قصة هدايا الخطبة أو (The Betrothal Gifts) قصة خيالية للكاتب باركر فيلمور مؤلف كتاب (The Laughing Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي.
الشخصيات:
- الإخوة.
- الأب.
- كوبيك.
- الضفدع.
- ابنة الضفدع.
قصة هدايا الخطبة:
كان هناك مزارع لديه ثلاثة أبناء، وكان منزعجًا جدًا بشأن كيفية ترك ممتلكاته لهم، وظلّ يفكر في نفسه: مزرعتي صغيرة جدًا لتقسيمها، وإذا قسمتها إلى ثلاثة أجزاء متساوية وأعطيت كل واحد من أبنائي جزءًا واحدًا فسيكونون جميعًا فقراء، ومع ذلك إذا أعطيت كل شيء لابن واحد، سأكون غير عادل مع الاثنين الآخرين، وأخيرًا دعا أبنائه معًا وقال: لقد فكّرت في خطة حيث سيقرر القدر بموجبها أيًا منكم سيكون وريثي.
يجب أن تسافروا جميعًا وتجدوا زوجات، ومن يعيد منهن هديةخطوبة، فإنّ صاحب أجمل هدية ستكون له المزرعة، وافق الأبناء على هذه الخطة وفي اليوم التالي شرعوا جميعًا في اتجاهات مختلفة بحثًا عن العرائس، لم يكن الابن الأصغر واسمه كوبيك يُعتبر ذكيًا مثل إخوته، وغالبًا ما كان إخوته يسخرون منه لذلك كان يشفق عليه والده.
قاد الطريق كوبيك إلى غابة عميقة، سار على قدميه حتّى وقف فجأة أمامه ضفدع صغير وقال: إلى أين أنت ذاهب يا كوبيك؟ ثمّ أخبر الضفدع عن أبيه والمزرعة والسعي وراء هدايا الخطوبة التي ارتبط بها هو وإخوته، وعندما انتهى، قال الضفدع: تعال معي، وسوف تعطيك ابنتي كاتشينكا خاتمًا أجمل مما رآه والدك أو إخوتك، تردد كوبيك وقال في نفسه: ولكن اتمنى إذا كانت ابنتك كاتشينكا تشبهك.
لأنّها ستكون ثمناً باهظاً للغاية لدفع ثمن مزرعة، قاده الضفدع إلى وادٍ عميق في أحد جوانبه منحدر صخري مرتفع كان مليئاً بالعسل داخل الكهوف، قفز الضفدع ونادى: كاتشينكا أين أنت؟ ها هو كوبيك يأتي إليك ويستجدي هدية خطوبة منك، أخرجي صندوق الخواتم الصغير الخاص بك، وظهر على الفور ضفدع ثاني يسحب صندوقاً ثقيلًا من الجواهر.
وللأسف كانت كاتشينكا أقبح مائة مرة من والدها، كانت ساقاها ملتويتان، وكان وجهها مغطى بالبقع، وللحظة ارتجف كوبيك واستدار في اشمئزاز، ولكن تذكر أنّه لم يكن خطأ كاتشينكا أنها كانت ضفدعة، وضعت الضفدعة الصندوق أمامه وفتحاه ورأى كوبيك أنه مليء بمجموعة من أندر وأجمل الخواتم في العالم، وطلبت منه أختيار واحد، اختار كوبيك خاتمًا عاديًا.
لأنّه كان يخجل من الاستيلاء على واحد من أفضل الخواتم، فقال الضفدع العجوز: ليس هذا، إلا إذا كنت تريد أن يضحك إخوتك عليك، وعندئذٍ، اختارت الضفدعة بنفسها الخاتم الذي يحتوي على أكبر ماسة، ولفتّه في الورق وسلمته إلى كوبيك، وقالت: أسرع إلى المنزل، وبمجرد وصول كوبيك إلى المنزل دعا المزارع أبنائه الثلاثة معًا وطالبهم بإظهار هدايا خطوبتهم.
كان الابن الأكبر لديه خاتم نحاسي عادي، قال المزارع وهو يهز رأسه: حسنًا، ضعه بعيدًا من كتذكار، وأظهر الابن الثاني خاتمًا من الفضة كان يساوي بضعة سنتات أخرى، فقال الرجل العجوز: أفضل قليلاً، لكن ليس جيدًا بما يكفي، ضعه بعيدًا كتذكار، والآن قال متجهًا إلى ابنه الأصغر: دعنا نرى ما جلبه كوبيك من عروسه الموعودة، كان في البداية خجولاً، لكن عندما فتح الورقة كان هناك ماسة كبيرة تتألق.
