تُعتبر هذه القصة من القصص القصيرة التي قام بتأليفها الكاتب والأديب آرثر كونان دويل، وقد تناولت القصة في مضمونها الحديث حول إحدى السيدات التي بينما كانت تبحث عن عمل حصلت على وظيفة مغرية براتب جزيل، إلا أنها كانت تحدث في ذلك المنزل العديد من الأمور الغريبة والعجيبة، وهذا ما جعلها تلجأ إلى أحد المحققين من أجل مساعدتها في معرفة اللغز حول تلك الأمور الغريبة، ومن جانب آخر كانت ترغب في المحافظة على حياتها.
قصة منزل الأشجار النحاسية
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية وقد كانت سيدة تدعى فيوليت هنتر، حيث أن تلك السيدة كانت عاطلة عن العمل وبعد أن بحثت لفترة طويلة عن العمل حصلت في النهاية على وظيفة، ولكن مواصفات تلك الوظيفة التي عرضت عليها كانت تدور حولها العديد من الشكوك في ذهنها، وهذا الأمر ما جعلها تبحث عن أهم وأبرز المحققين في المنطقة؛ وذلك من أجل أخذ مشورته ورأيه في مثل هذا العمل والراتب المجزي الذي عرض عليها.
وأول ما بدأت بسرد الأحداث للمحقق أشارت إلى أنها في أحد الأيام كانت تبحث عن عمل وقد تلقت عرضًا لا مثيل له، وقد كان ذلك العرض مقدم من زوجين يقيمان في إحدى المناطق الريفية القريبة منها، حيث عرض عليها كل من سيد يدعى جيفرو روكاسل وزوجته أن تعمل كمربية في منزلهما، وأنه جراء قيامها بذلك سوف تحصل على راتب مجزي، ولكن كان هناك شرط قبل أن توافق على العمل، وهذا الشرط يتمثل في أن تقوم بقص شعرها بالكامل.
ومن وجهة نظر السيدة فيوليت كان ذلك الأمر من الأمور الغريبة، وقد ثار بداخلها الاستغراب والدهشة، في بداية الأمر رفضت ذلك الأمر تماماً، إلا أنها حين فكرت في حالتها المضنية والظروف المادية المأساوية التي تمر بها، وأنها بالكاد تحصل على لقمة العيش من هنا وهناك، قررت التراجع عن رأيها، والموافقة على العمل وتنفيذ الشرط الذي طلب منها، وهنا سار معها المحقق بالحديث وتوافق معها بالرجوع عن قرارها، إلا أنه طلب منها أنه وطوال فترة عملها في ذلك المنزل أن تبقى طوال الوقت على تواصل معه؛ وذلك من أجل الاطمئنان على حالها ووضعها وكيفية معاملتها من قِبل الزوجين.
ولكن بعدما التحقت السيدة في عملها كمربية ومضى على دوامها بضعة أيام أرسلت إلى المحقق رسالة، وقد كانت تلك الرسالة تتضمن الحديث عن بعض الأمور والوقائع الغريبة التي لاحظتها السيدة في ذلك المنزل، وعلاوة على تلك الأحداث الغريبة طلبا منها الزوجان أن تقوم بارتداء ثوب واحد فقط طوال فترة خدمتها في المنزل، بالإضافة إلى أنه تم تحديد إحدى زوايا المنزل وطلب منها أن تبقى جالسه بها طوال الوقت، وطوال فترة جلوسها في تلك الزاوية أن يكون ظهرها من جهة النافذة المطلة على الشارع المحاذي للمنزل كما قامت في نهاية الرسالة بوضع عنوان المنزل الذي تعمل به، وقد كان يقع في إحدى المزارع التي تعرف باسم مزرعة همبشاير، وبعد أن قرأ المحقق تلك الرسالة على الفور قام بالانتقال والإقامة في مكان قريب جداً من ذلك المنزل.
