قصة من ينتظر يفوز

اقرأ في هذا المقال


قصة من ينتظر يفوز( HE WINS WHO WAITS) هي قصة خيالية لأندرو لانغ من سلسلة كتاب جنية الزيتونة ( olives fairy tales)

الشخصيات:

  • الأميرة.
  • ابن الأرملة.
  • الأمير الصغير.

قصة من ينتظر يفوز :

ذات مرة كان هناك ملك لديه ابنة وحيدة حيث أفسد الجميع الفتاة منذ ولادتها وإلى جانب كونها جميلة كانت ذكية جدًا، وعندما كبرت أعلنت أنّها ستختار الزوج لنفسها، لذلك سألها الملك بخنوع عما تريده أن يفعله، فأجابت الأميرة: استدعي كل الشباب في المملكة للمثول أمامي بعد شهر من اليوم والشخص الذي سأعطي له هذه التفاحة الذهبية سيكون زوجي.
بدأ الملك في أداء أمرها بحسرة، فوصل الشباب وكان هناك الطويل والقصير، والغني والفقير، وقفوا في صفوف في الفناء الكبير أمام القصر، ومرت الأميرة مرتدية أردية خضراء مع حجاب ذهبي، أمامهم جميعًا ممسكة بالتفاحة حيث توقفت مرّة أو مرتين وترددت، لكنّها في النهاية جائت إلى شاب قرب نهاية الصف الأخير، اعتقد الجميع أنّه لم يكن هناك شيء مميز فيه ولا شيء من المحتمل أن يجذب الفتاة إليه.
وكان مئة غيره من الشباب الوسيمين وجميعهم يرتدون ثيابًا أفضل منه، لكنّه التقى بعيون الأميرة بصراحة وبابتسامة، وابتسمت هي أيضًا ومدّت التفاحة له، فصاح الملك الذي راقبها بفارغ الصبر، وقال: هناك خطأ ما، وتمنى ألا يرضيها أي من المرشحين.
ثمّ قال: من المستحيل أن تتمنى أن تتزوج من ابن أرملة فقيرة ليس لها أملاك في الدنيا! أخبروها أنّني لن أسمح بذلك، وأنّه يجب عليها المرور عبر الصفوف مرة أخرى والتركيز على شخص آخر، ثمّ ذهبت الأميرة إلى الصفوف للمرة الثانية والثالثة، وفي كل مرّة أعطت التفاحة لابن الأرملة.
صاح الملك الغاضب: حسنًا، تزوجيه إن شئت، لكن على الأقل لن تبقي هنا ولم ترد الأميرة بشيء، بل رفعت رأسها وأخذت بيد ابن الأرملة وغادروا القلعة، وفي ذلك المساء تزوجت الأميرة الشاب الفقير وبعد الحفل عادوا إلى منزل والدة العريس والذي في نظر الأميرة، لم يكن يبدو أكبر بكثير من قن الدجاج.
لم تكن المرأة العجوز مسرورة على الإطلاق عندما دخل ابنها وأحضر عروسه معه حيث تذمرت وقالت: لو لم نكن فقراء بما فيه الكفاية لما تكلمت، هذه سيدة رائعة لا يمكنها فعل أي شيء لكسب عيشها، لكن الأميرة ضربت ذراعها وقالت بهدوء: لا تتضايقي يا أمي العزيزة، أنا أعمل بالغزال ويمكنني الجلوس على عجلة الغزل طوال اليوم دون كسر أي خيط.
وبعد فترة حافظت الفتاة على كلمتها وساعدت بالعمل و لكن على الرغم من جهود الثلاثة، إلا أنّهم أصبحوا أفقر من قبل، وبعد ستة أشهر تم الاتفاق على أن يذهب الزوج إلى البلدة المجاورة للحصول على عمل، وقابل تاجرًا كان على وشك أن يبدأ رحلة طويلة بقطار جمال محمّل بالبضائع من كل الأنواع، وكان بحاجة إلى رجل لمساعدته.
