعتداء على الممتلكات وتهديد الأرواح، وقد قدر المحامي الذي وكّل له عدد التهم التي كانت موجه ضده بحوالي ثلاثة جرائم كل عام، ولكن في الحقيقية لم تتم إدانته على الاطلاق في أي جريمة.
وفي وقت من الأوقات تطورت الأمور لدى كين إلى أن أخذ بالزواج عنوة من القاصرات وإنجاب أكثر من عشرة أطفال كل واحد منهم من أم مختلفة، وذات يوم حينما أصبح كين في سن الثلاثين التقى بفتاة تدعى رينا، وقد كانت تلك الفتاة في ذلك الوقت لا يتجاوز عمرها الاثنا عشر عاماً، وهي أصغر فتاة تعرف عليها من بين كل الفتيات التي عرفهن، وفي غضون عامين فقط أصبحت رينا حامل بطفل.
وحينما علمت تلك الفتاة بأمر حملها على الفور توجهت نحو واحد من الأطباء المحليين، إذ حصل وأن تعرضت للعنف من قِبل كين، وأول ما وصلت للطبيب قام بإبلاغ المركز الأمني حول وضعها؛ وذلك لأنها فتاة قاصر، وتلك الواقعة كانت أول تهمه يتم إلصاقها بكين، وهي تهمة الاعتداء على قاصر، ولكن كانت هناك ثغرة قانونية يمكن أن تجعله يهرب من العقوبة وهي أن تكون رينا زوجته وفي تلك الحالة لن تستطيع أن تتهمه بالاعتداء عليها.
ومن أجل أن ينفذ من تلك التهمة ويهرب من عقوبتها قام بتطليق زوجته الثالثة وتزوج من رينا التي انتقلت للعيش معه ومع زوجته الثانية في ذات المنزل، وفي تلك الأثناء على الرغم من أن رينا تزوجت من كين رغمًا عنها، إلا أن تعامل أهل القرية معها باعتبارها زوجته، وبعد أن وضعت طفلها بفترة وجيزة حاولت الفرار والهرب منه عدة مرات، وفي كل مرة كانت تذهب مع طفلها إلى منزل عائلتها، ولكن كين كان في كل مرة يجبرها على العودة إلى منزله، ولم يتوقف كين عند هذا الحد ولكنه أطلق النار على كلب العائلة، ثم قام بإشعال النار في المنزل نفسه من أجل إرعابها.
وفي ذلك الوقت بالرغم من العدد الهائل للجرائم التي ارتكبها، ولكن لم يجرؤ أحد من سكان قريته على الشهادة ضد أو تحديه وإيقاف عند حده، وهذا الأمر جعله في كل مرة يمثل فيها أمام القاضي يخرج بكل سهولة دون أن تتم إدانته، ولكن كانت هناك نقطة فاصلة وضعت حدًا لنهاية البلطجة.
وقد بدأت تلك النقطة حينما ذات يوم قام صاحب محل بقالة وهو ما كان رجل كبير في السن ويبلغ عمره السبعين عامًا ويدعى إرنست باتهام واحدة من بنات كين بالسرقة من متجره، وأول ما سمع كين بذلك شاط غضبه، ولكن على الفور حاولت زوجة العجوز القيام بتهدئته، وأوضحت أن الأمر برمته كان مجرد سوء تفاهم بسيط وسوف يتم حله في الحال، ولكن البلطجي لم يقبل بهذا الاعتذار وقام بترويع العجوز وزوجته وبدأ في إطلاق النار في الهواء مما سبب الفزع والرعب للرجل وزوجته العجوز، وفي تلك اللحظة أصيبت السيدة بصدمة شديدة حتى أن الجيران أخذوها لتنام في منازلهم بالتناوب.
وبعد مرور أيام قليلة بينما كان العجوز يجلس أمام بقالته، جاء كين وأطلق عليه النار في منطقة الرقبة، ولكن من حسن حظ العجوز أنه نجا من تلك الحادثة بأعجوبة، وعلى إثر ذلك تم إلقاء القبض على كين واعتقاله، ولكن كالعادة مثل المرات السابقة فقد أفرجت عنه المحكمة في انتظار حكم الاستئناف، وحينما خرج كان ينوي على الانتقام من الرجل العجوز وأي شخص يقوم بالدفاع عنه.
ولكن في النهاية شعر سكان القرية بأكملهم أنه يجب أن يضعوا لتصرفاته حد؛ وذلك لأن القانون فشل في التعامل معه، وقد أدى سكوتهم إلى مبالغته في إيذائهم والاعتداء عليهم، وفي بداية الأمر قاموا سكان القرية باللجوء للمحافظ والمدعي العام والمشرعين في الولاية، ولكن أيًا منهم لم يقوم بأي فائدة، لذلك لم يعد أمامهم سوى خيار واحد، وهو أن يقوموا بالتصرف بأنفسهم.
وفي ذات يوم وصل البلطجي إلى مقهى القرية وعلى كتفه بندقيته، وأول ما خرج منه وتوجه للجلوس في شاحنته ومعه سلاحه تم إطلاق النار على كين وتوفي على الفور، وفي تلك اللحظة لم تأتي إليه أي سيارة إسعاف من أجل إنقاذه، على الرغم من وجود ما يفوق الخمسين شاهد على تلك الواقعة خرجوا من داخل المقهى، وفي المحاكمة في قضيته لم يتوجه أي شخص للمحكمة من أجل الشهادة، وقد أثبتت التحقيقات أن كين تعرض لإطلاق النار من رجلين واحد من الجهة الخلفية مباشرة والأخر من أمامه، ولكن في النهاية لم يتم إصدار أي تهم ضد أي شخص على الإطلاق، وتخلصت القرية أخيرًا من المجرم.