اخترنا لكم لهذا اليوم قصة من التراث الشعبي الخاص بدولة الصين، وقد صدرت القصة عن الكاتب روبرت سان سوشي، وقد تناول في مضمونها الحديث عن فتاة انتحلت شخصية والدها من أجل المشاركة في الحرب، تابع معنا عزيزي القارئ القصة للنهاية لنرى ما دفعها للقيام بذلك، وهل أنه تم اكتشاف أمرها أم لا.
قصة مولان
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة الصين العظيمة، حيث أنه في يوم من الأيام قامت إحدى القبائل والتي تعرف باسم قبيلة الهان بالهجوم على الصين، وقد كانت تلك القبيلة من الغزاة المتمردين ويترأسهم أحد القادة ممن يعرف باسم شان يو، فقد أوعز القائد شان بهذا الهجوم؛ وذلك رغبة منه في الحصول على أسلحة وأموال يمد بها رجال قبيلته والذين كانت أعدادهم بالآلاف وهم بمثابة جيش كامل.
وقد كان ذلك الهجوم قد دفع إمبراطور الصين إلى أن يهم بكافة العائلات والأسر في كافة أرجاء المعمورة أن يقوموا بالدفاع عن أنفسهم ضد ذلك العدو الغادر، ومواجهة الأعداء وقتالهم والتصدي لهجومهم، وفي تلك الأثناء كان هناك إحدى الفتيات تدعى مولان تتجهز من أجل اقتراب حفل زفافها، ولكن هذا الزواج كان رغماً عنها، وكانت تبحث عن أي وسيلة للتخلص منه بأي طريقة، وأول ما حدث ذلك الهجوم كان فرصة ذهبية للفتاة من أجل استغلال الموقف والتخلص من ذلك الزواج، وبالفعل تمكنت في البداية من الهروب من اختبارات الزواج والتي كانت من طقوس الزواج في الصين، وفي صباح اليوم التالي خرجت من منزلها وفرت إلى منطقة بعيدة بعض الشيء عن منزل عائلتها، وقد كان تصرفها ذلك قد وضع اسم عائلتها بالتراب، إذ أن كافة أفراد عائلتها كانوا موافقين على ذلك الزواج.
ولكن تغيب الفتاة عن المنزل لم يدوم طويلاً، إذ أنه بعد يومين فقط عادت إلى المنزل؛ وذلك لأنها خشيت من هجوم تلك القبيلة على نفسها وعائلتها ورأت أنه من الأفضل لها أن تقف إلى جانب عائلتها في هذا الموقف، وأكثر ما كان يقلقها هو أنها لم تمتلك أشقاء من البنين، وعقب أن عادت إلى المنزل بعد لحظات قليلة حضر إلى منزلهم رسول قادم من الإمبراطور، وقد أوصل الرسول نداء الإمبراطور لهم ولكافة الأسر بأن تقوم بإرسال أبنائها للدفاع عن دولة الصين في حربها ضد الغزاة، ولكن جراء عدم وجود ذكور بين أفراد عائلتها اضطر والدها والذي كان كبير في السن أن يقوم بالخروج إلى ساحة المعركة والدفاع عن وطنه وعائلته بنفسه.
ولكن الفتاة الشجاعة لم توافق على ذلك الأمر وقد اقترحت على عائلتها بأن تقوم هي ذاتها بالخروج متخفيه على أنها شكل رجل، وأن تدخل الحرب تحت اسم والدها، وقد أوضحت بأن والدها من المؤكد سوف يلقى حتفه على يد تلك القبيلة، فهو في سن لا يسمح له بالدفاع عن نفسه حتى، وبعد أن طرحت ذلك الأمر على عائلتها وافق جميعهم، فقد كانوا يدركون تماماً ككم أن ابنتهم تتحلى بالشجاعة، وبالفعل قامت بالتنكر في هيئة رجل، وخرجت لتسجل اسمها في قوائم الحرب بديلاً عن اسم والدها العجوز.
وبعد أن تمت الموافقة على دخولها ولم يكتشف أحد أمرها اشترطت عائلتها أن يتم إرسال معها تنين صغير معها من أجل حماية نفسها من الأعداء، وقد كان ذلك التنين تربيه العائلة منذ ولادته وقد أطلقوا عليه اسم موشو، وبالإضافة إلى ذلك التنين تم إرسال معها ذلك إلى الحرب أحد أنواع الصراصير مما يعرف بأنه صرصور الحظ، وقد كان يطلق عليه اسم كريكي.