توسل ابن الأرملة له أن يتخذه خادمًا ووافق التاجر على ذلك، وأعطاه راتبه كاملاً مسبقًا حيث عاد الشاب إلى منزله بهذا الخبر، وفي اليوم التالي ودع والدته وزوجته اللذين حزنا بشدة على فراقه، وهمست الأميرة في أذنه: لا تنساني وأنت غائب، وعندما تمر من البئر الذي يقع بالقرب من بوابة المدينة، توقف واستقبل الرجل العجوز ستجده جالسًا هناك.
قبّل يده، ثم اسأله عن النصيحة التي يمكن أن يقدمها لك في رحلتك، ثم انطلق الشاب وعندما وصل إلى البئر حيث كان يجلس الرجل العجوز سأله الأسئلة كما أمرته زوجته، أجاب الرجل العجوز: يا بني، أحسنت في المجيء إلي ، وتذكر بالمقابل ثلاثة أشياء: هي، التي يحبها القلب هي أجمل من أي وقت مضى، الصبر هو الخطوة الأولى على طريق السعادة، ويربح من ينتظر.
شكره الشاب وذهب في طريقه، و في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، انطلقت القافلة وقبل غروب الشمس وصلت إلى نقطة التوقف الأولى، حول بعض الآبار حيث نزلت مجموعة أخرى من التجار، ولكن لم يهطل المطر لفترة طويلة في هذا البلد الصخري، وكان كل من الرجال والوحوش متعبون من العطش.
وكان هناك بئر آخر، على بعد حوالي نصف ميل يوجد به ماء ولكن للحصول عليه، كان على أحدهم أن ينخفض إلى أعماق البئر، وإلى جانب ذلك لم يُعرف أن أحدًا ممن نزلوا بهذه البئر قد عاد حيًا، ولكن تمكنوا من تخزين بعض الماء في أكياسهم من جلود الماعز، لم تتجرأ القوافل على الذهاب أبعد في الصحراء، وفي ليلة وصول ابن الأرملة وسيده، قرر التجار تقديم مكافأة كبيرة لأي شخص كان شجاعًا بما يكفي للنزول إلى البئر المسحور وإحضار الماء.
وتجول شاب في المخيم معلناً أن كل تاجر حاضر سيعطي ألف قرش للرجل الذي سيخاطر بحياته لجلب الماء لأنفسهم وجمالهم، التفت ابن الأرملة إلى الشاب الذي اعلن الخبر الذي كان يمر بالخيمة، وقال: سأذهب أنا وأحضر المال، قال سيده الذي كان واقفا بالقرب منه: ماهذا الجنون ! أنت أصغر من أن تتخلص من حياتك هكذا، اركض خلف الناشر وأخبره أنّك تتراجع عن عرضك، لكنّ الشاب هزّ رأسه فرأى التاجر أنّه لا جدوى من محاولة إقناعه.
فقال السيد: حسنًا، إنه شأنك الخاص، اذهب وإذا عدت في أي وقت فسأعطيك حمولة من بضائع الجمال وأفضل بغل بجانبها، ولمس عمامته دلالة على الوداع ودخل الخيمة، وما إن فعل ذلك حتى تجمع حشد من الرجال يتدفقون من المعسكر حول الشباب ويقولون: كيف يمكننا أن نشكرك! جمالنا ونحن على وشك الموت من العطش، انظر هنا هو الحبل الذي جلبناه ليساعدك.
أجاب الشاب: تعالوا إذًا، وانطلقوا جميعًا، وعند الوصول إلى البئر كان الحبل معقودًا بإحكام تحت ذراعيه، وأعطوه عبوة كبيرة من جلد الماعز، وتم إنزاله برفق إلى أسفل الحفرة، وهنا كان جدول صافٍ يتدفق فوق الصخور وانحنى وكان على وشك الشرب.
عندما ظهر أمامه عربي ضخم يقول بصوت عالٍ: تعال معي ! قام الشاب دون أن يشك في أن ساعته الأخيرة قد جائت، لكن بما أنّه لم يستطع فعل أي شيء، فقد تبع العربي على الجانب الآخر من النهر الصغير، وهناك جلس العربي وجذب نحوه ولدين، فقال للغريب: لدي سؤال اريد ان اسألك اياه، إذا أجبت بشكل صحيح فسوف تحفظ حياتك.
