قصة من كان الملك أو (Who was King) هي قصة من الحكايات الشعبية الأفريقية حيث رويت هذه القصص بعد يوم طويل من العمل ليلاً على النار، وهي وسيلة للتواصل ونقل مختلف العادات والتقاليد والحقائق الأفريقية شفهيًا، لذلك كان على هذه القصص أن تعيش عبر الأجيال دون أن يتم تدوينها.
الشخصيات:
- الأسد ليو.
- الأشبال.
- ذكر النعام فوليستروس.
قصة من كان الملك؟
ذات مرة كان هناك أسد يُدعى ليو وكان حين يزأر تهتز الغابة بصوت مروع، ثمّ من بعيد فوق التلال كان يُسمع صوت زئير آخر يشبه صوت الأسد، وكان أشبال الأسد الصغار يقفزون ويقفون على رؤوسهم، ويتدحرجون فوق بعضهم البعض في فرحهم ويقولون: إنّه فولسترويس ذكر النعام يحاول أن يقلد الملك أبينا وهو يزأر جيداً حقاً ولا يوجد فرق، وعندما سمع ليو الأب هذا، كان غاضباً جدًا لذا زأر مرة أخرى بصوت أعلى من أي وقت مضى.
عاد الصوت مرة أخرى فوق الوادي كما لو كان صدى، وقال الأسد بغضب: هذا لن ينجح أبدًا يجب أن أضع حداً لهذا الوقاحة أنا وحدي الملك هنا، ولا أريد أحد من المقلدين فخرج وجال فوق الجبل حتّى التقى بذكر النعام حيث وقفوا يحدقون في بعضهم البعض، وكانت عيون ليو ملتهبة، وارتفع مثل كتلة ضخمة ورفع ذيله بغضب، بينما نشر فولسترويس جناحيه الجميلتين وتمايل من جانب إلى آخر.
ومنقاره مفتوحًا ورقبته تلتوي مثل ثعبان جميل، وكانت عيناه ناعمة وجميلة للغاية، ولكن الآن تحولت لعيون تملأها الشراسة وفيها وأضواء صفراء بدت كالنار، ولم يكن هناك قتال في البداية ولكنّها كانت طريقتهم في الاجتماع حيث اقترب ليو خطوة وقال: يجب أن نرى من هو فولسترويس الذي يزأر قليلاً، لذا زأر فولسترويس وهو ينفخ حلقه، ولقد كان صوته مخيفًا.
وهو من نوع الصوت الذي يجعلك تشعر بتيارات من الماء البارد تتدفق أسفل ظهرك عندما تسمعها فجأة، ثمّ زأر ليو وكانت الأصوات متشابهة حقًا بحيث لا أحد يستطيع أن يقول: هذا صوت أكبر، أو هذا صوت أكثر رعبا أو أنهما كانا متساوين، لذا قال ليو لفولسترويس: أصواتنا متشابهة أنت مساوياً لي في الزئير لذلك ستكون ملك الطيور لأنّني ملك الوحوش.
والآن دعنا نذهب للصيد ونرى من هو المنتصر هناك، كان في الغابة بعض الأرانب يتغذون، والخنازير الكبيرة، لذلك بدأ ليو في اتجاه واحد وفولسترويس في الاتجاه الآخر، لكنّ كلاهما ابتعد عن الجانب الذي أتت منه الرياح حيث يمكن أن يشما رائحة الأشجار والأعشاب والحيوانات البرية، وبضربة واحدة وصغيرة فقط من أي منهما في الحال تكون جميع رؤوس الحيوانات الصغيرة في الهواء وكل ما تراه هو الغبار فقط.
كان ليو وفولستروس صيادين قديمين وكانا يعرفان كيفية الاقتراب أكثر فأكثر دون لفت انتباه الحيوانات، سار ليو ببطء على مقربة من الأرض ولقد حصل على غزال كان ثروة كبيرة بالنسبة له وكان غزالاً سميناً، ولكن لم يكن كبيرًا في السن بحيث لم يكون كثير اللحم، وعندما اقترب بما فيه الكفاية كان ينحني بهدوء شديد لذا أطلق نفسه في الهواء مثل حجر من المنجنيق.
وسقط بقوة على ظهر الغزال، ومخالبه الممزقة العظيمة مثبتة على كتفيه والتقت أسنانه الشريرة في رقبة المسكين، لذلك كان الغزال الجميل يفكر في نفسه بأنّه لن يقود القطيع مرة أخرى، أو يكون في الوادي في وقت التزاوج ولن تشم أنفه أبدًا خطرًا بعيدًا مرة أخرى ولا حوافره السريعة تعطي إشارة للغزلان لكي تتدافع، لأنّه عندما يتمسك ليو بشيء ما، لا يتركه حتى يموت.