وبعد كافة التجهيزات توجهت الفتاة الشجاعة بطريقها إلى معسكر الجيش، وأثناء الطريق كانت بين الحين والآخر تنصت جيدًا إلى نصائح التنين حتى تتمكن من التعامل والتصرف كالرجال تماماً، وفي ذلك المعسكر كان في إحدى الخيام المجاورة لخيمتها القائد والذي يدعى لي وما هو معروف عنه أنه ابن الجنرال وهو من أهم القادة في تلك الحرب، وفي تلك الأثناء كان ذلك القائد يقوم بتدريب بعض الجنود الجدد على فنون القتال، بينما كان والده القائد الأكبر واقف محاربًا متصديًا لهجمات العدو عند إحدى بوابات الصين، وخلال التدريب كان القائد لي يجد بعض الصعوبة مع عدد من الجنود وقد كان من بينهم الفتاة وثلاثة آخرون من الجنود، والذين أصبحوا فيما بعد أصدقاء مقربين منها.
وفي لحظة من اللحظات قام التنين بتزييف رسالة كانت قادمة إلى لي، إذ أخبره بها بأنه ينبغي عليه على الفور التوجه إلى ممر الجبل حيث يتصدى والده للأعداء؛ وذلك لأن وضعهم أصبح بخطر، فما كان من لي سوى أن اصطحاب فرقته والذهاب جميعًا إلى ذلك الممر، وأول ما وصل إلى هناك اكتشف مقتل والده والجنود كما أنه تم تدمير القرية عن بكرة أبيها، وهنا على الفور قرر لي أن يذهب هو وجنوده إلى الإمبراطور.
ولكن من سوء حظ تلك الفرقة أنه أطلق التنين صاروخ عن طريق الخطأ، وهم في طريقهم نحو قصر الإمبراطور، وهذا الأمر قد لفت انتباه القبيلة لوجودهم، وبعد لحظات قليلة جداً تمت مهاجمتهم، ولكن ما حدث في تلك اللحظة هو أن الفتاة الشجاعة قد حاولت تدارك الموقف وقامت بإطلاق صاروخ آخر في الاتجاه المعاكس؛ وذلك حتى تتمكن من تشتيت انتباه العدو، ولكن ما حدث هو أنه ذلك الصاروخ قد أصاب أحد الجبال الجليدية مما دفعه للسقوط فوق رؤوس رجال العدو بأكملهم ومن شدة كبر حجم الجبل الجليدي كاد أن يسقط فوق رأس لي، ولكن تمكنت الفتاة الشجاعة من أن تنقذه في الوقت المناسب، ولكن تسبب له ذلك الأمر بتعرضها لعدة جروح.
وهنا على الفور تم عرضها على طبيب من أجل رؤية جرحها، ولكن الطبيب كشف أمام لي أنها فتاة وليست رجل في الحقيقة، وهنا شاط غضب القائد ورغب في قتلها، ولكنه قرر أن يبقى على حياتها جزاء لها على إنقاذها له، وأمرها بأن تعود إلى منزلها وتترك الجيش ومهام القتال للرجال.
وفي النهاية بينما كانت في طريقها للعودة إلى منزلها علمت الفتاة أن بعض جنود قبيلة العدو، قد نجوا من الانهيار لجليدي، وهم في طريقهم لمهاجمة المدينة، وهذا الخبر قد دفعها للانطلاق مرة أخرى لتلحق بقوات جيش موطنها، وقد حذرت القائد هو والجنود من هجمات جنود قبيلة العدو.
وأخيراً حينما وصلت الفتاة الشجاعة إلى العاصمة كانت تقام مراسم الاحتفال بالتخلص من العدو وفي لحظة ما صعد القائد لي إلى الإمبراطور وقدم له سيف قائد العدو كاعتراف ودليل منه على موت وسحق العدو، ولكن ما صدم الجميع أن قائد العدو قد تمكن هو وجنوده من التخفي بين صفوف المحتفلين، وقاموا فجأة بالهجوم على الإمبراطور والقصر ومن فيه.
ولكن بفضل ذكاء الفتاة الشجاعة تمكنت من العمل جنبًا إلى جنب برفقة القائد والجنود من ذات الخيمة التي كانت تتلقى بها تدريبها في القضاء على قائد العدو ورجاله، وقد خلصوا عاصمتهم من بقايا جنود العدو، لترفع بذلك الفتاة الشجاعة اسمها واسم والدها وعائلتها مرة أخرى، وتزوجت في النهاية من القائد لي.