وفي رسالة أخرى أرسلتها السيدة إلى المحقق أخبرته بها أنه في الكثير من الأحيان كان السيد روكاسل يقوم بسرد بعض الحكايات والقصص الطريفة عليها ويطلب منها على الدوام الجلوس في ذلك المكان وأن تضحك عند سماعها لكل قصة يقوم بسردها، أما السيدة زوجته وابنها فقد كانا على الدوام غريبي التصرف والسلوك، كما تطرقت السيدة في إحدى الرسالة التي أرسلتها إلى المحقق بالحديث حول أن هناك جزء كبير من المنزل مغلق بإحكام كامل، وأنه يمنع لأي فرد من أفراد العائلة ولا حتى لها أن تقوم بالاقتراب من ذلك الجزء.
ولكنها في إحدى المرات صاحبها الفضول في محاولة معرفة سبب إغلاق هذا الجزء بكل هذا الإحكام وسبب التشدد على أن لا يقترب أحد منه، وحين دنت من ذلك الجزء شعرت أن هناك أحد محتجز خلف ذلك الجزء، وقد كان ذلك الأمر قد دفعها للفضول من أجل محاولة اكتشافه ذلك الجزء ومعرفة من هو ذلك الشخص المحتجز فيه، وما هو سبب احتجازه والتحفظ عليه بهذا الشكل.
ولكن ما حدث في إحدى المرات التي كانت تتردد بها على ذلك الجزء لاحظ ذلك السيد روكاسل، وحينها طلب منها أن تكرر ذلك الأمر مرة أخرى، حيث أن هناك يوجد كلب مفترس خلف ذلك الجزء، كما قدم لها نصيحة أنه في حال تعنتت برأيها وقامت بالدخول سوف يقوم الكلب بالانقضاض عليها وافتراسها، وبعد أن قامت السيدة بإرسال رسالة إلى المحقق وأخبرته به بذلك الأمر، طلب منها أن تخبره بتلك اللحظة التي يخرج بها الجميع من المنزل، وبالفعل حينما خرج الجميع سرعان ما دخل المحقق وحاول تفتيش المكان بنفسه، إلى أن توصل إلى أن السيد روكاسل يقوم في ذلك الجزء باحتجاز ابنته في ذلك الجزء محكم الإغلاق من المنزل.
وقد كان السبب الذي دفع بذلك السيد لذلك الأمر هو محاولة منعها من الإقدام على الزواج، حيث أنه حاول مراراً وتكراراً قطع علاقتها بخطيبها الذي يدعى فاولر والتفرقة بينها؛ وقد كان السبب الذي يكمن خلف ذلك هو محاولة السيطرة على إرثها من والدتها المتوفية والتي كانت زوجته في السابق، وعلى الرغم من العديد من المحاولات ومرض ابنته والذي اضطرت به لقص شعرها بسببه، إلا أنه لم يتمكن من ردعها عن ذلك.
ولهذا قرر جلب سيدة وطلب منها أن تقص شعرها وتجلس إلى جوار النافذة؛ وذلك من أجل أن يوهم السيد فاولر أن ابنته قد نسيت أمره ولم تعد تهتم له، حيث أن فاولر كان باستمرار يقف بالخارج على ذلك الشارع المحاذي للمنزل يترقب وجودها من خلال النافذة، وفي النهاية تمكن المحقق من تخليص تلك الفتاة المسجونة المسكينة وسرعان ما هربت وتزوجت من حبيبها فاولر.
وفي تلك الأثناء كان السيد روكاسل قد هاجمه الكلب الذي كان يربيه على يديه في المنزل، إلا أنه كان يجوعه باستمرار وينسى أن يضع الطعام له، وفي ذلك الوقت كان لم يقدم له الطعام منذ فترة طويلة، ولكن السيد روكاسل سرعان ما همّ بإطلاق النار وقتله، ثم بعد ذلك التحقت السيدة فيدليت بإحدى المدارس وأصبحت تعمل بها كمشرفة، وتنتهي علاقتها بشكل تدريجي مع المحقق الذي كان على وشك الانجذاب إليها خلال تلك الفترة.