قصة هتلر مع رئيس التشيك

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر أدولف هتلر من القادة السياسيين الذي لمع صيتهم منذ الزمن القديم حتى يومنا هذا، فعلى الرغم من أنه توفي منذ زمن طويل إلى أنه ما زالت سيرته وقصصه تتداول بين الناس؛ وقد كان ذلك جراء الأحداث السياسية التي قام بها والمعارك التي خاضعها طوال فترة حكمه، فهو يعود في أصله إلى دولة النمسا، وعند بلوغه استطاع أن يكون زعيم ألمانيا النازية، كما تمكن من أن يحكم دولة ألمانيا النازية منذ سنة 1933م حتى سنة 1945م.

نبذة عن القصة

دارت الأحداث الوقائع حول دولة تشيكوسلوفاكيا، حيث كانت إحدى الدول الأوروبية التي تنتمي إلى عدة مجموعات مثل الأمم المتحدة وحلف وارسو ومجلس التعاون الاقتصادي، وتأسست عام 1918م عندما تم استقلالها وتحررها عن الإمبراطورية النمساوية، ثم بعد ذلك تم تجزئتها إلى دولتين منفصلتين، وهم دولة التشيك ودولة سلوفاكيا، وكانت عاصمة الدولة هي مدينة براغ، كان لدى تلك الدولة العديد من المميزات التي جعل الزعيم السياسي أدولف هتلر يطمع في احتلالها والاستيلاء عليها وفرض سيطرته الكاملة عليها، وذلك مثل الثروات المعدنية والموارد التي تحتويها.

قصة هتلر مع إيميل هتشا رئيس التشيك

ومن ضمن الأحداث التي قام بها أدولف هتلر في الماضي هو استعمار دولة تشيكوسلوفاكيا في سنة 1939م، حيث عملت القوات الألمانية بقيادة هتلر حينها على استعمار دولة تشيكوسلوفاكيا، وقد كانت تلك الدولة وقعت ضحية لأحد المواثيق التي تم الاتفاق عليها بين مجموعة من الدول وهو ما يعرف باسم ميثاق ميونخ، فقد باءت كل المحاولات والصراعات من أجل محاولة التصدي للقوات الألمانية والخطط الاستعمارية التابعة لها والتي وضعها هتلر بنفسه بالفشل الذريع.

وقد كان ميثاق ميونخ الذي تم الاتفاق عليه في 30 من شهر سبتمبر لسنة 1938م وسيلة لأدولف هتلر حتى يتمكن من خلاله إبرام معاهدة مع كل من نيفلي تشامبرلين والذي كان في ذلك الوقت يشغل منصب رئيس وزراء مملكة بريطانيا العظمى، وإدوارد دالدير والذي كان يشغل منصب رئيس وزراء دولة فرنسا وبنيتو موسوليني الذي كان رئيس وزراء دولة إيطاليا، حيث كان ينص ذلك الميثاق على استيطان رئيس دولة ألمانيا النازية على جزء من دولة تشيكوسلوفاكيا ومنحة كافة الصلاحيات في التصرف بها والتوكل عليها، فقد كان من وجهة نظر دولة بريطانيا ودولة فرنسا أنّ هذا الأمر الوحيد الذي يمكن أن يتحقق السلام به.

لكن هناك أمور كبيرة حدثت بعد إبرام هذا الاتفاق وترتبت على التوقيع عليه أمور عدة، حيث تم التوقيع في المعاهدة على تسليم القوات الألمانية ووضع يدها بالكامل على منطقة محددة في دولة تشيكوسلوفاكيا والتي تعرف بمنطقة بسودينتينلاند، وقد كانت تلك المنطقة تحوي ما يقارب ثلاثة ملايين مواطن تعود أصولهم إلى دولة ألمانيا، إذ نصت المعاهدة على منح السلطات الألمانية من مادة الفحم الذي يُعد في الأصل من ممتلكات الدولة التشيكوسلوفاكية بنسبة تقدر ب 66% من الناتج الكلي للفحم في الدولة.

وإضافة على ذلك منحهم ما يقارب 70% من الناتج الكلي للمواد الصلبة والحديد في الدولة، وفوق ذلك كله تم تخصيص ما يقارب 70% من مجمل الطاقة الكهربائية في الدولة؛ وذلك حتى يتم العمل على تشغيل الآلات الخاصة بقيام الحرب النازية، وعلى أثر كل ذلك أصبحت دولة التشيك تحت الاستعمار الألماني وخاضعة للسلطات الألمانية ولا تجرؤ على استخدام أي شيء من ممتلكاتها دون الرجوع للسلطات الألمانية.