قال المزارع: من أين لك هذا الخاتم؟ لا بد أنك سرقته أيها الفتى الشرير! وبدون انتظار سماع ما سيقوله كوبيك مدّ يده ليجلد الصبي المسكين، ثمّ أخذ الخاتم وأخفاه، وقال لأبنائه: الآن يا أولادي، هذه المرة اطلب من زوجاتكم الموعودات هدية منديل مطرز، ومن يعيد أجمل منديل سيكون وريثي، وفي اليوم التالي بدأ الأبناء الثلاثة بالخروج من جديد، كل منهم في اتجاه مختلف.
فكر كوبيك في نفسه: لن أذهب بالطريق التي ذهبت بها بالأمس وألتقي بهذا الضفدع العجوز مرة أخرى وبعد ذلك، عندما أعود إلى المنزل، فإنّ الجائزة الوحيدة التي سأحصل عليها ستكون ضربًا، لذلك سلك طريقاً مختلفاً لكنّ الضفدع العجوز قفز أمامه وسأله عن حاله، في البداية لم يرغب كوبيك في إخباره لكنّه أصرّ عليه، أخبره كوبيك عن الضرب الذي تعرض له بسبب خاتم كاتشينكا وعن طلب والده مناديل مطرزة.
نصحه الضفدع العجوز: الآن لا تفكر بعد الآن في ذلك الجلد، أما بالنسبة للمنديل المطرز كاتشينكا ستعطيك واحداً، لذا مرة أخرى سلكوا الطريق إلى الجرف الصخري، وظهرت كاتشينكا وهي تجر صندوقًا مليئًا بأروع المناديل، وكلها من الحرير ومطرزة بشكل رائع، ثمّ قامت بنفسها باختيار أكبرها ولفتها في ورقة وأعطتها لكوبيك، وعند وصوله إلى المنزل، دعا المزارع أبنائه الثلاثة معًا وطالبهم بإظهار هدايا خطوبتهم.
كانت مناديل إخوته الكبار صغيرة ورخيصة، ولا قيمة لها على الإطلاق، قال العجوز متجهًا إلى ابنه الأصغر: دعونا نرى ما جلبه كوبيك من عروسه الموعودة، وعندما فتحه كان هناك منديل حريري كبير جدًا ومطرزًا بعناية لدرجة أنّ أي أميرة في العالم كانت ستفتخر بامتلاكه، واتهمه والده مجدداً بسرقته وتعرض للضرب مرة أخرى، وقال العجوز: والآن، يا أبنائي، هذه المرة لن يكون هناك إحضار خاتم أو منديل.
هذه المرة اجلبوا زوجاتكم المستقبلية للمنزل ومن تكون زوجته أجمل عروس سيكون وريثي، لذا في اليوم التالي بدأ الأبناء الثلاثة بالخروج من جديد، كل منهم في اتجاه مختلف، وقال كوبيك في نفسه: لا أريد أن أرى كاتشينكا مرة أخرى، لقد أحضرت مرتين أفضل هدية خطوبة وفي كل مرة تلقيت الخسارة من أجلها، أتساءل ماذا سيقولون لو أحضرت للمنزل ضفدعًا كعروس، ثمّ سيكون لديهم شيء يضحكون عليه.
لذلك سلك طريقاً مختلفاً عبر الغابة ولكن مرة أخرى لم يذهب بعيداً حين قفز الضفدع العجوز أمامه، و هذه المرة استدار كوبيك وركض، و نادى الضفدع العجوز من بعده ولكن كلما نادى بصوت أعلى كان أسرع، حتّى أوقفه ثعبان كبير فجأة، وقاده الثعبان إلى الجرف حيث استقبله الضفدع العجوز بلطف وشكر الثعبان، كان متعبًا جدًا وغير سعيد لدرجة أنه نام لليوم التالي.
في صباح اليوم التالي عندما استيقظ وفرك عينيه، وجد نفسه مستلقيًا على سرير ناعم من الريش في غرفة رائعة بها زخارف تناسب الملك، كان هناك قميص حريري ناعم مفرود على كرسي بجانب السرير، وعندما نهض جاء الخدم يركضون حاملين ثيابًا من القماش الذهبي، وأعطوه ملابس ومشطوا شعره حتى جعلوه يبدو وكأنه أمير شاب، ثمّ أحضروا له الإفطار.
وعندما نظر من النافذة لم ير أي أثر منحدر أو كهوف أو غابة، وبدلاً من ذلك رأى مدينة كبيرة بها شوارع ومنازل وأشخاص يذهبون ذهاباً وإياباً، وبدأت الموسيقى في العزف تحت النافذة، وتجمع حشد كبير وسرعان ما جاء الحاضرون لمرافقة اللورد كوبيك، وعندما وصل إلى بوابة القلعة هتف الناس وصعدت عربة كانت فيه سيدتان، أب وابنته يرتديان حريرًا جميلًا.
وعندما نزلوا ورأوا كوبيك ابتسموا وتقدموا نحوه، وقال الأب: لقد كنت ذلك الضفدع العجوز الذي التقاك في الجرف وهذه ابنتي الجميلة، كانت الضفدعة القبيحة للغاية، وكنّا جميعًا تحت سحر الشر حيث قبل سنوات عديدة جلب ساحر شرير الخراب علينا وعلى مملكتنا، لقد حول رعايانا إلى ثعابين ونحن إلى ضفادع وحول مدينتنا الجميلة إلى جرف صخري.
لا شيء يمكن أن يكسر السحر حتّى يأتي شخص ما ويطلب هدية خطوبة من ابنتي، لقد عشنا في الغابة لسنوات وسنوات وطوال تلك السنوات توسلت إلى جميع الأشخاص الذين تجولوا علينا لمساعدتنا لكنّهم كانوا يدوسوننا فقط ويبتعدون عنّا في اشمئزاز، أنت يا كوبيك كنت أول من لا يحتقرنا بسبب مظهرنا القبيح، وبهذا كسرت تعويذة الشر التي احتجزتنا والآن نحن جميعًا أحرار.
وكمكافأة عليك أن تتزوج ابنتي الأميرة كاتشينكا وتصبح ملكًا، ثمّ أخذ الملك العجوز كوبيك بيده وقاده وجعله يجلس بينه وبين الأميرة، وتمّ عزف الموسيقى وهتف الناس، وبهذا الأسلوب انتقلوا بالعربة إلى قرية كوبيك الأصلية وإلى منزل والده، كان الرجل العجوز في الفناء يقطع الحطب وكان أبناؤه الأكبر سناً يساعدونه، ولقد أحضروا أيضًا عرائسهم فتيات الريف العادي من المزارع الفقيرة، وفي تلك اللحظة كانوا جميعًا ينتظرون وصول كوبيك.
صرخ الابن الأكبر: انظر يا أبي، بعض الناس يتجهون إلى هنا، نحن لسنا متأخرين في ضرائبنا، أليس كذلك؟ همس الرجل العجوز: ليس لدي شيء لأخافه، ووضع قبعته تحت ذراعه باحترام ووقف عاري الرأس، وعندما توقفت العربة في الفناء ونزل شاب وسيم وامرأة جميلة، استقبل السيد الشاب الوسيم الرجل العجوز وأبنائه وانحنوا لهم، ثمّ دخلوا جميعًا إلى المطبخ القديم الذي كان أسود من دخان لسنوات عديدة.
وجلس السيد الشاب في المكان الذي كان يجلس فيه دائمًا، وتراجع الشقيقان وعرائسهما عن الفرن وحبسوا أنفاسهم، ثمّ قال الشاب الوسيم للعجوز: ألا تعرفني؟ ولا أحد من أبنائك يعرفني؟ أعتقد أن هؤلاء هم أبناؤك، أليس كذلك؟ استمر المزارع في الصمت ونظر الابنان إلى الأسفل وهما محرجان للغاية من الكلام، ثمّ قال الشاب الوسيم: ألا تعرف ابنك كوبيك الذي كنت تضربه لسرقته عندما أظهر لك هدايا خطوبته؟
في ذلك الوقت نظر إليه العجوز عن كثب وصرخ: باركت روحي، ولكن من يستطيع التعرف على هذا الصبي، وهل هذه عروسه؟ يجب أن تمتلك المزرعة، لقد أحضرت للمنزل أجمل عروس، قال الملك العجوز: كوبيك لا يحتاج المزرعة، ولن تحتاجها بعد الآن ولا أبناءك الآخرين، ستعودون معنا جميعًا إلى مملكتنا التي أصبح كوبيك ملكًا عليها الآن، وليمنحك الله سنين عديدة لتعيشها بسلام وهدوء.
شعر المزارع بسعادة غامرة بهذا الترتيب، واحتضن ابنه وعروس ابنه، وأعطى مزرعته لأفقر رجل في القرية ثم رافق هو وأبناؤه كوبيك إلى مملكته، وهناك عاش طويلاً في سلام وراحة مستمتعًا بفكرة أن الحظ السعيد قد أتى إليهم جميعًا بسبب تصميمه على عدم تقسيم المزرعة.