أمّا في الجانب الآخر بقية القطيع الذين ركضوا من فوليسترويس ولكن كان هناك عدد كبير منهم الذين قتلهتم فولستروس وكانوا ملقون أمامه، كان ذكياً حقًا ويستطيع الركض بسرعة أسرع حتّى من الغزلان، لذلك بقي يقاتل ويجمع الغزلان حتّى كان هناك كثير من الغزلان حول الوادي وهي تطلق صوتها الأخير، وعندما جاء ليو ورأى أنّه قتل أكثر مما قتل لم يكن سعيدًا جدًا وقال: لقد قتلت معظمهم، لذا لتبدأ أنت في الأكل.
قال فولسترويس: لديك أشبال لمشاركة الطعام معها، لذا يمكنك تناولها أمّا أنا سأشرب الدم فقط، شعر ليو بالمرح وكان يعتقد أنّ فولسترويس مخلوق نبيل غير أناني، لكن في الحقيقة كان فولستروس ذكيًا لأنّه لا يستطيع أكل اللحوم فهو ليس لديه أسنان، ولكنّه لم يرد أن يعرف ليو فقال: أنتم تأكلون وأنا سوف أشرب الدم فقط، لذا مزق ليو الشبكة التي جمع بها فولسترويس الغزلان ودعا الأشبال وأكلوا جميعًا حتى شبعوا.
ثمّ جاء فولستروس بطريقة غير مبالية ينقر وينقر وهو يمشي ويشرب الدم، ثمّ استلقى هو وليو في ظلال بعض الأشجار وذهبا في نوم عميق، في تلك الأثناء كان الأشبال يتلاعبون ويتدحرجون على بعضهم البعض وأثناء لعبهم وصلوا إلى المكان الذي كان يرقد فيه، قال أحدهم: آها ينام وفمه مفتوح، ثمّ اختلس النظر في فم فولسترويس وقال مرة أخرى: آها لا أسنان لديه وجاء شبل آخر واختلس النظر.
وقال آخر: دعونا نذهب ونخبر أبينا لذا ذهبوا في حماس وأيقظوا ليو وقالوا: تعال بسرعة يهينك فولستروس بقوله إنّه مساوٍ لك وهو نائم تحت الأشجار وفمه مفتوح على مصراعيه وقد ألقينا نظرة خاطفة عليه وها هو ليس له أسنان، تعال وانظر بنفسك فانطلق ليو سريعًا مع الأشبال وزأر وقال: ما معنى هذا؟ أنت تتظاهر بأنك مساوٍ لي، وليس لديك حتّى أسنان.
قال فولسترويس وهو يقف مستيقظًا لقد قتلت حيوانات أكثر منك وكانت لي أسنان أو لم تكن سأقاتلك لأظهر لك من هو أنا، قال ليو: هيا أنا جاهز من أجلك، قال فولستروس: انتظر قليلاً أنا لدي خطة هل ترى كومة النمل هناك؟ أنت تقف على جانب واحد منها، وسأقف على الجانب الآخر وسنرى من يمكنه دفعها أولاً، وبعد ذلك سنخرج إلى العلن ونقاتل، قال ليو في نفسه: أنا أثقل وأقوى، ويمكنني بسهولة إرسال كومة النمل على فوليسترس، ثمّ تقتله.
لكن لم يكن الأمر سهلاً كما كان يعتقد حيث في كل مرة يقفز على كومة النمل كان يتشبث بها كما اعتاد التمسك بفريسته ولم يكن لديه طريقة أخرى لفعل ذلك، وبعد ذلك انتهز فولسترويس الفرصة للركل عالياً في الهواء وإرسال الرمال والحجارة إلى وجه ليو وجعله يعوي بغضب، كان ليو يزداد غضبًا وبالكاد كان يرى لأنّ عيناه مليئتين بالغبار، وكان هناك يئن ويسعل.
وكان هناك كومة كبيرة من التراب والحجارة فوقه، ثمّ هزّ ليو نفسه واندفع تجاه فولسترويس، لكنّه لم يستطع الرؤية بشكل صحيح، لذلك لم يرى فولسترويس وسقط ليو المسكين مع مخالبه الرهيبة التي كانت مثبتة فيه، ورقص عليه فولسترويس وهو يرفرف ويلوح بجناحيه الأبيض والأسود الجميل، ويمزق الحياة من ليو، وعندما انتهى قام بتنظيف مخالبه في الرمال وابتعد ببطء فوق الحقل، وبقيت الأشبال فقط تنتحب على ملك الغابة الميت.