ونظراً لكل الضغوطات التي مارستها السلطات الألمانية على الشعب آنذاك، إلا أن هناك العديد من الوسائل والحلول التي حدثت من أجل الوصول إلى هدنة مع أدولف هتلر، إذ قدمت الدولة العديد من التنازلات وتخلت عن الكثير من ممتلكاتها من أجل تحقيق السلام، وإضافة على ذلك سارت العديد من الجهود من أجل تفكيك وحل الحزب الشيوعي، كما عملت السلطة التشيكية على إيقاف جميع المعلمين من أصول يهودية وتم منعهم من ممارسة عملهم في المدارس الألمانية، وعلى الرغم من كل ذلك بقيت شائعات إدراج ودمج دولة تشيكوسلوفاكيا تحت حكم وسيطرة الألمانيين التي كانت في ذلك الوقت ما زالت مستمرة بكل قوة وقسوة.

لم يكن أدولف هتلر يرغب في تحصيل تلك الأمور فقط، وإنما كان يسعى على الدوام ليحقق أهدافه وغاياته في الاستيلاء على الدولة بكافة ممتلكاتها وأراضيها، ومن هنا بدأ زعيم ألمانيا بالتخطيط حول احتلال الدولة في شهر أكتوبر من سنة 1938م، وأول ما بدأ به هو إجبار السلطات التشيكوسلوفاكية بمنح منطقة سلوفاكيا الحرية الكاملة دون أي قيود منها، وفي تلك الأثناء عزم هتلر على إعلان ولايته الكاملة على دولة التشيك ووضعها تحت سيطرة وحكم الألمان، ومن الجهة الثانية قامت دولة سلوفاكيا بالإعلان عن استقلالها وتحررها وهذا ما دعا دولة التشيك أن تتوقف عن جميع المحاورات التي كانت تدور داخل الإقليم.

لكن الزعيم هتلر لم تكن غاية وأهدافه سليمة في ذلك الوقت، إذ كان يحتفظ بهدف داخلي في نفسه، حيث في يوم الخامس عشر من شهر مارس لسنة 1939م، قام هتلر بإبرام اتفاق في أحد الاجتماعات التي عقدها مع رئيس دولة التشيك الذي يدعى ايميل هاشا، وهذا الاتفاق ينص على السماح للقوات الألمانية بالعبور من خلال حدود دولة التشيك دون فرض أي أمور مالية على ذلك، وفي حال اعترض على ذلك القرار فقد هدده هتلر أنه سوف يشن حرب يسخط بها العاصمة التشيكية التي تعرف باسم براغ، حينها اضطر الرئيس التشيكي على طلب هتلر، فقد اعتقد أن طلب هتلر وتهديده له لا يدل على أن ذلك إنسان طبيعي خالي من اختلال في العقل.

وقد ورد في ذلك الوقت أنّ إيميل هتشا قد تعرض لنوبة قلبية خلال الاجتماع جراء وصوله أخبار حول اجتياح من القوات الألمانية على حدود دولته، لكن سرعان ما تصرف هتلر وساعده في البقاء على قيد الحياة من أجل تحقيق مطامعه، وحتى يتمكن من الحصول على موافقته على كافة طلباته، وبعد حصول الزعيم هتلر على الموافقة سرعان ما تقدم بقواته نحو مدينة مورافيا ومدينة برهيما وقام بفرض السيطرة الكاملة عليهم، ثم بعدها توجه نحو العاصمة براغ وفرض سيطرته الكاملة عليها، لكن ما تم استغرابه في تلك الفترة أنّ هتلر والقوات الألمانية لم تواجه أي مقاومة من قِبل القوات أو الحكومة التشيكية.

وفي ذلك الوقت صرح رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين عن النوايا التي ضمرها هتلر لتحقيق غاياته تحت مسمى ميثاق ميونخ، إذ لم يكن عزمة على إجراء ذلك الاتفاق إلا مجرد حيلة مدموجة بالمكر والخادع لتحقيق مطامعه في تلك المنطقة دون إحداث أي عمل يثير سفك الدماء في تلك المنطقة.


شارك المقالة: