يقال أن في هذا الزمان تعتبر النصيحة بجمل، ولكن أحياناً تكون النصائح بلا فائدة أو مغزى، تماماً كنصيحة الحمار في قصة اليوم؛ فهي تسبّبت له بالعمل الشاق، ولولا أنّه قام بعمل حيلة وأنقذ نفسه بها، لظلّ يعمل طوال حياته.
قصة نصيحة الحمار
كان هنالك رجل يمتلك مزرعة للحيوانات، وكان معه في تلك المزرعة حمار وثور، يعمل الحمار في بعض الأوقات لنقل البضائع من مكان إلى آخر، ويمضي باقي يومه في الاستراحة والنوم، بينما كان الثور يعمل أكثر منه بكثير؛ حيث كان يعمل طوال اليوم، وكان لا يستريح إلّا لوقت قليل جدّاً.
وفي يوم من الأيام جاء الثور إلى الحمار: أيّها الحمار أنت تقضي معظم يومك في الراحة والنوم، أمّا أنا فأعمل طوال اليوم، وصاحب المزرعة يضع على ظهري الكثير من الأحمال الثقيلة، وانا لم أعد أحتمل قسوته واستغلاله لي، أخبرني ماذا أفعل، قال له الحمار: أنا لدي نصيحة مفيدة لك، إن أنت قمت بتطبيقها فسوف ترتاح من همك هذا.
قال له الثور: أرجوك أخبرني ما العمل؟ قال له الحمار: عليك أن تمتنع عن الطعام والشراب لعدّة أيام، وبعد ذلك سوف تصبح هزيلاً ولا تقوى على فعل شيء، وسيظنّ صاحب المزرعة أن المرض أصابك ويعفيك من الأعمال الشاقة، قال له الثور: نعم إنّها فكرة جيدة، وبعد عدّة أيام رفض الثور أن يأكل، وبدا عليه النحول والمرض، أشفق عليه صاحب المزرعة ولم يعد يقسو عليه.
ولكن في يوم من الأيام كان هنالك بعض الحمولات، وكان صاحب المزرعة مضطر إلى أن ينقلها لأصحابها، ولكن الثور لا يقوى على ذلك؛ فخطر بذهن صاحب المزرعة أن يطلب من الحمار أن يقوم بتلك المهمّة بدلاً من الثور المريض، فجاء الحمار ووضع صاحب المزرعة على ظهره حمولة ثقيلة، شعر الحمار بالتعب والمشقّة؛ فهو لم يعتاد على حمل حمل كهذا.
شعر الحمار أنّه قد تورّط بالنصيحة التي قدّمها للثور، وعندما فكّر بالحل خطر بذهنه فكرة، نادى على الثور وقال له: أيّها الثور عليك أن تأكل وتشرب؛ فقد سمعت بأن صاحب المزرعة عازم على قتلك لأنّك أصبحت بلا فائدة، وافق الثور على نصيحة الحمار وعاد لطعامه وشرابه، وبذلك أنقذ الحمار نفسه من تلك الورطة، وعاد الثور على ما كان عليه.