وإذا لم تستطع الإجابة، فسوف تفقد رأسك، كما كان رأس العديد من الآخرين قبلك. قل لي: أي من أطفالي تعتقد أنّه الوسيم؟ لم يبد السؤال صعبًا، لأنّه كان هناك صبي جميل وكان شقيقه قبيحًا، ولكن بينما كان الشاب يتكلم، ظهرت مشورة الرجل العجوز في ذهن الشاب، وأجاب على عجل: الشخص الذي نحبه هو الأفضل دائمًا.
قال العربي لقد أنقذتني! فقام مسرعا من كرسيه، واحتضن الشاب بين ذراعيه، وقال: لو كنت تستطيع فقط أن تخمن ما عانيت منه من غباء كل الأشخاص الذين طرحت عليهم هذا السؤال، وقد حكم علي عبقري شرير بالبقاء هنا حتى يتم الرد عليه! ولكن ما الذي أتى بك إلى هذا المكان، وكيف أكافئك على ما فعلته من أجلي؟
أجاب الشاب: كافئني بمساعدتي في الحصول على ما يكفي من الماء لقافلتى المكونة من ثمانين تاجراً وجمالهم، الذين سيموتون بسبب نقصها، قال العربي: هذا سهل، خذ هذه التفاحات الثلاثة، وعندما تملأ عبوتك وتكون جاهزًا للسحب، ضع واحدة منها على الأرض، وفي منتصف الطريق القي واحدة، وفي الأعلى أسقط الثالثة.
إذا اتبعت توجيهاتي فلن يحدث أي ضرر لك، وخذ بجانب التفاحات هذه الرمانات الثلاثة، الخضراء، والأحمراء والبيضاء، و في يوم من الأيام سوف تجد فائدة لهم! فعل الشاب ما قيل له، وخرج متمسكًا بالصخور، حيث كان التجار ينتظرونه بقلق وعندما خرج، كانوا جميعًا عطشى! وشربت الجمال والتجار.
فشكره التجار على خلاصهم ووضعوا المال في يديه، بينما أمره سيده باختيار البضائع التي يحبها، وبغل لحملها. فكان ابن الأرملة ثريًا أخيرًا وعندما باع التاجر بضاعته، وعاد إلى موطنه الأصلي طلب من الشاب البقاء معه لخدمته، واستأجر رجلاً ليعيد المال والبغل إلى زوجته لحين عودته من خدمة سيده.
قال: سأرسل الرمان أيضًا، لأنّني إذا تركتهم في عمامتي فقد يسقطون يومًا ما وأخرجهم من عمامته، لكن الثمار اختفت، وكان في أماكنها ثلاثة أحجار كريمة، خضراء وبيضاء وحمراء، بقي الشاب لفترة طويلة مع التاجر، الذي وثق به تدريجيًا في جميع أعماله ومنحه حصة كبيرة من المال الذي كسبه، ولما مات التاجر رغب الشاب في العودة إلى منزله لكن زوجة التاجر توسلت إليه أن يبقى ويساعدها.
وذات يوم استيقظ وهو يتذكر أن عشرين سنة قد مرت منذ رحيله، قال صباح اليوم التالي لسيدته: أريد أن أرى زوجتي، و إذا كااحتجت شيئًا أرسلي لي رسولًا، وامتطى الجمل انطلق، في اثناء خدمته مع التاجر، ولد له طفل صغير، وعندما وصل المال والأحجار الكريمة لم تعد هناك حاجة لهم للعمل، ثم اشترت الاميرة ملابس جديدة جميلة لهم جميعًا.
بعد ذلك أخرجت أحد الأحجار الكريمة التي أرسلها لها زوجها ووضعته في صندوق فضي صغير، ولفته بمنديل مطرز بالذهب وملأت جيوب المرأة العجوز بقطع ذهبية وفضية، وقالت: اذهبي يا أمي العزيزة إلى القصر، وقدمي الجوهرة إلى الملك وإذا سألك عما يمكن أن يعطيك في المقابل، أخبريه أنك تريدين ورقة، عليها ختمه.
أخذت السيدة العجوز الصندوق وذهبت إلى القصر، ولم ير أحد من قبل أي ياقوتة بهذا الجمال وتم استدعاء أشهر صائغ في المدينة للإعلان عن قيمتها، لكن كل ما استطاع قوله للملك هو: كل أملاكك سيدي، لن تكفي دفع ثمن هذا الياقوت، عند هذا الكلام شحب وجه الملك و لم يستطع تحمل التخلي عن الياقوت، ومع ذلك فإن كل الأموال الموجودة في خزنته لن تكون كافية لشرائه.
لذلك ظل صامتًا لفترة قصيرة، متسائلاً عن العرض الذي يمكنه تقديمه للمرأة العجوز، وأخيراً قال: إذا لم أستطع إعطائك المال مقابله، ماذا تطلبي؟ أجابت على الفور: ورقة موقعة بيدك ومختومة بختمك، تعلن فيها أنّ بإمكاني أن أفعل ما سأفعله، دون عائق، وكان الملك مسرورًا بهذا وأعطاها الورقة دون تأخير.
ثم أخذت المرأة العجوز الورقة وعادت إلى المنزل، سرعان ما انتشرت شهرة هذا الياقوت، ووصل المبعوثون إلى المنزل الصغير لمعرفة ما إذا كان هناك المزيد من الأحجار للبيع، وهكذا باعت الأميرة الحجريين المتبقيين مقابل مبلغ كبير من المال، و كان أول ما فعلته هو بناء قصر بجانب الكوخ، وعندما وصل خبر هذا القصر الملك سارع لرؤيته.
في المدخل وقف شاب يبلغ من العمر عشرين عامًا الذي كان حفيده، على الرغم من عدم معرفة أي منهما بذلك وكان الملك مسرورًا جدًا بمعرفة الشاب، لدرجة أنه جعله قائدًا الجيش كله، وبعد فترة عاد ابن الأرملة إلى موطنه الأصلي، فوجد الكوخ الصغير الذي كان يعيش فيه مع والدته قد بني بجانبه قصرًا جديدًا، فتسائل: من يمكن أن يسكن في ذلك المكان الرائع الآخر؟
صعد إلى شجرة مقابل القصر وراقب، فشاهد سيدة خرجت وبدأت في جمع بعض الورود التي كانت معلقة حول الشرفة، في تلك اللحظانت كانت السنوات العشرون التي مرّت منذ أن رآها آخر مرة اختفت في لحظة، وعرفها على أنّها زوجته، وتبدو شابة وجميلة تقريبًا مثل يوم فراقهما.
كان على وشك أن يقفز من فوق الشجرة ويسرع إلى جانبها عندما انضم إليها شاب وضع ذراعه حول عنقها بحنان، و في هذا المنظر سحب الزوج الغاضب قوسه، ولكن قبل أن يتمكن من إطلاق السهم، عادت إليه مشورة الرجل الحكيم: الصبر هو الخطوة الأولى على طريق السعادة، فوضع قوسه وانتظر.
ثم سمع صوت الشباب وهو يقول: أمي، ألا يمكنك إخباري بأي شيء عن والدي؟ هل مازال حيا ولن يعود الينا ابداً؟ فردت السيدة: لقد مرّ عشرون عامًا منذ أن تركنا ليبحث عن ثروته، لكن ما الذي جعله يخطر ببالك الآن؟ قال الشاب: لأنّني حلمت الليلة الماضية أنه هنا، والآن، أخبريني كل ما تستطيعين بشأنه.
فوقفت تحت الياسمين ، تعلم الابن تاريخ أبيه، والرجل على الشجرة يستمع أيضًا، قال الشاب: وهو يلوي يديه، أنت ابنة الملك ولدينا أروع قصر في العالم كله، ومع ذلك لا نعرف أين أبي، غدا سأطلب من الملك أن يعطيني جنودًا، وسأبحث عنه في كل الأرض حتى أجده.
ثم نزل الرجل من على الشجرة ودخل بيته واحتضن عائلته و تحدثوا طوال تلك الليلة، وعندما أشرقت الشمس ذهبوا إلى القصر لرؤية الملك، وإبلاغه بكل ما حدث حيث شعر الملك بسعادة غامرة عندما رأى ابنته التي أفتقدها بشدة، وقال: أنت صهري أمام العالم، وستكون ملكًا من بعدي.


شارك المقالة: